الكويتيون ينتخبون برلمانا جديدا في ظل أزمات داخلية

نصف مليون كويتي مدعوون للتصويت في ظل صراعات داخل الاسرة الحاكمة ومحاولات من الاخوان وايران لتوسيع نفوذهما ومع أزمة اقتصادية ومالية خانقة عمقها وباء كورونا.
الاخوان يعملون على استغلال الاستحقاق الانتخابي لدعم نفوذهم داخل اجهزة الدولة
لوبيات موالية لايران تحشد لدعم شخصيات موالية لطهران داخل البرلمان المقبل
ملفات تم طرحها في الحملات الانتخابية منها مكافحة الفساد والشباب وملف البدون
وزير العدل يؤكد وجود إقبال كبير على التصويت في الانتخابات

الكويت - دعي نصف مليون كويتي إلى انتخاب أعضاء مجلس النواب السبت في اقتراع يجري في وقت يتفشى فيه وباء كوفيد-19 الذي أجبر السلطات على إقامة مراكز اقتراع خاصة للمصابين.
واتخذت الدولة الغنية بالنفط بعض الإجراءات الأكثر صرامة في الخليج للحد من الوباء منذ بدء الأزمة في الربيع.
ورُفعت بعض القيود لكن التجمعات الانتخابية التقليدية مع ولائمها السخية التي كانت تجذب العديد من الكويتيين، منعت بينما ما زال وضع الكمامات إلزاميا ويجري قياس درجة الحرارة في العديد من الأماكن العامة.
ويفرض على المصابين بفيروس كورونا المستجد حجرا صحيا إلزاميا يلتزمون بموجبه البقاء في منازلهم مع وضع أساور إلكترونية لمراقبة تحركاتهم.
لكن في محاولة لتجنب استبعادهم من الاقتراع، خصصت السلطات لهم خمس مدارس ليصوتوا فيها.
ودعي أكثر من 567 ألف كويتي إلى اختيار خمسين نائبا من بين 326 مرشحا بينهم 29 سيدة، اعتبارا من الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش.

واعلن وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي المستشار الدكتور فهد العفاسي السبت أن عملية ادلاء الناخبين بأصواتهم في انتخابات مجلس الأمة 2020 تسير بكل يسر ودون معوقات، مثمنا الإقبال الكبير في الساعات الأولى على التصويت في الانتخابات .
وافادت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) نقلا عن العفاسي قوله إن جميع العاملين في وزارات العدل والداخلية والصحة وغيرها من الجهات يقومون بدور مهم في تسهيل العملية الانتخابية على المواطنين.
واوضح أن رؤساء وأعضاء اللجان الانتخابية من القضاة وأعضاء السلك القضائي المشرفين على الانتخابات "يقومون بجهود استثنائية ومقدرة" في هذه الانتخابات لانجاح العملية الانتخابية في ظل الإجراءات الصحية المتخذة بسبب انتشار جائحة (كورونا).
واشار الى التعاون الكبير من المواطنين في الالتزام بالإجراءات الصحية المتبعة في هذه الانتخابات التي تهدف للحفاظ على الصحة العامة للجميع قائلا "أن هذا الإقبال الكبير في الساعات الاولى من المواطنين للتصويت في الانتخابات بما فيهم من المصابين بكورونا يؤكد وعي المواطن الكويتي بحقوقه الدستورية وتفاعله الايجابي مع القضايا العامة للوطن".
بدوره قال رئيس اللجنة الأصلية بالدائرة الثانية المستشار خالد البصيري إن بداية الاقتراع تميزت بمشاركة كبار السن بشكل منظم مع الالتزام التام بالتعليمات الصحية مبينا أن جميع من حضر للإدلاء بصوته كان ملتزما بتعليمات وزارتي الداخلية والصحة والأمور تسير بشكل سلس ومنظم على الرغم من توافد أعداد كبيرة من الناخبين.
وافاد أن أعداد الناخبين قد تقل خلال فترة الظهيرة إلا أنها ستعاود الارتفاع ويتزايد الإقبال خاصة أن اليوم عطلة.
وخلافا للدول الأخرى في المنطقة، تتمتع الكويت بحياة سياسية نشيطة ويتمتع برلمانها مجلس الأمة الذي ينتخب أعضاؤه لولاية مدتها أربع سنوات، بسلطات تشريعية واسعة ويشهد مناقشات حادة في كثير من الأحيان.
وتهز البلاد منذ سنوات عديدة أزمات سياسية متكررة تشمل الحكومة وشخصيات من الأسرة الحاكمة والبرلمان الذي تم حله مرات عدة.
وتاتي الانتخابات في ظل تولي امير جديد وهو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الحكم بعد ادائه اليمين الدستورية في شهر ايلول/سبتمبر اثر وفاة سلفه الامير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح.
كما ياتي الاستحقاق الانتخابي في ظل خلافات داخل الأسرة الحاكمة ظهرت للعلن اثناء الجدل حول تعيين ولي العهد حيث رشحت عدة اسماء من الاسرة الحاكمة لكن أمير البلاد قرر تعيين شقيقه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد.

انتخابات في ظل عجز مالي غير مسبوق
انتخابات في ظل عجز مالي غير مسبوق

وتشهد البلاد كذلك نفوذا للتيار الاخواني او ما يعرف بالحركة الدستورية الاسلامية "حدس" التي لها تمثيل في مجلس الامة بعد انتخابات 2016 وقامت بالضغط على الحكومة لمنع الاصلاحات وبرامج مواجهة الفكر المتشدد ومراقبة الجمعيات التابعة للإخوان.
وتسيطر هذه الجماعة على مواقع قيادية في وزارة الأوقاف بل ونسب اليها اسقاط وزير الشباب السابق الشيخ سلمان الحمود.
ويسعى الاخوان لتعزيز نفوذهم عبر الانتخابات الحالية في اطار مزيد التغلغل في الكويت رغم الرفض المجتمعي لهم.
لكن ليس الاخوان فقط من يسعون الى دعم نفوذهم فالايرانيون لهم باع في هذا المجال وسيستغلون الاستحقاق الانتخابي لتحقيق ذلك خاصة وانهم خلقوا لوبي شيعي موالي لهم اضافة لكونهم يتمتعون بمكانة الاقتصادية هامة نتيجة مشاركتهم لبعض شيوخ آل الصباح "العائلة الحاكمة" في أعمالهم التجارية.
هذا النفوذ دفع النائب وليد الطبطبائي سنة 2017 للقول بان "إيران قامت بالضغط لتنحية ولي العهد الكويتي حينها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، موضحا وجود إغراءات وضغوطات إيرانية على الكويت لتنحية ولي العهد الشيخ نواف، والدفع محله بشخص له علاقات قوية مع إيران بدلاً عنه".
لكن التحدي الاكبر في الكويت يظل تحديا اقتصاديا حيث تعرف البلاد ازمة اقتصادية خانقة تغود لفترة ما قبل كورونا 
وتعاني الكويت في السنة المالية الحالية من أزمة حادة في تمويل عجزها المالي الذي قد يتفاقم بسبب الهبوط الكبير لأسعار النفط والتكاليف المالية الإضافية التي تكبدتها الحكومة بسبب ازمات منها الكورونا.
وطالبت الحكومة قبل اشهر من البرلمان السماح لها باقتراض 20 مليار دينار (65 مليار دولار) على مدى ثلاثين عاما، منها ثمانية مليارات لتمويل عجز الميزانية الحالية.
واقر مجلس الأمة نتيجة المصاعب الاقتصادية مشروع قانون الإفلاس بما يهدف لإعادة تنظيم الإطار القانوني لأحكام الإفلاس والقواعد الخاصة بإعادة هيكلة المديونيات، وحماية الشركات المتعثرة.
حملة على الأنترنت
والأحزاب السياسية ليست محظورة ولا معترف بها، لكن العديد من المجموعات بما في ذلك الإسلاميون، تعمل بحكم الأمر الواقع كتشكيلات سياسية.
ومع ذلك، بوجود معارضة ضعيفة واجه العديد من كوادرها مشاكل مع القضاء، يتوقع ألا تفضي الانتخابات إلى تغيير في ميزان القوى.
وأثر وباء كوفيد-19 الذي بلغ عدد المصابين به في الكويت 140 ألف شخص توفي منهم 886، على الحدث الانتخابي هذا العام.
فقد جرت الحملة بشكل أساسي في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي من تغريدات على تويتر إلى تسجيلات فيديو قصيرة على تطبيق سنابشات وبث مباشر على انستغرام واجتماعات انتخابية عبر "زوم".
ولم تتغير القضايا الرئيسية المعتادة للحملات الانتخابية.. من مكافحة الفساد إلى إحداث وظائف للشباب مرورا بحرية التعبير والسكن والتعليم أو حتى القضية الشائكة "للبدون" الأقلية التي لا تحمل جنسية.
وتأتي هذه الانتخابات بينما سببت الأزمة الصحية انخفاضا حادا في أسعار النفط وانعكاسات اقتصادية خطيرة على دول الخليج.
وبين منتصف 2006 و2013 ولا سيما بعد الربيع العربي في 2011، شهدت البلاد استقالة عشر حكومات.
وقال الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية المعارضة أحمد الديين "لا تزال هناك خلافات حول النظام الانتخابي وسوء إدارة المال العام".
وكانت الكويت أول دولة خليجية عربية تتبنى نظاما برلمانيا في 1962.
ومنحت المرأة حق التصويت والترشح للانتخابات في 2005.