الكوابيس جرس ينبه لمرض دماغي خطير

تكرر الاحلام السيئة من الممكن ان يكون مؤشرا على الأعراض الأولى للخرف، ومن ذلك المشاكل المتعلقة بضعف الذاكرة، كما أن العارض قد يكون سببا للمرض وليس مجرد مؤشر له.

واشنطن – يؤمن كثيرون بان ما يحصل في عالم الاحلام مرتبط بشكل ما بعالم اليقظة، وهو فعلا ما اثبتته دراسة جديدة ربطت "الأحلام السيئة أو الكوابيس وتدهور صحة الدماغ.

وتشير الدراسة إلى أن الكوابيس من الممكن أولا أن تكون مؤشرا على الأعراض الأولى لمرض الخرف، ومن ذلك المشاكل المتعلقة بضعف الذاكرة، كما أن كثرة الكوابيس والأحلام السيئة قد تكون سببا لمرض الخرف وليس مجرد مؤشر له.

واعتمدت الدراسة على بيانات كبيرة للصحة والشيخوخة، وشمل ذلك أكثر من 600 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عاما، و 2600 شخص تتراوح أعمارهم بين 79 عاما وما فوق.

وخلصت الدراسة إلى أن الأحلام السيئة أو الكوابيس المتكررة التي تتسبب في الاستيقاظ في منتصف الليل، قد تكون مؤشرا على زيادة خطر الإصابة بالخرف.

وجميع المشاركين في الدراسة لم يعانوا من الخرف في بداية الدراسة، وتمت متابعتهم لمدة تسع سنوات في المتوسط للفئة المتوسطة العمر وخمس سنوات للمشاركين الأكبر سنا.

وفي بداية الدراسة (2002-2012)، أكمل المشاركون مجموعة من الاستبيانات، بما في ذلك استبيان عن عدد المرات التي عانوا فيها من أحلام وكوابيس سيئة.

وخلصت الدراسة إلى أن المشاركين في منتصف العمر الذين عانوا من الكوابيس كل أسبوع، كانوا أكثر عرضة بأربع مرات للمعاناة من التدهور المعرفي (مقدمة للخرف) على مدى العقد التالي، في حين أن المشاركين الأكبر سنا كانوا أكثر عرضة مرتين ليشخصوا بالخرف.

ومن المثير للاهتمام، بحسب الدراسة، أن العلاقة بين الكوابيس والخرف المستقبلي كانت أقوى بكثير بالنسبة للرجال منها بالنسبة للنساء، إذ أن الرجال الأكبر سنا الذين يعانون من الكوابيس كل أسبوع أكثر عرضة للإصابة بالخرف بخمس مرات مقارنة بالرجال الأكبر سنا الذين لم يبلغوا عن أي أحلام سيئة، فيما كانت الزيادة في المخاطر لدى النساء 41 في المئة فقط.

العلاقة بين الكوابيس والخرف المستقبلي كانت أقوى بكثير بالنسبة للرجال منها بالنسبة للنساء

وتشير هذه النتائج إلى أن الكوابيس المتكررة قد تكون واحدة من أولى علامات الخرف، والتي يمكن أن تسبق تطور مشاكل الذاكرة والتفكير بعدة سنوات أو حتى عقود - خاصة عند الرجال.

وتقول الدراسة إن علاج الكوابيس قد يساعد في إبطاء التدهور المعرفي ومنع الخرف من التطور لدى بعض الأشخاص.

ويعتقد الباحثون ان هناك طرق متعددة لتجاوز الكوابيس وتجنب تكرارها ما يؤدي إلى بطء تدهور القدرات المعرفية وتوقف تطور مرض الخرف.

وينصح خبراء سابقين بروتين رياضي في اليوم وتنظيم ساعات النوم والابتعاد عن المشروبات المنبهة والاسترخاء وتجنب الأكل مباشرة قبل النوم.

وسبق لدراسة أنجزها باحثون من جامعة أوبسالا السويدية، تم نشر نتائجها في مجلة "نيرولوغي" (علم الأعصاب)، أن توصلت إلى أن قلة النوم لليلة واحدة قد يكون له تأثير خطير في الإصابة بالزهايمر. وذكرت أن الرجال الأصحاء، إذا لم يتمكنوا من النوم بشكل صحيح في ليلة واحدة فقط، يصبح لديهم مستوى أعلى من بروتين "تاو" الذي ينتشر لدى المصابين بالزهايمر.