واشنطن وباريس تبحثان التصعيد في جنوب لبنان والشغور الرئاسي

هوكستين سيلتقي مستشارا في خلية دبلوماسية في قصر الإليزيه نشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على احتواء التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

باريس - يلتقي المبعوث الأميركي الخاص للبنان آموس هوكستين الأربعاء في باريس الموفد الفرنسي الخاص جان - إيف لودريان لاجراء مباحثات جديدة حول لبنان تتصدرها أزمة الشغور الرئاسي والتصعيد على الحدود بين حزب الله وإسرائيل، وسط استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن هجوم واسع على جنوب لبنان.

وقالت مصادر مقرّبة من لودريان إنه "سيجتمع مجددًا بآموس هوكستين كما يفعل بانتظام". والتقى الدبلوماسيان في أبريل/نيسان في واشنطن حيث تقاسما "الشعور نفسه بالإلحاح والتصميم على العمل مع اللبنانيين لكسر الجمود المؤسسي".

وترى باريس وواشنطن ضرورة ملحّة لأن ينتخب اللبنانيون رئيسًا جديدًا لإعادة الاستقرار السياسي إلى بلد مهدّد بتوسع رقعة حرب غزة إليه على وقع تبادل شبه يومي للنيران بين حزب الله وإسرائيل.

وقال مصدران آخران إن هوكستين سيلتقي كذلك مستشارًا في الخلية الدبلوماسية في قصر الإليزيه وهي خلية نشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على تجنب حصول تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأعربت فرنسا الأسبوع الماضي عن "قلقها الشديد حيال خطورة الوضع في لبنان. ولفتت إلى تصاعد أعمال العنف على الحدود مع اسرائيل "في شكل دراماتيكي"، داعية "جميع الاطراف الى أكبر قدر من ضبط النفس".

وزار عدد من الدبلوماسيين الغربيين لبنان في الأشهر الأخيرة سعيًا لخفض منسوب التوتر عبر الحدود، وبينهم خصوصاً المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي شدّد على أنّ انهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل دبلوماسياً وبسرعة هو أمر "ملحّ". وأكّد في منتصف يونيو/حزيران من بيروت أن الولايات المتحدة تريد تجنب "حرب واسعة النطاق".

وتتبادل إسرائيل وحزب الله، حليف حركة حماس المدعوم من إيران في لبنان، إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ أن أدى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل إلى إشعال الحرب في قطاع غزة وتصاعد التوتر في الأيام الأخيرة مع تزايد تبادل إطلاق النار.

وقتل نحو 493 شخصًا في لبنان نتيجة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ بينهم 95 مدنيًا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس. وفي الجانب الإسرائيلي من الحدود، قُتل ما لا يقل عن 15 عسكريًا و11 مدنيًا، بحسب إسرائيل.

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان الأسبوع الماضي إن فرنسا التي تطلب تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي تبقى ملتزمة تمامًا الحؤول دون أي خطر تصعيد على الخط الأزرق والتوصل الى حل دبلوماسي". والخطّ الأزرق يشكّل الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

وميدانيا أعلن حزب الله اللبناني اليوم الثلاثاء إطلاق عشرات الصواريخ على شمال الدولة العبرية "رداً" على مقتل لبناني في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية في جنوب البلاد.

من جهته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى اعتراض عشرة مقذوفات من بين حوالى 15 مقذوفاً أُطلق من لبنان، مضيفاً أنّ الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات.

وقال رئيس بلدية البستان عدنان أحمد إنّ الضحية محي الدين أبو دله مزارع في الخمسينيات من عمره، مشيراً إلى أنّ الغارة "ضربت البيت... وآلياته الزراعية".

ووصف وزير الزراعة عباس الحاج حسن عبر منصة "إكس"، أبودلة بأنّه "مزارع لبناني قاوم الاحتلال من خلال صموده في أرضه، وقدم حياته شهيداً".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه "حدّد إرهابياً لدى دخوله إلى مبنى عسكري تابع لحزب الله" في منطقة يارين الحدودية. وأضاف "بعد فترة وجيزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية المبنى العسكري الذي كان الإرهابي يعمل منه".