المجلس الانتقالي في اليمن يتوقع تمديدا للهدنة رغم الاستعدادات للحرب

القيادي عمرو البيض يؤكد أن عدة فصائل مناهضة للحوثيين تريد حل قضية تعز قبل الموافقة على التمديد لوقف إطلاق النار.

لندن - رجح مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن توافق الأطراف المتحاربة في البلاد على تمديد الهدنة التي تنتهي الثلاثاء، مشيرا إلى أن جميع الأطراف تستعد بحذر للحرب.

والهدنة صامدة منذ أبريل مع سعي بعض القوى في المنطقة للخروج من الصراع الدائر منذ سبع سنوات بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وجعل الملايين يواجهون المجاعة.

وتضغط الأمم المتحدة من أجل تمديد الهدنة ستة أشهر بعد أن زار الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية وأعلن عن اتفاق مع قيادة المملكة على "تعزيز وتمديد" وقف إطلاق النار.

وقال عمرو البيض العضو البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جزء من التحالف المناهض للحوثيين المدعوم من السعودية، إن هجمات جماعة الحوثي استمرت رغم الهدنة، مما يشير إلى أنها تحاول تعزيز مواقعها على الخطوط الأمامية.

وأضاف البيض في تصريحات للصحافيين خلال زيارة إلى لندن "نعتقد أن الحوثيين سعداء الآن بالهدنة وربما سيمددونها. لكن في الوقت نفسه الحرب قادمة. يجري الاستعداد للحرب".

وتابع "نعتقد أنها ستكون سذاجة ألا نستعد للحرب مع الحوثيين".

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هذا الشهر إنه رغم التراجع الحاد في الأعمال القتالية، فقد أبلغ الجانبان عن وقوع انتهاكات بالإضافة إلى تحصينات جديدة وتعزيز للقوات على الخطوط الأمامية الرئيسية.

وأصيب الطرفان بخيبة أمل بشأن تنفيذ بنود الاتفاق كاملة، والتي تشمل السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وتسيير بعض الرحلات الجوية التجارية من العاصمة صنعاء، التي تخضع أيضا لسيطرة الجماعة، ومحادثات لإعادة فتح الطرق في تعز المتنازع عليها.

واتهم كبير المفاوضين الحوثيين الأسبوع الماضي التحالف الذي تقوده السعودية بعدم المسؤولية والغطرسة لعدم وفائه بالعدد المنصوص عليه من شحنات الوقود والرحلات الجوية. وتنتقد الحكومة رفض الحوثيين إعادة فتح الطرق الرئيسية في تعز.

وقال البيض إن عدة فصائل مناهضة للحوثيين تريد حل قضية تعز قبل الموافقة على التمديد، مسلطا الضوء على ما قال إنه التحدي الذي يمثله اختلاف الأولويات لدى تحالفهم غير العملي في مجلس رئاسي جديد تم تشكيله في أبريل برعاية سعودية.

ويتألف مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، من ثمانية أعضاء برئاسة رشاد العليمي، لكنهم يفتقرون إلى استراتيجية موحدة.

ويضم المجلس عددا من قادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي نجح في فرض نفسه رقما صعبا في المعادلة اليمنية بفضل الإنجازات الدبلوماسية والعسكرية، وتحلي قيادة المجلس بقدر كبير من الواقعية في التعاطي مع التشابكات الحاصلة في المشهد اليمني.

وقال البيض "المشكلة في مجلس القيادة الرئاسي هي أن وجود ثمانية أشخاص لديهم أجندة مختلفة هو أمر معقد جدا".

وأضاف "ليس لدينا تاريخ جيد في إدارة الأزمات في اليمن، خاصة في الجنوب".

ويخوض المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينتمي إليه البيض صراعا من أجل السلطة في الجنوب، حيث مقر السلطة المدعومة من السعودية، ويسعى في نهاية المطاف إلى انفصال جنوب اليمن، لكن هدفه الانفصالي يعارضه آخرون في مجلس القيادة الرئاسي.

ويسيطر الحوثيون إلى حد بعيد على الشمال ومعظم المراكز السكانية الكبيرة.

وقال البيض إنه لم يتضح بعد المدة التي يمكن الاتفاق عليها لتمديد الهدنة، لكن ينبغي أن تكون أطول من التمديد الذي حدث مرة بالفعل وكان لمدة شهرين.

وأضاف "أرادوا أكثر من شهرين، هذا أمر مؤكد. أربعة أشهر؟ ستة أشهر؟ يعتمد هذا على الاتفاق".

وتكثف الأمم المتحدة جهودها لتمديد جديد للهدنة الإنسانية في اليمن التي ستنتهي الثلاثاء المقبل. ورغم التحفظات الكثيرة لدى السلطة الشرعية، سواء لناحية أداء المنظمة الأممية أو شروط الحوثيين الجديدة، إلا أن متابعين يرون أن الاتجاه الأقرب سيكون الموافقة على التمديد.

وتراهن الجماعة المدعومة من إيران على انتزاع المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية من الهدنة بالتوازي مع استمرار حالة التحشيد العسكري والتعبئة، فيما تطالب الحكومة اليمنية بتركيز الضغط على الميليشيات الحوثية ووجود ضمانات كافية قبل المضي قدما في أي اتفاقات قادمة.