المتظاهرون يرفضون رئيس حكومة مدعوم من حزب الله

الجيش اللبناني يطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا احتجاجا على تكليف حسان دياب فيما يحذر سعد الحريري من الاسوا في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد.

بيروت - قال شهود إن الجيش اللبناني أطلق مساء الجمعة الغاز المسيل للدموع في بيروت لتفريق مئات الشبان الذين خرجوا للاحتجاج على تكليف دياب برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة.
ورشق المحتجون الجنود بالحجارة والمفرقعات في اشتباكات بشوارع منطقة كورنيش المزرعة بالعاصمة. وأضرم الكثير منهم النار في إطارات السيارات بالعديد من الشوارع.
وردد المحتجون هتافات منددة بتكليف حسان دياب، لتشكيل الحكومة الجديدة، معتبرين أن "حزب الله"، وراء تكليفه لهذا المنصب لإبعاد سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وقال حسان دياب إنه سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع للمساعدة في إخراج البلاد من نفق أزمة اقتصادية وسياسية عميقة ورفض الاتهامات له بأنه سيكون تحت سطوة حزب الله.
وكُلف دياب، وهو أكاديمي ووزير تعليم سابق الخميس برئاسة الوزراء بدعم من حزب الله وحلفائه.
وقال دياب في مقابلة مع قناة دويتشه فيله التلفزيونية "الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع".
ويهيئ تكليفه مسرح الأحداث لتشكيل حكومة يبرز فيها جليا نفوذ أصدقاء إيران في لبنان. ويقول محللون إن هذه الخطوة من شأنها تعقيد الجهود الرامية لتأمين مساعدات مالية غربية.
ويسعى لبنان، الذي تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990، لتشكيل حكومة جديدة منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر تشرين الأول إثر احتجاجات عارمة ضد النخبة الحاكمة.
وتعثرت جهود الاتفاق على رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة بسبب الانقسامات التي تعكس التوتر القائم منذ فترة طويلة بين الحريري وبين حزب الله المسلح المدرج على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية والواقع تحت عقوبات من واشنطن.
ونقلت محطة (إم.تي.في) اللبنانية عن الحريري قوله في مقابلة "على المرء أن يحضر نفسه للأسوأ ولكن لا بد للتفاؤل أن يكون موجودا فينا جميعا".

رئيس الحكومة المكلف حسان دياب والسابق سعد الحريري
نفوذ ايران يزداد بتكليف حسان دياب لكن لبنان يمضي نحو الاسوا

ووصل وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى لبنان الجمعة لتأكيد دعم واشنطن لاستقرار البلاد، وحث القادة السياسيين على تطبيق إصلاحات اقتصادية سريعة.
وقال هيل بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا "جئت إلى هنا لحث القادة السياسيين اللبنانيين على الالتزام بتطبيق إصلاحات مستدامة ومؤثرة يمكنها أن تؤدي إلى لبنان آمن ومستقر وينعم بالرخاء".
المصالح الحزبية
وأضاف هيل "حان وقت تنحية المصالح الحزبية والتصرف بما يخدم المصلحة الوطنية ودفع الإصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بتطبيقها وقادرة على فعل ذلك". والتقى بعد ذلك برئيس مجلس النواب نبيه بري وتناول الغداء مع الحريري.
وأكد هيل على أن بلاده لم تتدخل في السياسة اللبنانية وتريد حكومة تتجاوب مع احتياجات شعبها وذلك ردا على اتهامات من حزب الله لواشنطن بتحريض بعض المتظاهرين.
وقال عون لهيل إن الحكومة الجديدة لديها العديد من المهام في انتظارها وإن الاحتجاجات السلمية يحميها الجيش لضمان حرية التعبير التي حثت واشنطن سلطات بلاده مرارا على احترامها.
ومنذ بدء الاحتجاجات وقعت عدة هجمات من أنصار حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين المناهضين للحكومة في بيروت وتدخلت قوات الأمن لمنع الهجمات من التطور وسط مخاوف من نشوب اشتباكات أوسع نطاقا في أنحاء البلاد.
ويقول محللون إن دياب يواجه عقبات بسبب اعتماده على مساندة حزب الله وافتقاره للتأييد الحقيقي من السنة أو من حركة الاحتجاج.
وقال سامي نادر رئيس معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية "دياب يقدم بالفعل بصفته رئيس وزراء موال لحزب الله مما يقضي على أي احتمال للحصول على مساعدات مالية دولية وهي الفرصة الوحيدة للخروج من الأزمة".
ورفض دياب الاتهامات التي تقول إن حكومته سوف تخضع لسطوة حزب الله لكن جميع الدلائل تشير الى كونه سيكون اداة طيعة في ايدي المجموعات الموالية لطهران.
ولم يحصل دياب على دعم الحريري في ظل نظام سياسي يقوم على المحاصصة الطائفية ويخصص منصب رئيس الوزراء لمسلم سني. والحريري هو أبرز سياسي سني في البلاد.