الكتب في الأردن تتوارى وراء الظروف الاقتصادية الصعبة

محمود الضمور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين يرى أن أبرز التحديات الثقافية يكمن في غياب سوق الكتاب لصالح التكنولوجيا بكافة أشكالها.
رابطة الكتاب الأردنيين إحدى أهم الهيئات الثقافية الفاعلة في المملكة
الترجمة ليست نشيطة في الوطن العربي بشكل عام

عمان -  يواجه الكتّاب والمثقفون في الأردن تحديات كبيرة أهمها أن الكتاب ليس له سوق بسبب التكنولوجيا والظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين.
وتعد رابطة الكتاب الأردنيين التي تأسست عام 1974 إحدى أهم الهَيئات الأهلية الثقافية الفاعلة في المملكة التي تحمل على عاتقها هموم الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين، إضافة إلى هموم الوطن، لكنها باتت تواجه العديد من التحديات.
محمود الضمور رئيس الرابطة، يصف المؤسسة بأنها "نضالية تُدافع عن مصالح المواطنين، وتحمل الهم الوطني بكل أبعاده".
يقول الضمور: "شاركنا في العديد من الأنشطة لأجل فلسطين بالإضافة للقضايا العربية، لم نكن على توافق مع بعض الحكومات، ما تسبب في إغلاق الرابطة ومصادرة كل ما يتعلق بها ووقف نشاطاتها عام 1987".
وبيّن الضمور أن تمويل الرابطة يأتي من اشتراكات الأعضاء والتبرعات، وتتقاضى الرابطة مبالغ لقاء نشاطات تقوم بها من وزارتي الثقافة والمالي، لكن تلك المبالغ "لا تفِ للقيام بالنشاطات التي نقوم بها"، وفقا لرئيس الرابطة.
ويبلغ عدد أعضاء الرابطة ألف عضو، وعلى الكاتب الذي يرغب بالانتساب أن يكون له مؤلفان منشوران في مجال اختصاصه، تُعرض على ثلاثة محكمين للتقييم.

 أغلب الكتّاب ينتمون للطبقة الفقيرة، ولا يتم الاهتمام بما يكتبونه، تتلقفهم دور النشر ولا يتلقون منهم سوى الفتات

وأشار الضمور أن الإمكانيات المتوفرة لنشر كتب المؤلفين في أدنى المستويات، "وللأسف أغلب الكتّاب ينتمون للطبقة الفقيرة، ولا يتم الاهتمام بما يكتبونه، تتلقفهم دور النشر ولا يتلقون منهم سوى الفتات".
ويرى الضمور أن أبرز المصاعب التي تواجه أولئك الكتّاب، هو غياب الاهتمام بالكتاب مضيفا "في بيوتنا اهتمام قليل بالمكتبات، ومؤسسات الدولة لا تهتم بشراء الكتب، وكثيرٌ من الكتب بقيت مخطوطة ولم تُطبع؛ لأن المؤلفين لا يستطيعون تحمل تكلفة الطباعة".
ويمضى قائلًا: "لدينا من الألف عضو 270 شاعراً مسجلاً، كما أن هناك روائيين وكتّاب القصة القصيرة والمسرح وباحثين ونقادا، في كل المجالات الأدبية والفكرية".
كما يشير الضمور إلى وجود مجالات واسعة أيضاً في أدب الأطفال.
والرابطة هيئة مستقلة مرخصة من وزارة التنمية الاجتماعية، وعضو في اتحاد الأدب والكتاب العربي، وعضو في كتّاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
ولا تتلقى رابطة الكتاب الأردنيين أي دعم خارجي، وترفض الدعم المشبوه من مؤسسات دولية، ولديها اتفاقيات تعاون مع العديد من المنظمات الثقافية.
وعلى صعيد ترجمة الكتب من اللغات الأخرى إلى العربية وبالعكس، يرى الضمور أن "هناك تقصيرا كبيرا في هذا المجال، في الوطن العربي نعتبر متلقين أكثر مما نعطيه، والسبب سياسات الحكومات".
ويشبّه رئيس الرابطة الثقافة بـ"السلاح" في مواجهة التطرف، لأنه يواجه التطرف بفكر توعوي يشمل كافة المجالات.