المتعة تغيب عن قمة اليابان والسعودية

منتخب 'الساموراي الأزرق' يقصي 'الصقور الخضر' بهدف باهت من دون إثارة، والاسترالي يحتاج إلى ركلات ترجيحية لتخطي الأوزبكي.

ابوظبي - لم تأت قمة اليابان والسعودية على قدر التوقعات ففازت الأولى بهدف باهت وبلغت ربع نهائي كأس آسيا 2019 في كرة القدم، فيما احتاجت أستراليا إلى ركلات ترجيحية لتخطي أوزبكستان، فضربت موعدا مع الإمارات الفائزة بوقت إضافي على قرغيزستان الطرية العود.

وبرغم اعتبار مواجهة اليابان، حاملة اللقب أربع مرات، والسعودية المتوجة ثلاث مرات، بمثابة النهائي المبكر إلا ان المتعة غابت عن مواجهة الشارقة.

وبعد تلقي مرمى السعودية هدف المباراة برأسية المدافع تاكيهيرو تومياسو اثر ضربة ركنية بعد ثلث ساعة على صافرة البداية، استحوذت السعودية على الكرة دون نجاعة وفرص. وبرغم بلوغ استحواذها 72% وتسديداتها 13، فإنها أصابت المرمى مرتين فقط.

وقال مدربها الارجنتيني خوان انتونيو بيتزي "راض جدا عن اللاعبين الذين مثلوا أفكاري واستراتيجيتي داخل الملعب... لم يخذلني اللاعبون، لكن لا ننسى أننا لعبنا ضد أحد أفضل المنتخبات في آسيا والذي يشارك معظم لاعبوه في الدوريات الأوروبية".

أمام أقل من سبعة آلاف متفرج في الشارقة حيث أقيمت المباراة في توقيت مبكر (الثالثة بعد الظهر)، حجزت اليابان بطاقة ربع النهائي للمرة الثامنة تواليا، لتلتقي الخميس المقبل فيتنام الفائزة على الاردن بركلات الترجيح.

وهذه المرة الأولى يتخطى فيها "الصقور الخضر" دور المجموعات دون مواصلة المشوار حتى المباراة النهائية، علما انهم انتزعوا اللقب في ثلاث مناسبات (1984 و1988 و1996).

في المقابل، تابعت اليابان مشوارها، وإن دون اقناع على مستوى الاداء، نحو لقب خامس بعدما سبق لها التتويج أربع مرات قياسية أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، وأكدت تفوقها القاري على السعودية.

وتابع المدرب هاجيمي مورياسو سجله الإيجابي بعد حلوله بدلا من أكيرا نيشينو بعد المونديال الروسي الذي كان "الساموراي الأزرق" قاب قوسين أو أدنى فيه من بلوغ ربع النهائي قبل الخسارة بهدف قاتل امام بلجيكا (2-3) بعد التقدم عليها بهدفين نظيفين.

وأهدرت السعودية عدة فرص للتسجيل عبر باهبري والدوسري وحسين المقهوي، بيد ان الفريق الأزرق احتفظ بتقدمه حتى النهاية.

راين ينقذ حامل اللقب

وعلى غرار المباراة الاولى، غابت الإثارة عن مواجهة أستراليا حاملة اللقب وأوزبكستان في العين، وقاد الحارس ماثيو راين "سوكروز" إلى ربع النهائي بتألقه في ركلات الترجيح (4-2) بعد التعادل سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي.

وتصدى راين حارس مرمى برايتون الانكليزي لركلتي ترجيح من أصل أربع سددها لاعبو اوزبكستان، ليضع استراليا في ربع النهائي حيث ستواجه الإمارات.

وبرغم دراسته كيفية تسديد لاعبي اوزبكستان لركلات الترجيح، أقر ليكي بانه كان محظوظا لصد الكرتين "لست قارئا للأفكار. كيف أعلم؟ بالنسبة للحراس هذه أجمل لحظاتنا. أحاول الاستمتاع باللحظة".

وهذه أول مرة تفشل أوزبكستان في بلوغ ربع النهائي منذ عام 2000.

وقال غراهام أرنولد مدرب استراليا الذي عاد الى صفوفه المهاجم ماثيو ليكي "واجهنا خصما عنيدا حرمنا بناء الهجمات. لاحت لنا بعض الفرص وكانت تنقصنا اللمسة الاخيرة واعتقد ان المنتخب الاوزبكي قدم لنا درسا هاما سنستفيد منه في المراحل المقبلة".

وأشاد أرنولد بحارس المرمى راين "بسببه نحن في ربع النهائي".

من جهته، قال المدرب الارجنتيني هيكتور كوبر "يصعب علي ايجاد الكلمات، فقد حاولنا وبذلنا كل ما في وسعنا لتحقيق النتيجة المطلوبة ولكن ذلك لم يحدث، انا فخور جدا باللاعبين وراض عن الاداء في هذه المباراة باستثناء ربع الساعة الأول من الشوط الثاني".

فوز صعب للإمارات
فوز صعب للإمارات

120 دقيقة أيضا في أبوظبي

واحتاجت الإمارات المضيفة إلى شوطين إضافيين أيضا لبلوغ ربع النهائي للمرة الثانية تواليا بفوزها الصعب على قرغيزستان الوافدة الجديدة 3-2 بعد التمديد.

وسجل للإمارات، ثالثة النسخة الماضية في أستراليا 2015، خميس اسماعيل (14) وعلي مبخوت (64) وأحمد خليل (103 من ركلة جزاء)، وللخاسر ميرلان مورزاييف (26) وتورسونالي رستاموف (90+1).

وكان منتخب الإمارات الذي يغيب عنه نجمه عمر عبد الرحمن "عموري" بسبب الإصابة، يبحث عن بداية حقيقية بعد أداء باهت في دور المجموعات لم يرض جماهيره. صحيح أن الإمارات تصدرت مجموعتها الأولى وضمنت تأهلها مبكرا، إلا أن مستواها لم يرض عشاق "الأبيض" الطامح لإحراز لقبه الآسيوي الأول، بعد حلوله وصيفا للسعودية عام 1996 على أرضه أيضا.

وعلق الإيطالي ألبرتو زاكيروني مدرب الإمارات "كانت مباراة معقدة، حذرت اللاعبين ان الخصم صعب المراس وكان رد فعله قويا. منتخب شرس، متطور وخطوطه متكافئة... تفوق الخصم في الكرات الطويلة خصوصا العرضيات التي شكلت لنا صعوبة وهذه المرة الاولى الاحظ هذا الشيء".

وعن مباراة أستراليا المنتظرة، تابع "لا أعرف عن استراليا الكثير ومنذ مدة لم أشاهد مبارياتها. خضنا على غرارهم 120 دقيقة ولدينا نحو ثلاثة أيام لاسترجاع طاقتنا".

بدوره، علق مدرب قرغيزستان الروسي ألكسندر كريستينين "نأسف على اهدار تلك الفرص، كنا نستحق أكثر مما حصل على أرض الملعب، لكننا على طريق التطور الصحيح. كان دفاعنا متراجعا قليلا بعد تسجيلهم لكن هجومنا قام بدوره".

غزارة أهداف

أمام نحو 18 ألف متفرج (سعة الملعب 45 ألف متفرج)، باغتت الإمارات خصمتها بهدف الافتتاح بعد ركنية من اسماعيل مطر حوّلها خليفة مبارك برأسه الى خميس اسماعيل الذي تابعها أيضا برأسه من مسافة قريبة (14).

وعن المساحات الخالية في المدرجات أضاف "اعتقد ان حضور الجمهور لم يملأ الملعب ربما بسبب برودة الطقس وبعض الجماهير يشاهدونها في بيوتهم".

وعادلت قرغيزستان عبر مهاجمها ميرلان مورزاييف الذي استلم كرة في العمق وتجاوز الحارس خالد عيسى قبل ايداعها الشباك من زاوية ضيقة (26).

وبعد ثوان على بداية الشوط الثاني، أهدر المهاجم علي مبخوت، هداف النسخة الاخيرة في 2015، فرصة ذهبية برأسه من مسافة قريبة (46)، ثم صدرت عارضة الامارات كرة القائد كيتشين (53).

لكن عامر عبد الرحمن استغل خطأ دفاعيا لقرغيزستان ولعب كرة ساقطة لمبخوت الذي سددها قوية في الشباك هدفا إماراتيا ثانيا (64)، رافعا رصيده في كأس آسيا إلى ثمانية أهداف.

وكانت الإمارات في طريقها لحسم المواجهة لكن قرغيزستان الضاغطة عادلت من ركنية حولها البديل تورسونالي رستاموف برأسه بمساعدة البديل محمد أحمد (90+1)، ليفرض شوطين إضافيين.

وحصل مبخوت على فرصة ذهبية من انفراد سددها برعونة فوق العارضة (92)، قبل أن يهدر فرصة ثانية والمرمى مشرع أمامه من عرضية اسماعيل الحمادي (98).

سقط بعدها مبخوت داخل المنطقة اثر عرضية فاحتسب الحكم ركلة جزاء اعترض عليها لاعبو قرغيزستان، تولى ترجمتها المهاجم البديل أحمد خليل وكاد الحارس يصدها بقدميه (103)، ليسجل خليل هدفه الثاني من نقطة الجزاء في هذه البطولة بعد هدف التعادل في اللحظات الأخيرة ضد البحرين.

ولم يستسلم المنتخب الاحمر واستهل رحلة البحث عن التعادل مجددا ليضرب بختيار دويشوبيكوف رأسية في القائم الايسر (107)، قبل أن يهز رستاموف العارضة في الرمق الأخير (120) وتحجز الإمارات بطاقة عبورها.