المخرج التونسي علي اليحياوي "يمدح" الموت في عمل مسرحي جديد

الموت يحضر في هذه المسرحية ليس بمعناه المادي فقط في هذه المسرحية بل بمعناه الرمزي أيضا فكل شيء في هذه "الجمهورية البرلمانية" يموت أو منذور للموت.

تونس- استلهم المخرج التونسي علي اليحياوي حالة الحجر الصحي والشوارع المقفرة وأنباء ضحايا كوفيد 19ورائحة الموت التي  تطل من الأبواب والنوافذ ومشاهد الجنائز الصامتة بلا مشيعين كإطار لحكاية مسرحيته الجديدة "في مديح الموت".

وقدّم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين منذ أيام العرض التجريبي لمسرحيته الجديدة فيما سيكون العرض الأول في مدينة الثقافة يوم 3 سبتمبر القادم.

انطلقت هذه المسرحية من رواية "انقطاعات الموت""للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو ترصد أحساس الإنسان بالموت وتمثله له. وكتب نص المسرحية رضا بوقديدة ودراماتورجيا وإخراج علي اليحياوي وهذا هو العمل الثالث في رصيد المركز بعد سوق سوداء وراعي الصحراء.

ويقول علي اليحياوي في تقديمه لهذا العمل "الآن وهنا يتجلى الموت بشكل مباشر وصادم وعنيف هكذا فجأة يجد الإنسان نفسه عاجزا عن مواجهة الوباء، حجر شامل وشوارع مقفرة وكأن العالم افرغ من ساكنيه، ولكن الموت لم يغادرنا لحظة، كان وسيظل أحد مكونات الوجود. لما الفزع إذا؟ هل الموت بهذه البشاعة الموصوفة أم هو عنصر من عناصر تجدد الحياة.؟ ماذا لو انقطع الموت عن القيام بدوره؟ ماذا لو غادرنا الموت فجأة وتركنا لحال سبيلنا؟ كيف ستكون حياتنا؟ من خلال أطروحة جوزي سرماغوا هذه نعيد طرح المسألة في مستواها الفلسفي والديني والسياسي والاجتماعي. "

وتتعمق أزمة الموت الشائع الذي يقصف كل يوم عشرات التونسيين مع أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تعيشها البلاد بعد عشر سنوات من ثورة رفعت شعارات الكرامة والحرية قبل أن تتحول إلى كابوس بسبب الفقر والتهميش والانسداد السياسي.

الموت ليس بمعناه المادي فقط في هذه المسرحية بل بمعناه الرمزي أيضا فكل شيء في هذه "الجمهورية البرلمانية" يموت أو منذور للموت.

وجمع اليحياوي في هذا العمل مجموعة من الممثلين من أجيال ومسارات مختلفة من بينهم المسرحي كمال العلاوي في أول تجربة له في الجنوب التونسي مع مجموعة من الممثلين معظمهم من الجهة وهم أمينة الدشراوي وعواطف العبيدي ومحمد الطاهر خيرات وحمزة بن عون وأسامة حنايني وعلي قياد ورياض رحومي وعبدالسلام حميدي وعمر الجمل وانور بن عمارة وهيفاء كامل.