المرزوقي..  يرتدي عمامة النهضة ويطلق النار على الجميع!.

المرزوقي أطلق النار داخليًا وخارجيًا وضد الجميع فيما عينه تنظر إلى كرسي الرئاسة في محاولة منه لعقد تحالف مع حركة النهضة وطرح نفسه كبديل عن باقي الحركت السياسية التونسية إذ خاطب النهضة من مدينة صفاقس بلغة استجدائية وتحذيرية.

في الذكرى الخامسة لإنشاء الدستور التونسي 2014، احتفلت كل القوى السياسية التونسية على طريقتها؛ فالشاهد أطلق حركة “تحيا تونس”، والبرلمان أحيى الذكرى. لكن الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، احتفل على طريقته الخاصة، مطلقًا النار على جميع التونسيين، إذ وصف حلفاء النهضة من الليبراليين بأنهم “تمساح” سيلتهم الحركة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ووصف تشكيل حركة “تحيا تونس” بأنه جزء من المنظومة الفاسدة للدولة.

ثم هاجم اليسار التونسي ووصفه بأنه “حاقد على الإسلام والمسلمين”، وتجاوز المرزوقي أحكامه حتى وصل القضاء التونسي، معتبرًا أن مسألة “التنظيم السري” المرتبط بالحركة، مجرد قصة “افتعلتها غرفة عمليات أجنبية لتصفية الحركة والإسلام السياسي”!

المرزوقي أطلق النار داخليًا وخارجيًا وضد الجميع، فيما عينه تنظر إلى كرسي الرئاسة، في محاولة منه لعقد تحالف مع حركة النهضة، وطرح نفسه كبديل عن باقي الحركات السياسية التونسية، إذ خاطب النهضة من مدينة “صفاقس” بلغة استجدائية وتحذيرية، طالبًا منها التحالف معه. وبلغة تحذيرية، دعا “النهضة” إلى التوافق معه وإنهاء توافقها القديم مع حزب “نداء تونس”، استعدادًا للانتخابات العامة المقبلة، ناصحًا الحركة بالسير معه ليأكلا سويًا “التمساح” قبل أن يأكلهما.

النشاط الإعلامي الأخير للمرزوقي، صنفه مراقبون بأنه يندرج تحت بند “الخطاب السلبي”، وذلك للكم الهائل من الاتهامات والمزايدات التي أطلقها ضد القوى السياسية التونسية، وحاول من أجل استمالة النهضة إظهار نفسه على أنه حريص على الحركة أكثر من مؤسسيها، وطرح نفسه على أنه “نهضاوي” أكثر من النهضاويين، مما وضعه في موقف المُستجدي لتحالف مع الحركة، لما تملكه الأخيرة من أغلبية في البرلمان.

وهي طريقة المرزوقي ذاتها في محاولته لإظهار نفسه بأنه أكثر أخلاقية من الجميع، وأشرف من باقي أفراد الشعب؛ إذ كان قد وصف التونسيين، في فبراير/شباط 2017، بأنهم غارقون في الكذب والخداع والرشوة والسقوط الأخلاقي، وهو الأمر الذي أثار غضب التونسيين عامة، وعرّضه لمطالبات بإسقاط الجنسية عنه.

وبينما تقف تونس على أعتاب انتخابات رئاسية تستعد لها جميع الأحزاب، يطرح المرزوقي نفسه كمحامٍ عن النهضة من أجل التقرّب منها، الأمر الذي ظهر في استماتته للدفاع عنها، من أجل أن يُصبح للحركة الإخوانية دور في تصعيده لسدة الرئاسة، كما حدث في 2011.

وعلى الرغم من أن المرزوقي يطرح نفسه على أنه ذو توجه علماني، إلّا أنه يقع في الفخ الذي وقع فيه من إبان رئاسته الأولى، إذ سيحاول التملق من أجل الصعود على سلّم حركات الإسلام السياسي، حتى لو تنازل عن علمانيته، وهاجم اليسار، وأطلق التصريحات المناوئة للدول العربية.

منذ دخول المال السياسي القطري إلى تونس، خصوصًا بعد الثورة، أصبح بيع المواقف المنحازة لقطر سمة من سمات الأحزاب السياسية، سواء العلمانية، أو تلك التي تتخذ من الدين وسيلة للمكاسب السياسية بسبب ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

ومنذ عودته إلى تونس، اعتبر التونسيون المرزوقي بأنه رجل قطر الأول، بسبب تقربه وعلاقته مع عزمي بشارة، إذ تُقسّم قطر وكلاءها في الدول العربية إلى صنفين: صنف إخواني تدعمه مباشرة، وصنف علماني أو ليبرالي أو إعلامي مرتبط بعزمي بشارة. وكلا الصنفين يصبّان في المصلحة القطرية، سواء داخليًا أو خارجيًا، وهو ما ظهر جليًا في مهاجمة المرزوقي لدول عربية بسبب خلافها مع قطر، ليقحم تونس في مشاكل خارجية هي في غنى عنها.

ولا يزال التونسيون يتذكرون إلى اليوم أمير قطر السابق وهو يُعلّم المرزوقي كيف يُصافح الرؤساء، وكيف حذّر الأخير التونسيين الذين يهاجمون زعماء الدوحة!

فبعد أن تذلل المرزوقي لقوى الإخوان في الداخل، يحاول صنع علاقات خارجية، حتى لو كانت على حساب بلده، ولذلك تراه الضيف الدائم لقناة الجزيرة، ويتحدث من على منبرها كأنه مواطن قطري، ويهاجم -دون أي اعتبار لمصالح تونس- جميع الدول التي تهاجمها قطر في وسائل إعلامها.

طمع المرزوقي بمنصب رئاسة الجمهورية، دفعه إلى التحول إلى حليف دائم للجماعات الإرهابية التي قاتلت في سوريا، وتحالفت مع التنظيمات الإرهابية فيها، برغم علمانيته المصطنعة.

وصدّرت تونس في فترة حكمه أكثر من 3 آلاف إرهابي إلى بؤر التوتر في سوريا وليبيا والعراق. ويبدو من تصريحاته الأخيرة المعادية للأحزاب الوسطية، والمعادية لقوى التطرف، بأنه على استعداد لإعادة الكرّة مرة أخرى، في سبيل إرضاء جماعات الإسلام السياسي.

وردّ السياسي التونسي، مصطفى بن أحمد، على تصريحات المرزوقي واصفًا إياه بأنه “نصّب نفسه بوقًا لأكبر قوى فساد عالمية دمرّت سوريا، رعاها المرزوقي في مؤتمر أصدقاء سوريا، وهو مؤتمر لتدمير بلد عربي وتشريد شعبه”.واعتبر ابن أحمد أن أكبر فساد قام به المرزوقي هو “استقباله لشيوخ التكفير وتجزئة البلاد عندما كان في منصب رئيس الجمهورية”.

عن كيوبوست