الكويت تحتج لدى العراق بعد انتهاك حدودها البحرية

الخارجية الكويتية تطالب الحكومة العراقية بالسحب الفوري لثلاث قطع بحرية تجاوزت مياهها الإقليمية فيما يعرف البلدان خلافات بشأن الحدود البحرية وسط جهود لتطويقها.
الكويت عبرت عن استعدادها للتعاون مع العراق لتجاوز الخلافات الحدودية

الكويت - طالبت الكويت مساء الخميس العراق بالسحب الفوري لثلاث قطع بحرية تجاوزت مياهها الإقليمية فيما يعرف البلدان خلافات بشأن الحدود البحرية وسط جهود لتطويقها وفتح الباب امام مزيد من التعاون خاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الى الكويت.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية أن "سفير دولة الكويت لدى جمهورية العراق طارق الفرج، اجتمع مساء الخميس مع مدير الدائرة العربية بوزارة الخارجية العراقية السفير أسامة الرفاعي وسلمه مذكرة بشأن قيام ثلاث قطع بحرية عراقية بتجاوز المياه الإقليمية لدولة الكويت ومطالبتها بسحب هذه القطع فوراً".
وأكدت الوزارة في بيان "استعداد دولة الكويت للتعاون مع العراق الشقيق وفق ما نصت عليه اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبدالله المبرمة بين البلدين والمودعة لدى الأمم المتحدة".
وشددت الوزارة على "ضرورة احترام سيادة كلا البلدين ورفض دولة الكويت القاطع لأي انتهاك يمس سيادتها واحتفاظها بحقها في الرد وفق القنوات القانونية".
ودعت "الأشقاء في العراق إلى التعاون في كل ما من شأنه دعم أواصر الأخوة وبما يعزز أمن البلدين الشقيقين واستقرار المنطقة".

وتأتي هذه المطالب فيما تحركت كتل نيابية في البرلمان العراقي في الفترة الماضية لبحث ما يصفونها بـ"التجاوزات الكويتية" على حقوق البلد البحرية.
وكشف النائب ووزير النقل السابق عامر عبدالجبار إسماعيل في اكتوبر/تشرين الاول وفق ما نقله موقع " شفق نيوز" العراقي الكردي القيام بجمع تواقيع نيابية لمواجهة "التجاوزات الكويتية.
واتهم النائب عن محافظة البصرة جنوب العراق الكويت بحفر آبار نفطية قرب ميناء المحافظة الحدودية مشيرا بانه راسل وزارتي النفط والخارجية منذ يوليو/تموز الماضي بشان "الانتهاكات الكويتية".
وافاد النائب العراقي "تم رصد منصة نفطية بحرية كويتية تبعد عن خور الخفكة 5 ميل بحري وعن ميناء البصرة النفط 18 ميل بحري".
وكانت السلطات العراقية وقعت سنة 2012 اتفاقية مع الجانب الكويتي "للتعاون من تنظيم الملاحة البحرية، والمحافظة على البيئة البحرية في الممر الملاحي في منطقة خور عبدلله" عرفت "باتفاقية خور عبدلله".
ورفضت الكويت في 2019 قرار العراق بالاحتجاج لدى مجلس الامن بسبب بناء المنصة النفطية كونه يؤثر على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين, مشيرة بان المنصة في مياهها الاقليمية وهو جزء من سيادتها الوطنية, بينما تعتبر بغداد المنصة في منطقة لا تزال متنازع عليها.
وتأتي هذه الخلافات فيما بحث رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات خلال لقاء عقده الجانبان في أول زيارة للسوداني إلى الكويت الأسبوع الجاري منذ توليه منصبه في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعرفت العلاقات العراقية الكويتية في السنوات الأخيرة مدا وجزرا وسط عدد من الملفات الخلافية
وكان النائب السابق عن محافظة البصرة علاء الحيدري أثار جدلا بعد ان دعا في ابريل/نيسان الماضي لنشر قوات من الحشد الشعبي لحماية الصيادين العراقيين في المياه الإقليمية مما وصفها بـ"التجاوزات الكويتية" وهو ما أثار استياء الكويت.
وقبل ذلك أنزل محتجون مساء الأربعاء 2 مايو/ايار في 2019 علم الكويت من أمام مبنى قنصليتها في محافظة البصرة، احتجاجا على ما قالوا إنها إساءة وجهها شيخ قبيلة كويتي لنساء البصرة.
واحتشد العشرات من سكان البصرة أمام القنصلية الكويتية وسط المحافظة حينها ورفعوا لافتات تطالب الحكومة الكويتية بالاعتذار للشعب العراقي ولنساء البصرة.
وفي أغسطس/ آب 1990، غزا العراق إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين، الكويت قبل أن يتم إخراج القوات العراقية من هناك بعد 7 أشهر على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة خلال "حرب الخليج الثانية".
وقامت الحكومات العراقية المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة بتصفير المشاكل مع الجانب الكويتي من خلال إعادة رفات أسرى ومفقودين وتقديم تعويضات مالية بمليارات الدولارات.