المحتجون يصلون إلى شارع شكل رمزية قوية للثورة التونسية

مواجهات بين متظاهرين وقوات أمنية في شارع الحبيب بورقيبة وبالقرب من وزارة الداخلية في وقت تحمل فيه المعارضة الحكومة وحزامها السياسي مسؤولية الأزمة.
المعارضة تعتبر ان الحل الامني يزيد من تازيم الاوضاع
حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي ظهرا مرتبكين في الازمة
المشيشي يقول ان الاحتجاجات الليلية غير بريئة

تونس - شهدت العاصمة التونسية، مساء الثلاثاء، مواجهات بين متظاهرين وقوات أمنية حاولت تفريق محتجين بالقوة في شارع الحبيب بورقيبة الذي يعتبر رمزا للثورة التي اطاحت بنظام بن علي كما توجد فيه وزارة الداخلية.
وتظاهر العشرات، وسط العاصمة تونس، للمطالبة بالتنمية وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية الاحتجاجات الليلية الأخيرة وسط مخاوف من ان تتوسع رقعة التحركات.
وتشهد عدة محافظات تونسية تحركات ليلية، تخللتها صدامات مع رجال الأمن، تزامنا مع بدء سريان حظر تجوال ليلي للحد من فيروس كورونا.
ورفع عشرات الشبان المشاركين في التظاهرة، العديد من الشعارات المنددة بالحكومة والتعامل الأمني مع الاحتجاجات الليلية التي عرفتها البلاد مؤخرا، من بينها "شغل حرية كرامة وطنية" و"لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب".
ووفق المصدر ذاته، حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالقوة عبر استخدام الغاز المسيل للدموع، وهو ما أسفر عن وقوع مصادمات، دون الإبلاغ عن إصابات على الفور.
من جهته، ندد القيادي بحزب العمال (يسار) الجيلاني الهمامي بالتعامل الأمني مع الاحتجاجات التي تشهدها تونس.

وأكد الهمامي أن الحل الأمني يزيد من تدهور الوضع.
ومساء الخميس، فرضت السلطات حظر تجوال ليلي ضمن تدابير مكافحة كورونا، دون تحديد مدته.
والإثنين، أعلنت الداخلية توقيف 632 شاركوا في "أعمال شغب" شهدتها العاصمة ومناطق أخرى، خلال الأيام الأربعة الماضية.
وتبادل سياسيون ونشطاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهامات بشأن ما يحدث من تحركات ليلية وتحريض البعض على النزول إلى الشارع والاحتجاج.
ودعا رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، الثلاثاء، إلى التهدئة وتوحيد الصفوف من أجل إنقاذ البلاد بعيدا عن التخريب".
وفي تصريح لقناة "الزيتونة"(محلية) قال الغنوشي "نحن نتفاعل مع ما يحصل ونتفهم أوضاع شبابنا العاطل عن العمل هناك عائلات ومناطق وجهات محرومة، ولكن لا يمكن إنقاذ تونس بالتخريب والحرق".
وأضاف "ندعو شبابنا في كل الجهات ونقول لهم إنه لا يليق بكم تخريب بلادكم، وحرق المؤسسات والمغازات (المحلات) لن ينفع تونس ولن يوفر الشغل والحياة الكريمة".
وشدد الغنوشي على أنه "لا بد من العمل بجد لتنمية تونس وسلامتها".
وزاد "نحن هنا نوجه النداء إلى الشعب التونسي وإلى كل قواه وكل قادته الخيرين أن يرفقوا ببلادهم وأن يجمعوا صفوفهم من أجل إنقاذها".

وظهر الغنوشي مرتبكا خاصة وان بعض الشعارات التي رفعها المتظاهرون كانت موجهة للطبقة السياسية وللحزام السياسي الداعم للحكومة وخاصة ضد شخص الغنوشي.
كما طالبت حركة النهضة في بيان نشرته اليوم الثلاثاء رئيس الحكومة هشام المشيشي بضرورة مصارحة الشعب التونسي بحقيقة الاحتجاجات الليلية الاخيرة والقيام بالتحقيقات اللازمة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتطبيق القانون.
وحاولت الحركة الايهام بان ما يحصل غير بريء ونتيجة تحرض سياسي داعية رئيس الحكومة الى ضرورة مصارحة الشعب التونسي بحقيقة الاحتجاجات الليلية الاخيرة والقيام بالتحقيقات اللازمة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتطبيق القانون".
من جانبه اعتبر المشيشي الثلاثاء، التحركات الليلية التي شهدتها بلاده منذ أيام "غير بريئة"، مشددا على أنه "لا مجال لبث الفوضى".
جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الحكومة، عقب اجتماع مع القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية، أشرف عليه المشيشي بقصر الحكومة في العاصمة تونس.

وقال المشيشي، إن "أعمال النّهب والسرقة والاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة لا تمت بصلة للتّحركات الاحتجاجية والتعبيرات السلمية التي يكفلها الدستور، والتي نتفهّمها ونتعامل معها بالحوار الجاد والبحث".
وشجب "دعوات الفوضى التي تروج على صفحات التواصل الاجتماعي لبث الفوضى والاعتداء على المؤسسات الدستورية"، مؤكدا مجابهتها والتصدي لها عبر القانون.
لكن هذا الموقف قوبل برفض شديد من قبل احزاب وشخصيات معارضة ونواب اتهموا الحكومة وحزامها السياسي بالتسبب في ازمة اجتماعية واقتصادية وسياسية في البلاد.
ووفق وكالة سبوتنيك طالب عدد من النواب اليوم الثلاثاء، بضرورة حضور المشيشي الى البرلمان لمساءلته بشأن أحداث الشغب والاحتجاجات التي وقعت الفترة الأخيرة.
ويعتبر المشيشي رئيس حكومة ووزير داخلية بالنيابة وبالتالي فهو اكثر شخصية مطروح مسائلتها وفق عدد من النواب.
وكان المشيشي اقال الشهر الحالي وزير الداخلية توفيق شرف الدين بسبب قيامه ببعض التعيينات دون الرجوع اليه.