المتظاهرون يتهمون الصدر بخيانة حراكهم

اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق تصف دعوة مقتدى الصدر انصاره للانسحاب من ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات بالخزي والغدر.

بغداد - هاجمت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق السبت موقف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بسحب انصاره من ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات ووصفته "بالخزي والخيانة".
وذكر بيان للجنة المركزية العليا لتنسيقيات احتجاجات العراق ان "مقتدى يغدر بالأحرار" مضيفا "لم نخرج بفتوى دينية، ولم نخرج بتغريدة صدرية، فلا يراهن مقتدى وأنصاره على نفاد صبرنا ونهاية ثورتنا". 
وجاء في البيان نحن "باقون في الساحات حتى تحقيق أهداف الثورة، ولن نخذل دماء الشهداء ولن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسة كما فعل الصدر". 
وذكر البيان أن "ما فعله هو خزي وخيانة للثوار وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران". 

ما فعله هو خزي وخيانة للثوار وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران

وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد أعطى الأوامر لأنصاره بمغادرة ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات مما سهل على القوات العراقية اقتحام ساحات التظاهر وإحراق خيم الاعتصام وتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم. 
وقد نزل الآلاف من أنصار التيار الصدري في مسيرة في بغداد الجمعة للضغط من اجل اخراج القوات الاميركية وسط دعم من الميليشيات الموالية لإيران في وقت هتف فيه المحتجون ضد الصدر على خلفية تقربه مؤخراً من تلك الفصائل وعدم انتقاده للتدخلات الايرانية.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجمعة، إلى التريث في قتال القوات الأميركية لحين استنفاد الطرق السلمية لإخراجها من العراق. 
وقال الصدر في بيان "سنحاول بذل قصارى جهدنا لعدم زج العراق بأتون حرب أخرى مع المحتل (في إشارة إلى أميركا)، وسنحاول استنفاد كل الطرق السلمية من أجل هدف جدولة خروج قوات الاحتلال فعلياً وبشكل منظور على الأرض". 
وأضاف أنه يلتزم "بتوقف مؤقت للمقاومة إلى خروج آخر جندي، والعمل على معاقبة كل من يحاول خرق الهدنة السيادية من أي من الطرفين". 
ودعا الصدر، الحكومة العراقية، إلى "غلق كافة القواعد العسكرية الأميركية المتواجدة على الأراضي العراقية، ومقرات الشركات الأمنية الأميركية وإنهاء عملها في البلاد، وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي والاستخباراتي للمحتل".

المتظاهرون يتهمون الصدر باختراق حراكهم خدمة للمصلحة الايرانية
المتظاهرون يتهمون الصدر باختراق حراكهم خدمة للمصلحة الايرانية

 وطالب أيضاً بـ"إلغاء كافة الاتفاقات الأمنية مع المحتل لغياب التوازن الدولي فيها لأنها أقرت في ظل وجود الاحتلال"، في إشارة إلى الاتفاقية التي أبرمتها بغداد وواشنطن في 2008 إبان الاحتلال الأميركي للعراق (2003-2011). 
وأردف، "على دول الجوار كافة عدم التدخل في تعاملنا مع المحتل في حال بقائه ورفضه إخراج قواته". 
وأشار الصدر إلى أنه سيعتبر القوات الأميركية "معادية" للعراق في حال عدم الانسحاب من البلاد. 
ودعا الصدر، الحكومة العراقية، إلى "دمج الحشد الشعبي بوزارتي الدفاع والداخلية، وفي حالة عدم (تحقيق) ذلك على الحشد الالتزام التام بكافة القرارات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة باعتباره جزء من المنظومة الأمنية". 
وطالب، بغداد، "بعقد معاهدات واتفاقات عدم الاعتداء مع دول الجوار كافة تستند على الاحترام المتبادل للسيادة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة". 
كما طالب الحكومة العراقية بـ"حماية مقرات البعثات الدبلوماسية والسفارات وموظفيها لكافة الدول ومنع الانتهاكات ومحاسبة الفاعلين".
وتوقع نشطاء في الحراك الشعبي في السابق بان يتراجع مقتدى الصدر عن مواقفه التي ادعى فيها دعمه للمحتجين حيث ظهر ان تلك الدعوات محاولة لاختراق الحراك من الداخل ما يصب في النهاية في مصلحة ايران.
والتقى الصدر في الفترة الاخيرة مع قيادات ايرانية عديدة في مؤشر واضح على تقارب بين التيار الصدري والسلطات الايرانية التي تدعم طبقة سياسية متهمة بالفساد. 
ويشهد العراق منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حركة احتجاجات مطلبية، شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة بعدما اغتالت الولايات المتحدة بطائرة مسيّرة مطلع كانون الثاني/يناير الحالي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب بغداد، ما أثار موجة غضب لدى فئات واسعة من العراقيين.