المركزي السعودي يتهيأ لضغط على السيولة مع طرح أرامكو

مصارف سعودية قدمت قروضا ضخمة لعملاء يريدون زيادة حجم مشاركاتهم في الطرح الأولي لعملاق النفط السعودي، حيث رفع بعضها السقف الرسمي للإقراض إلى أربعة أمثاله.

المركزي السعودي مستعد لمواجهة أي ضغط على السيولة
نسبة القروض تجاوزت في بعض البنوك عتبة الـ90 بالمئة
حجم الاستدانة يقل عن 2 بالمئة من طلبات اكتتاب الأفراد في أرامكو

الرياض - قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي إن البنك المركزي مستعد لأي ضغط على السيولة من جراء الطرح العام الأولي لأرامكو وإنه يتابع البنوك المحلية عن كثب، وذلك في أعقاب طلب قوي على القروض لشراء الأسهم.

ومن المقرر إدراج أرامكو في البورصة السعودية غدا الأربعاء في طرح يأتي بعد طول انتظار مما يضع اللمسة الأخيرة على أضخم طرح أولي على الإطلاق والذي جمع 25.6 مليار دولار من الأفراد والمؤسسات الذين لجؤوا إلى الاستدانة لتمويل مشترياتهم.

وقال المحافظ أحمد الخليفي "لا نستبعد حدوث ضغط على السيولة في وقت لاحق لذلك أنا مستعد وسأظل مستعدا للتدخل."

ودُعي السعوديون للتملك في "درة تاج" أكبر مصدر للنفط في العالم في الفترة التي سبقت على طرحها الأولي وبلغت طلبات الاكتتاب في شريحة المؤسسات بأرامكو 6.2 مثل المعروض، بينما طلب أكثر من خمسة ملايين فرد الاكتتاب في شريحة الأفراد.

والطرح الأولي لأرامكو هو حجر الزاوية في خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع موارد الاقتصاد بدلا من الاعتماد على النفط، إذ من المقرر أن يستثمر صندوق الاستثمارات العامة الأموال في تعزيز النمو بقطاعات أخرى.

وقالت مصادر في السابق إن بنوكا سعودية قدمت قروضا ضخمة لعملاء يريدون زيادة حجم مشاركاتهم في الطرح الأولي، إذ رفع بعضها السقف الرسمي للإقراض إلى أربعة أمثاله.

مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) شكّلت فريقا لتتابع عن كثب جميع المؤشرات في النظام المصرفي خلال الطرح العام الأولي ويعقد الفريق اجتماعات يومية

وقال الخليفي في مقابلة إنه خلال عملية الطرح الأولي، تجاوزت نسبة القروض إلى الودائع في بعض البنوك حد التسعين بالمئة الاسترشادي الذي يضعه البنك المركزي، لكن النسبة تحسنت بعد انتهاء عملية التخصيص.

وأضاف "حتى الآن لم يتقدم أي بنك بطلب للحصول على السيولة من البنك المركزي. نحن مستعدون للتدخل في حالة حدوث ضغط على السيولة، لكن أغلب المؤشرات في الوقت الحالي لا تبعث على القلق."

وشكل البنك المركزي السعودي فريقا ليتابع عن كثب جميع المؤشرات في النظام المصرفي خلال الطرح العام الأولي، وعقد الفريق اجتماعات يومية.

وقال الخليفي "لا أتوقع أن يتوقفوا في المستقبل القريب. يجب أن نظل متابعين للوضع حتى عودة الأشياء لطبيعتها وبالأخص نسبة القروض إلى الودائع."

وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن البنك الذي يدير اكتتاب أرامكو أن الشركات السعودية اقتنصت أكبر نسبة من مخصصات الطرح الأولي عند 37.5 بالمئة وجرى تخصيص 13.2 بالمئة من شريحة المؤسسات لمؤسسات حكومية.

وقال الخليفي إن حجم الاستدانة يقل عن 2 بالمئة من طلبات اكتتاب الأفراد، مضيفا أن أغلب تمويلات البنوك ذهبت إلى مشترين من الأفراد والمؤسسات تزيد أصولهم على أحجام القروض.

وتوقع أن يستثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي أغلب حصيلة الطرح الأولي محليا على ضوء أن أغلب طلبات الاكتتاب جاءت من الداخل.

وقلصت الرياض حجم خططها المبدئية للطرح الأولي، إذ ألغت جولات ترويجية دولية للتركيز على تسويق أرامكو للمستثمرين السعوديين والحلفاء العرب الأثرياء بمنطقة الخليج. والتزمت الصمت في ما يتعلق بالموعد أو المكان اللذين قد تدرج فيهما حصة من أرامكو في الخارج.

وتتنافس بورصات عالمية منها بورصة لندن وبورصة نيويورك وهونغ كونغ على الظفر بالاكتتاب في أرامكو، لكن لم تتضح بعد وجهة المملكة في الطرح العام لأسهم العملاق النفطي في الخارج.