الكويت والفلبين على أعتاب أسوأ أزمة دبلوماسية

تصاعد التوتر بين البلدين بعد طرد السفير الفلبيني

مانيلا - أخذ خلاف بين الكويت والفلبين حول تقارير عن انتهاك حقوق العمالة المنزلية الفلبينية في الكويت منحى نحو الأسوأ، الخميس، فيما قالت الفلبين إنها "منزعجة بشدة" لطرد الكويت سفيرها الفلبيني.

وشهد النزاع بين البلدين تصاعدا بطيئا في وتيرته على مدى ثلاثة أشهر، بسبب تقارير تتحدث عن إقدام العديد من الفلبينيين في الكويت على الانتحار نتيجة تعرضهم لانتهاكات من قبل أرباب العمل الكويتيين.

ويعمل البلدان على وضع اتفاقية لحماية حقوق العمالة الفلبينية الوافدة إلى الكويت، بعد أن منعت الفلبين مواطنيها من الذهاب إلى هناك.

لكن الكويت طلبت من السفير الفلبيني لديها، الأربعاء، مغادرة أراضيها في مدة أقصاها أسبوع، واستدعت سفيرها من مانيلا للتشاور، بعد أن حاول موظفون في السفارة الفلبينية "إنقاذ" أفراد من العمالة المنزلية خلال نهاية الأسبوع.

واستدعت الخارجية الفلبينية سفير الكويت لديها مساعد صالح أحمد الذويخ، الخميس، لتقديم تفسير للخطوة الكويتية، إلا أنها أخطرت بأنه غادر البلاد في وقت متأخر الأربعاء.

وقالت الخارجية الفلبينية في بيان إنها "قدمت مذكرة دبلوماسية إلى سفارة الكويت عبرت فيها عن دهشتها وانزعاجها الشديدين من إعلان الكويت اعتبار سفير الفلبين ريناتو أوفيلا شخصا غير مرغوب فيه".

وأضاف البيان أن "هذه الخطوات لا تتسق مع التأكيدات والتصورات التي قدمها السفير الكويتي إزاء العديد من القضايا التي أثيرت معه".

ولم يتسن بعد الوصول إلى مسؤولين في السفارة الكويتية بمانيلا للتعقيب.

ووفقا للخارجية الفلبينية، تمثل العمالة الفلبينية في الكويت نحو 65 في المئة من الفلبينيين الذين تستضيفهم الكويت، والذين يزيد عددهم على 260 ألف فلبيني.

كان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي قد دعا العمالة الفلبينية في الكويت في فبراير شباط للعودة لبلادها بعد العثور على جثة خادمة في جهاز تجميد بمنزل مهجور.

وتقول الفلبين إنها احتجت على احتجاز أربعة من مواطنيها يتبعون سفارتها في الكويت للمساعدة في عملية "الإنقاذ" السبت الماضي، وإصدار مذكرات اعتقال بحق ثلاثة دبلوماسيين آخرين.

ولم يصدر تعليق علني من الكويت إزاء ذلك.

وقالت الفلبين إن السفير الكويتي التقى وزير الخارجية الفلبيني آلان بيتر كايتانو الثلاثاء لبحث حل للنزاع القائم، واتفق الطرفان على إجراءات من شأنها منع تكرار مثل تلك الحوادث.

وأصدر كايتانو اعتذارا إلى الكويت إزاء ما اعتبرته الأخيرة انتهاكا لسيادتها، لكنه استطرد أن السفارة كانت ملزمة "بمساعدة" العمالة المنزلية الفلبينية ممن طلبوا المساعدة في حالات كانت بعضها مسألة حياة أو موت.

وتستقدم دول خليجية العمالة الأجنبية بنظام كفالة يعطي أرباب العمل الحق في الاحتفاظ بجوازات سفرهم ويمنحهم سيطرة كاملة على إقامتهم.

ولطالما تقدمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) المدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية بشكاوى من أن دول الخليج لا تنظم بشكل جيد ظروف تشغيل العمالة المنزلية منخفضة الأجور والعمال الوافدين إليها.