الكويت تتدارك تأخرها للالتحاق بنادي مصدري الغاز

الكويت تتمكن من تنفيذ استراتيجيتها لإنتاج الغاز الحر غير المصاحب، ببدء شركة النفط في عمليات التشغيل لآخر محطات الإنتاج الجوراسي، بعد تأخير إداري لمدة طويلة.

الكويت – تسعى الكويت للالتحاق بنادي مصدري الغاز بعد أن أخذت صناعة الغاز الطبيعي المسال بالازدياد على الصعيد العالمي خصوصاً في دول الخليج، بينما لا تزال الكويت تستورده، رغم امتلاكها احتياطيات غاز تتجاوز احتياطيات بعض الدول الكبرى.

وتمكنت الكويت مؤخرا من تنفيذ استراتيجيتها لإنتاج الغاز الحر غير المصاحب، بعد قيام شركة نفط الكويت ببدء عمليات التشغيل لآخر محطات الإنتاج الجوراسي JPF 4 وJPF 5 في شمال الكويت، والتي كان من المقرر أن يتم الانتهاء من تشغيل محطتي الإنتاج الجوراسي JPF 4 وJPF 5 في عام 2021 لولا التأخير في الحصول على الموافقات من الجهاز المركزي للمناقصات العامة والتي استمرت لمدة 40 شهرا حيث تم ارسال المناقصات إلى اللجنة المركزية للمناقصات مطلع شهر يوليو/تموز من عام2018 وتمت الموافقة على الترسية بتاريخ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني2021. في تأخير يشير إلى حجم التعطيل الإداري والبيروقراطية في قطاع حساس بينما تزداد الحاجة للغاز محليا وعالميا.

ويُرجع بعض الخبراء والمحللين سبب تخلف الكويت عن ركب تطوير صناعة النفط إلى طبيعة النظام السياسي المعرقل، وأيضا غياب رؤية واضحة للقطاع، فضلا عن أنها تركز على النفط الخام في تحصيل الإيرادات.

تخلف الكويت عن ركب تطوير صناعة النفط يعود إلى طبيعة النظام السياسي المعرقل وغياب رؤية واضحة للقطاع إضافة إلى تركيزها على النفط الخام في تحصيل الإيرادات.

وأعلنت الحكومات الكويتية أكثر من مرة أنها تسعى إلى زيادة إنتاجها من الغاز والتحول من الاستيراد إلى التصدير، لكن خطواتها تسير بإيقاع بطيء، وهو ما يجعلها تتخلف عن ركب بقية جيرانها في المنطقة. حيث كانت تتقلب بين أزمة سياسية وأخرى جمدت مشاريع التنمية لسنوات وأربكت المالية العامة للدولة.
ويبدو أن حزم أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تجاه الأداء الحكومي سيكون له دورا مهما في تحريك الجمود الإداري الذي تسبب بتعطيل الكثير من الملفات حيث انعكس التوتر السياسي سلبا على الوضع الاقتصادي ما أخر البلاد تنمويا مقارنة بجيرانها الخليجيين، وهو الوضع غير المبرر خاصة أن العائدات النفطية ضخمة.

وساهم التوجه الأوروبي نحو دول الخليج للحصول على الغاز والنفط والوقود في دفع الكويت باتجاه اللحاق بركب قافلة مصدري، في خطوة تأخرت كثيرا باعتبارها بلدا تملك الإمكانيات المادية واللوجستية للوصول إلى هذه المرحلة، إضافة إلى أنها تقع في منطقة استراتيجية جغرافياً، قريبة من آسيا وأوروبا في نفس الوقت، ومن ثم سهولة إيصال الإمدادات.

ولا ينتج البلد الخليجي العضو في منظمة أوبك كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، في وقت يضخ فيه نحو 2.8 مليون برميل من النفط الخام يوميا وفق اتفاق تحالف أوبك+.

ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصدر مطلع أن المحطتين بدأتا باستقبال الغاز من الآبار الجوراسية في 18 و25 ديسمبر 2023، وتم بالفعل تصدير أول دفعة من النفط الخفيف من JPF 4 في 27 ديسمبر 2023 وأول دفعة من الغاز في 30 ديسمبر 2023. والتي تضيف 320 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز المصاحب و100 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف.

وأشار المصدر الى ان الكويت بدأت فعليا بتنفيذ استراتيجية لرفع قدراتها الإنتاجية من الغاز، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه واللحاق بنادي المصدرين أيضاً، وهو ما سينعش اقتصادها بشكل كبير خاصة مع ارتفاع أسعار الطاقة لا سيما الغاز.

وأوضح أن مشاريع الغاز تعتبر من المشاريع الأكثر تعقيدا في مشاريع "نفط الكويت" والتي تتطلب العمل المستمر والكفاءة العالية لتنفيذها، لافتا الى ان الشركة نجحت في سابقة تاريخية بالفعل من انجاز وبناء هذه المحطات على حسب الجدول الزمني المحدد دون أي حوادث تذكر، ودون أي أوامر تغييرية على قيمة العقود الموقعة مع المقاولين.

وأفاد بأن الهيكلة التنظيمية والترقيات التي قامت بها الشركة خلال الفترة الأخيرة تأتي متسقة تماماً مع تنفيذ التوصيات الخاصة بالاستراتيجية في إطار تحسين أطر عمل الشركة في المستقبل القريب، علاوة على سبغ قراراتها بمرونة تتناسب مع معطيات المرحلة المقبلة.

وأضاف أن سعي مؤسسة البترول وشركاتها التابعة إلى الاستفادة من موارد الغاز واستغلالها في انتاج الطاقة سيسهم في تقليل تكاليف استيراد كميات الغاز من الخارج، لافتا إلى أنه في ظل بيئة الأسعار المرتفعة هذه، يعقد القطاع النفطي العزم على زيادة إنتاجه من الغاز الطبيعي تماشياً مع استراتيجية 2040 لتلبية الطلب على الطاقة.

وتم توقيع مذكرة تفاهم لتطوير حقل الدرة بين الكويت والسعودية لإنتاج مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز و84 الف برميل من المكثفات يومياً مناصفة بين البلدين.

وتعتزم الكويت زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من 500 مليون قدم مكعبة يوميا، إلى نحو مليار قدم مكعبة، وذلك لتلبية الاحتياجات المحلية من الوقود الغازي لإنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير اللقيم المناسب للصناعات البتروكيماوية الحالية منها والمستقبلية، حيث تم اكتشاف الغاز الحر في المكامن الجوراسية في عام 2006 في كل من حقل ام نقا والرحية ومطربة وحقول أخرى متفرقة في شتى أنحاء دولة الكويت. وقد بذلت المؤسسة جهودا حثيثة لتطوير الغاز الحر في دولة الكويت وإنتاجه، حيث بلغ معدل انتاج الغاز الحر (غير المصاحب) من عمليات شركة نفط الكويت حوالي 510 ملايين قدم مكعبة قياسية يوميا (في المتوسط).