المحرس تتحدى العولمة وترسم ألوان عالمها الخاص
انطلقت الخميس، فعاليات الدورة 34 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس التابعة لمحافظة صفاقس بالجنوب التونسي، باستقبال الضيوف المشاركين ليكون الموعد يوم الجمعة بالعروض الكرنفالية والمجموعات الفنية، أبرزها ماجورات قابس والعروض الكوريغرافية ومجموعة مجدي سامي وعروض طبال قرقنة والعرض الفني القياسي للفنانة هالة الهيلي والفنانة فاطمة الحاجي، إلى جانب تدشين المعارض وانطلاق عمل ونشاط الورشات.
وتواصلت يوم السبت بقية فقرات البرنامج الذي وضع لهذه الدورة بحضور جمهور وأحباء الفعاليات من أبناء مدينة المحرس والوافدين عليها ..
المحرس بكامل بهائها وموسيقاها المنبثقة من تلوينات شتى والمفعمة بهاء الدهشة بين الكلمات والزرقة في سماء صافية تحضن ضجيج البراءة الأولى لأطفال يلهون بالتلوين في هذه الأيام من كل عام وصولا إلى الحلقة 34..
إنها لعبة اللون في كون معولم يعج بالكائنات الهشة والتداعيات المريبة والنشاز في عوالم الفن لتبرز المحرس بهذا التلوين الصافي كل عام تقص فصولا أخرى من حكايات شجنها ونشيدها الدافئ..
هي المدينة الجميلة الماكثة قبالة البحر..المحرس.. تخيرت عنوانا لافتا لمهرجانها هذا الصيف.. إنه الفن في تجلياته المتعددة تجاه ومن قبل فنانين تونسيين و أجانب يقيمون بالخضراء حبا وهياما و تلوينا حياتيا باذخا لا يضاهى...
وهكذا تنتظم الدورة 34 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في الفترة من 01 إلى 07 أيلول/ سبتمبر وفق حيز متنوع من الأنشطة التي عرف بها المهرجان مثل المنابر والشعر والجولات الثقافية والترفيهية والسياحية والمعارض واللقاءات الفكرية.
وفي إطار فعاليات الدورة 34 لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية تّنظم ورشات للأطفال اختصاص رسم وحفر تحت إشراف مختصين وأساتذة فنون تشكيلية.
ويحضر في الدورة ويشارك فيها عدد من الفنانين التشكيليين والنقاد حيث لقي المهرجان أصداءه العربية والدولية.
لقد كانت تونس- المحرس مفردة تشكلية أخرى لابدّ منها.. هي أرض عمّار فرحات، الحبيب شبيل، نجيب بلخوجة، الخياشي والضحاك..عبد الرزاق الساحلي.. يوسف الرقيق وغيرهم..وكل الفنانين الذين أحبوها وهاموا بالظلال والنور فيها على غرار بول كلي الفنان العالمي..
العنوان الكبير هو المحرس المدينة والناس والذاكرة، المدينة الفنية تجهزت كما ينبغي للاحتفاء بفعاليات الدورة 34..هذه الدورة الجديدة للمهرجان حيث تخصص جانبا من أنشطتها للمجالات الفنية والجمالية المعهودة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية..
الفعالية التي يشارك فيها عدد هام من الفنانين التشكيليين والنقاد ونشطاء الفن للتفاعل الابداعي ولتبادل الخبرات والتجارب الفنية واطلاق الحوار الفني والجمالي والثقافي عموما بين فنانين من مختلف جهات الأرض بما تمثله تونس وعبر تاريخها العريق من لقاء بين الثقافات و الحضارات.ه
كذا هي المحرس، تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المتنزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس.
المهرجان جعل من مدينة المحرس الصغيرة والواقعة على البحر، قلعة من قلاع الفن التشكيلي في هذا العالم المرتاب وسريع التغيرات والتحولات بل والذي يعيش على إيقاع الصراعات والحروب وما يتهدد البشرية، ولا سيما من عولمة تكاد تأتي على كل شيء قتلا للخصائص والهويات ومنها الثقافي.
إنها حدائق المحرس تبرز في أبهي حللها لتعانق العالم عبر عصارات التشكيليين العالميين الذين يفدون عليها من جغرافيا مختلفة.
المشاركات في الدورة متنوعة ونجد رسامين وفنانين و نقادا وأحباء للفنون وهواتها كذلك..
المحرس فسحة أخرى للفنون و اللقاءات والتلوين المفتوح...