المجلس العسكري بمالي يعين رئيس حكومة جديدا على وقع إحباط عام
باماكو - عيّن المجلس العسكري الحاكم في مالي اليوم الخميس المتحدث باسمه عبدالله مايغا رئيسا للوزراء بعد يوم من إقالة شوجيل مايغا على خلفية انتقاده لإدارة البلاد، فيما يأتي هذا التعيين في وقت يخيّم فيه الإحباط على فئات واسعة من الماليين بسبب تأجيل الانتخابات وسط مطالب بإنهاء حكم العسكر.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء المقال أن وسائل إعلام نقلت عنه تنديده في مطلع الأسبوع بإخفاق المجلس العسكري في تنظيم انتخابات خلال فترة انتقالية مدتها 24 شهرا للعودة إلى الديمقراطية، وهو ما أثار غضب المجلس.
وفشل المجلس العسكري الذي يقود مالي في ظل أزمة عميقة متعددة الأبعاد منذ عام 2020 في الوفاء بالتزامه إعادة السلطة إلى مدنيين منتخبين في مارس/آذار 2024 ولم يتم تحديد موعد جديد للاستحقاق الانتخابي.
وسيطر العسكريون على السلطة في انقلابين متتاليين في عامي 2020 و2021 ووعدوا بإجراء انتخابات لكنهم أجلوا إلى أجل غير مسمى وأرجعوا ذلك إلى مشكلات فنية.
وتأتي إقالة مايغا في ظل مؤشرات على تفاقم الإحباط والانقسام وسط السياسيين في مالي حتى بين من دعم منهم الانقلاب في البداية وتعاون مع المجلس العسكري.
أما عبدالله مايغا فقد أدلى بتصريحات علنية قوية أيضا، بصفته المتحدث باسم الحكومة، ضد فرنسا التي استعمرت بلاده من قبل بما في ذلك مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخلي عن موقفه "الاستعماري الجديد" و"المتعالي".
كما وجه اتهامات إلى الجزائر خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بإيواء إرهابيين والتدخل في شؤون بلاده، ما أدى إلى تأجيج التوتر بين البلدين.
وكانت باماكو قد ألغت اتفاق السلام المبرم في العام 2015 الذي رعته الجزائر بعد أن فشل في تحقيق أهدافه وتسوية الأزمة بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق، ردّا على استقبال السلطات الجزائرية وفدا عن الانفصاليين والتباحث معهم وهو ما اعتبره المجلس العسكري تدخلا في شؤون البلاد.
وعيّنت الجزائر منذ نحو أسبوعين كمال راتب سفيرا فوق العادة لدى مالي، ضمن مساعيها لترميم علاقاتها المتصدعة مع باماكو، مدفوعة بمخاوفها من انحسار نفوذها في أفريقيا.
ويرى مراقبون أن الجزائر فشلت في تعزيز حضورها في الساحل الأفريقي نتيجة عجزها عن تقديم أي برامج أو مبادرات تنموية من شأنها أن تنهي أزمات المنطقة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية.
وتندلع بين الحين والآخر مواجهات بين الجيش المالي والانفصاليين، فيما فقدت جماعات الطوارق المتمردة السيطرة على عدة مناطق في شمال مالي نهاية عام 2023 بعد هجوم شنته القوات المالية مدعومة بعناصر من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وبلغ ذروته بالسيطرة على كيدال.