المبعوث الأممي الجديد لسوريا يبحث تشكيل لجنة الدستور

جير بيدرسن يدعو إلى إنشاء لجنة دستورية للاجتماع في جنيف لمحاولة لإنهاء الحرب في سوريا في وقت تستعد فيه واشنطن لسحب قواتها من البلاد.
لا يوجد إطار زمني معين لاجتماع اللجنة
اللجنة ستكلف بوضع دستور سوري جديد يؤمن الانتقال السياسي

جنيف - قال مبعوث الأمم المتحدة الجديد لسوريا، اليوم الجمعة، إنه يأمل في دعوة لجنة دستورية للاجتماع في جنيف "في أقرب وقت ممكن" دون ذكر إطار زمني محدد في أحدث محاولة لإنهاء الحرب السورية.

وتشكيل لجنة دستورية مسألة ضرورية للإصلاحات السياسية وإجراء انتخابات جديدة تهدف لتوحيد سوريا وإنهاء الحرب المستعرة منذ ثمانية أعوام تقريبا، والتي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت نحو نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة قبل الحرب.

وقال جير بيدرسن، رابع وسيط في الأزمة السورية بعد كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي وستافان دي ميستورا، إن لديه أفكارا أيضا بشأن كيفية بناء الثقة بين الجانبين الذين شاركا في تسع جولات سابقة لم تثمر عن شيء تقريبا.

ولم يتمكن أسلاف بيدرسن من إطلاق مفاوضات سلام حقيقية، لأن حكومة الرئيس بشار الأسد رفضت بحث إجراء تغيير سياسي، بينما طالبت المعارضة باستقالة الأسد.

وقال بيدرسن للصحفيين "أعتقد أننا وضعنا أيدينا على التحديات واتفقنا بشأن كيفية المضي قدما وأرى أن هذا مؤشرا إيجابيا جدا جدا".

وقال الدبلوماسي النرويجي، في أول لقاء له مع مراسلي الأمم المتحدة في جنيف منذ أن خلف دي ميستورا في يناير "أعتقد أنه من الواضح أن وظيفتي ستظل صعبة للغاية".

وأضاف "سوف أسعى لسد الفجوات الكبيرة جدا (...) آمل أن يتمكنوا في أقرب وقت ممكن من عقد اجتماع للجنة الدستور في جنيف".

ووافقت المعارضة السورية في العام الماضي على المشاركة في عملية إعادة كتابة الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة في أعقاب مؤتمر سلام في مدينة سوتشي الروسية.

لكن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يبدو منتصرا في النزاع وتعهد باستعادة كل شبر من الأراضي السورية، رفض أن تختار الأمم المتحدة أسماء أعضاء اللجنة.

وقال بيدرسن إنه لا يستطيع تحديد إطار زمني معين لاجتماع اللجنة لكنه ذكر أن المناقشات مع الأطراف المعنية تمضي على نحو جيد.

ويأتي تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا بعد يوم من اجتماع ثلاثي عقد في سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني لمحاولة إعادة إطلاق عملية تسوية النزاع السوري، في وقت بات تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف محاصرا ومع تحضير واشنطن لانسحابها العسكري من سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القمة بين الرؤساء الثلاثة ستكرس لتشكيل لجنة مكلفة بوضع دستور سوري جديد من أجل تحقيق الانتقال السياسي.

وذكر بيدرسون أنه سيواصل جهود دي ميستورا لبدء محادثات بين الجانبين حول دستور جديد، "كباب محتمل" لعملية سياسية أوسع نطاقا، ستشمل انتخابات برعاية الأمم المتحدة.

غير أن سفير النرويج السابق لدى الأمم المتحدة شدد على أنه يجب أن يكون هناك جهود موازية لبناء ثقة بين الأطراف المتصارعة، مثل تبادل السجناء.

وكان بيدرسون قد توجه إلى دمشق والرياض في الأسابيع الأخيرة للقاء ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة في المنفى على التوالي. كما زار مصر وتركيا وإيران.

واعترفت الأمم المتحدة في أواخر ديسمبر بأنها أخفقت في تشكيل تلك اللجنة، مشيرةً إلى مشاكل مرتبطة بتغييرات اقترحتها دمشق على قائمة الأسماء. في المقابل، أكد لافروف الأربعاء "نحن جاهزون للبحث عن حلّ لهذا الوضع (...) سنتابع العمل".

وتجد سوريا نفسها في قلب حركة دبلوماسية مكثّفة هذا الأسبوع، مع لقاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الجهادي في مؤتمر ميونخ للأمن، والقمة حول الشرق الأوسط التي تمت في وارسو، أمس الخميس، بحضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو وشاركت فيه 60 دولة من بينها دول عربية وإسرائيل.