المحكمة العليا تميل لليمين مع فوز مبدئي لمرشح ترامب

جلسة الكونغرس الأميركي تفتح وسط أجواء سياسية مشحونة بين مؤيدي ومعارض بريت كافانو الذي يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي في قضية يعود تاريخها إلى 36 عاما خلت.

الكونغرس يرجئ تثبيت كافانو بانتظار تحقيق إف بي آي
مرشح ترامب للمحكمة العليا يفوز في التصويت التمهيدي
دعم ترامب لكافانو يثير انقسامات حادة
الكونغرس يعيش أسوأ أيامه منذ جلسات 1991 أو حتى 1954
مواجهة شرسة بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب كافانو

واشنطن - صادقت لجنة العدل في مجلس الشيوخ الأميركي الجمعة على ترشيح بريت كافانو الذي اختاره الرئيس إلى المحكمة العليا، غداة الاستماع إلى شهادته وشهادة المرأة التي تتهمه بالتحرش بها جنسيا، ووسط اتهامات متبادلة بين أعضاء الكونغرس.

ونال كافانو أصوات 11 عضوا جمهوريا في اللجنة مقابل معارضة 10 أعضاء ديمقراطيين صوتوا ضد خيار الرئيس دونالد ترامب. ومن شأن تثبيت كافانو في المنصب أن يميل دفة المحكمة العليا بشكل حاد إلى اليمين.

ورفعت اللجنة توصيتها إلى مجلس الشيوخ حيث سيتم التصويت بحضور كامل الأعضاء في الأيام التالية. وللجمهوريين غالبية بسيطة من 51 مقعدا في مقابل 49 للديمقراطيين.

لكن السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جيف فلايك فجّر مفاجأة في اللحظات الأخيرة بمطالبته بإرجاء التصويت في مجلس الشيوخ أسبوعا لإفساح المجال أمام قيام مكتب التحقيقات الفدرالي بتحقيق في الادعاء الموجه ضد كافانو.

وقال فلايك المعارض الشرس لترامب والذي لن يترشح لولاية جديدة إن البلاد تشهد انقساما، مشددا على أهمية إبلاء الموضوع العناية اللازمة.

وكانت الجلسة افتتحت الجمعة في أجواء سياسية مشحونة بين مؤيدي كافانو ومعارضيه في المجلس.

وقال جمهوريون إن المجلس يعيش أسوأ أيامه منذ جلسات 1991 أو حتى 1954 إبان الحقبة المكارثية.

والمكارثية مصطلح سياسي نسبة إلى السناتور جوزف مكارثي في خمسينات القرن الماضي حين كان يتم اتهام أشخاصا بالشيوعية من دون أدلة كافية.

ورد الديمقراطيون واصفين شهادة كافانو بالعدوانية والمنحازة. وقالت السناتور الديمقراطية دايان فاينستين "لم أرَ على الإطلاق مرشحا لأي منصب يتصرف بهذه الطريقة".

وإذا كان كافانو لا يواجه خطر إدانته إلا أنه يجازف بالكثير في فترة تشهد تحركا نسائيا ضد التحرش الجنسي طالت مسؤولين وعدة شخصيات.

وأدت جلسة استماع ماراتونية الخميس نفى فيها كافانو (53 عاما) اتهام الباحثة الاجتماعية بلازي فورد (51 عاما) بالاعتداء عليها جنسيا قبل 36 عاما إلى استقطاب حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين تبادلوا الشتائم والاتهامات على خلفية ترشيح كافانو للمنصب.

وبعد الجلسة جدد ترامب دعمه المطلق لكافانو. والجمعة ردا على سؤال حول احتمال ترشيحه شخصا آخر للمنصب قال ترامب إن الاحتمال غير وارد.

وستكون الأنظار متجهة نحو الجمهوريتين سوزان كولينز وليزا ماركاوسكي لمعرفة ما إذا سيكون تصويتهم مخالفا لتوجه حزبهما.

وبعد جلسة الاستماع الخميس طالبت نقابة المحامين التي كانت تدعم ترشيح كافانو، بإرجاء التصويت وفتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقا في الادعاءات.

وكافانو الذي كان مستشارا قانونيا للرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن، بدأ مسيرته في السلك القضائي مساعدا لانطوني كينيدي الذي فاجأ الجميع في يونيو/حزيران الماضي بقراره التقاعد من منصبه في المحكمة العليا، علما بأن أعضاء هذه الهيئة يمكنهم البقاء في مناصبهم مدى الحياة.

وكان ترامب قال إنه يمكن أن يعدل عن ترشيح كافانو إذا اقتنع برواية بلازي فورد، لكنه أعاد مساء الخميس تأكيد دعمه قائلا "شهادته كانت قوية وصادقة ومثبتة"، ودعا مجلس الشيوخ إلى التصويت في أسرع وقت.

ومجلس الشيوخ مكلف بحسب الدستور بإعطاء الضوء الأخضر للمرشحين إلى المحكمة العليا الذين يحتفظون بمناصبهم مدى الحياة ويبتّون في قضايا اجتماعية شائكة كالحق في الإجهاض وزواج المثليين وتشريع الأسلحة النارية.

وروت بلازي فورد أن "حياتها تغيرت بشكل جذري" في سهرة صيف العام 1982.

وقالت بتأثر أمام أعضاء لجنة العدل إنها كانت في الـ15 عندما شاركت في سهرة لطلاب ثانويين في ضاحية واشنطن عندما كانت في طريقها إلى الحمام اعترضها كافانو وصديقه مارك جادج اللذين كانا "ثملين" وعزلاها في غرفة ثم دفعاها على السرير وارتمى بريت فوقها وحاول نزع ملابسها مع لمسها في كل مكان في جسدها وكان "ثملا تماما".

ورد كافانو قائلا "أنا لم أعتدِ جنسيّا على أحد، لا في المدرسة الثانوية ولا في الجامعة"، نافيا اتهاماتها مشددا على ثغرات في شهادتها.

وندد كافانو بـ"عملية مدبرة" وقال إنه لن يرضخ للدعوات بالانسحاب "لا أحد سيُرغمني على الانسحاب من هذه العمليّة"، مضيفا "قد تهزمونني في التصويت النهائي، لكنكم لم تدفعوني للانسحاب. أبدا".

وأشاد أعضاء اللجنة الديمقراطيون كلهم بـ"شجاعة" بلازي فورد ووجهوا عدة أسئلة إلى كافانو وحول صداقته مع جادج وتناوله الكحول خصوصا ليلتها.

وأقر كافانو قائلا "ربما شربت الكثير من البيرة في تلك المناسبة ... لكن لم أفقد الذاكرة أبدا".

في المقابل، أوكل الأعضاء الجمهوريون مهمة الاستجواب إلى المدعية المتخصصة في قضايا العنف الجنسي ريتشل ميتشل.

إلا أن العديد من الجمهوريين أدلوا بمداخلات خلال الجلسة لدعم كافانو وقال ليندساي غراهام "أنت تعيش جحيما وليس عليك أن تقدم اعتذارا حول أي شيء".

إلا أن صورة كافانو كمحافظ وكاثوليكي ورب أسرة جيد تضررت كثيرا بعد شهادة بلازي فورد وامرأتين أخريين اتهمتاه أيضا بسلوك غير لائق.