
الكبد مورط مُحتمل في الإصابة بالزهايمر
واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة، بأن الكبد يمكن أن يسهم في خطر الإصابة بمرض الزهايمر، من خلال عدم توفير الدهون الأساسية التي يحتاجها الدماغ.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة بنسلفانيا الأميركية وعرضوا نتائجها الثلاثاء، أمام مؤتمر جمعية الزهايمر الأميركية، الذي يعقد في الفترة من 20-26 يوليو/تموز بمدينة شيكاغو.
وأوضح الباحثون أن الكبد ينتج فئة من الدهون تسمى "البلاسموجينات"، وهي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من أغشية الخلايا في الدماغ، مضيفين أن المستويات المنخفضة من تلك الدهون ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وينتج الكبد دهون "البلاسموجينات" وينقلها عبر مجرى الدم في شكل بروتينات دهنية، والتي تنقل أيضًا الكولسترول والدهون الأخرى إلى الخلايا والأنسجة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.
وقام الباحثون بتطوير 3 مؤشرات لقياس كمية هذه الدهون المرتبطة بالإدراك، لتحديد ما إذا كانت المستويات منخفضة في مجرى الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، والضعف الإدراكي المعتدل، والوظيفة المعرفية الشاملة، والمؤشرات الحيوية الأخرى للتنكس العصبي.
وأجرى الباحثون دراستهم الأولى على 1659 شخصًا يعانون من مرض الزهايمر، أو مخاوف متعلقة بالذاكرة، وقارنوا حالتهم بمجموعة من الأشخاص الأصحاء.
ووجد الباحثون أن المستويات المنخفضة من "البلاسموجينات" ارتبطت مع زيادة مستويات بروتين "تاو" في الدماغ، وهو علامة على مرض الزهايمر.

وقال قائد فريق البحث الدكتور ميتشل كلينغ إن، البحث يسلط الضوء على علاقة محتملة بين أمراض مثل البدانة والسكري ومرض الزهايمر، حيث يتعين على الكبد أن يعمل بجد لتخليص الأحماض الدهنية بمرور الوقت، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير "البيروكسيسومات" التي تنتج "البلاسالموجين" في الكبد، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر".
وأضاف أن "نتائج الدراسة تمنح أملاً متجددًا لتطوير طرق جديدة للعلاج والوقاية من مرض الزهايمر".
ومرض الزهايمر هو أكد أكثر أشكال الخرف شيوعا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ووفقًا لتقرير جمعية الزهايمر الأميركية لعام 2016 فإن المرض يصيب نحو 47 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويكلف أنظمة الرعاية الصحية في العالم أكثر من 818 مليار دولار أميركي.
وأضاف التقرير أن الزهايمر هو خامس سبب رئيسي للوفاة بين كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.