الكهرباء لا تعود إلا لتنقطع في صيف العراق اللاهب

هجمات جديدة تُخرج خطوطا وأبراجا عن الخدمة غداة الانقطاع التام للتيار عن معظم المحافظات ايضا بسبب تفجيرات طالت منشآت كهربائية.
قوات الأمن تفرق بالقوة مظاهرات في ميسان وسقوط عشرة مصابين
اعتصام مفتوح في النجف احتجاجا على انقطاع الكهرباء

بغداد - أعلنت السلطات العراقية السبت أن هجمات بعبوات ناسفة استهدفت خطوطا وابراجا لنقل التيار الكهربائي شمالي البلاد وتسببت بخروجها عن الخدمة، وذلك في وقت تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات على تردي الخدمة والانقطاع الطويل للتيار في اشهر الصيف الحارة.
وفجر الجمعة شهد العراق انقطاعاً تاماً للتيار الكهربائي في محافظات البلاد باستثناء إقليم كردستان، أي أن الخدمة انقطعت عن 15 محافظة من أصل 18. 
والاسبوع الماضي، استقال وزير الكهرباء وأقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المدير العام للشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية جنوب العراق من منصبه، وشكّل "خلية أزمة" ووجه بفتح تحقيق بحالات التقصير والإهمال في بعض مفاصل وزارة الكهرباء.
وقالت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية السبت في بيان إن تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت 3 خطوط لنقل الكهرباء في محافظة نينوى الليلة الماضية ما تسبب بخروجها عن الخدمة.
وأضافت الشركة الحكومية أن "التفجيرات استهدفت أيضا 6 أبراج للكهرباء في المحافظة ذاتها وخرجت عن الخدمة".
وعلى مدى الأيام الماضية أعلنت السلطات العراقية تعرض عدد من أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية إلى هجمات في محافظات ديالىوكركوك وصلاح الدين.
وكانت وزارة الكهرباء أعلنت الجمعة إعادة تشغيل منظومة الطاقة الكهربائية في البلاد بعد توقفها لساعات إثر استهداف أبراج لنقل الطاقة في ديالى وصلاح الدين ‎ من قبل مجهولين، لكن السلطات عادة ما تتهم تنظيم "داعش" بالوقوف وراءها.
وفرقت قوات الامن بالقوة السبت مظاهرات اندلعت في محافظة ميسان الجنوبية احتجاجا على انقطاع التيار، ما ادى الى اصابة عشرة بجروح.
وذكرت مصادر امنية ان القوات العراقية استخدمت الرصاص الحي والهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين في منطقة قلعة في ميسان.
الى ذلك، بدأ مئات العراقيين الجمعة اعتصاما في محافظة النجف احتجاجا على استمرار أزمة الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأقام المعتصمون خياما في ساحة الصدرين وسط النجف، وأعلنوا بقاء الاعتصام إلى حين حل أزمة الطاقة الكهربائية.
ويعيش العراق حاليا صيفا لاهبا أكثر من اي عام، ولم تجدد وزارة الكهرباء وحداتها وبينها شبكة توزيع الطاقة ما يعني ضياع 40 بالمئة من الانتاج. ولم تتمكن وزارة النفط رغم محاولاتها المتواصلة، من استثمار الغاز الطبيعي المرافق لعمليات الاستخراج والذي يحترق من خلال مشاعل على مدار الساعة، لتحويله إلى وقود لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية.
كما أوقفت طهران التي تدين لها بغداد بستة مليارات دولار مقابل تصدير كهرباء وغاز للعراق، عن تصدير الغاز الذي يعتمد عليه العراق لتشغيل محطاته الكهربائية.
ولم يستطع العراق دفع ديونه لإيران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران وبسبب وضعه الاقتصادي الناتج من تراجع معدلات تصدير النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، بسبب تداعيات انتشار كوفيد-19.
وتعاني السلطات من صعوبة جباية فواتير الكهرباء التي لا يدفعها الإ عدد قليل جداً من العراقيين، ناهيك عن تجاوزات في أغلب مدن البلاد من العامة وحتى المسؤولين.