المسرح اليمني يطلب العون من الهيئة العربية للمسرح

الحلقة النقاشية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح تؤكد ضرورة إنقاذ المسرح اليمني.
المخرج اليمني منصور عبدالغني يرى أن الفنانين والفنانات يتحملون المسؤولية عما وصل إليه الحال من شلل تام
ضرورة التفكير بإقامة ورش تدريب في مجال الكتابة المسرحية والتمثيل والإخراج

باريس ـ عقدت الحلقة النقاشية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، حيث تناولت عنوان المسرح اليمني الواقع والطموحات، يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول 2019، شارك كل من المخرجة المسرحية نرجس عباد، المخرج ياسر داود، المخرج منصور عبدالغني، المخرج يوسف هبه، الكاتب محمد الحجري والكاتب حمدي الشعراني، بمتابعة أعضاء وأصدقاء المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في اليمن، وأدار الحلقة المخرج السينمائي حميد عقبي ــ رئيس المنتدى.
تحدث عقبي، مفتتحا الحلقة وقال هذه حلقتنا النقاشية الإلكترونية الثانية ونكرسها عن واقعنا المسرحي اليمني ونعلم أنه ليس بخير منذ سنوات طويلة يعيش حالة من الإهمال وعدم الدعم ويعلم العالم كله ما يعيشه اليمن منذ خمس سنوات بسبب الحرب والصراعات وهنا نود سماع صوتكم وأن تسمعكم المنظمات والهيئات الثقافية والفنية العربية والدولية لعل وعسى نجد من يبادر للتخفيف عنكم ودعم ولو بعض مشاريعكم المستقبلية.
تحدث المخرج ياسر داودد الذي يقيم بمدينة الحديدة، وبحسب وجهة نظرة فالمسرح اليمني يعيش حالة من الشلل من قبل أحداث 2011 وكان ينشط فقط في المناسبات الوطنية لفترة قصيرة جدا وبقيود على المواضيع كونها تصب فقط في المناسبة الوطنية، وكان مجال الإبداع والإبتكار شبه معطل، أي أننا بقينا في حالة متواضعة ولكن حتى هذه الحالة انتهت تماما ولم نعد نسمع بعمل مسرحي إلا نادرا وبجهود فردية حيث تخلت وزارة الثقافة وكل مؤسسات الدولة عن دعم المسرح والفنون، ولم يكن القطاع الخاص قبل الأزمة أو بعدها من الداعمين للإبداع الثقافي والفني، والحل أن نفكر نحن في هذه المجموعة وخارجها بعمل أي شيء يبعث الحياة لروح المسرح اليمني التي تحتضر وتموت في صمت وبرود وألم.

المسرح لم يمت وإن كان يتألم وهو حيا في نفس وروح كل فنانة وفنان يمني وأن المطلوب لبعث الحياة لمسرحنا القليل من الدعم حيث تعودنا أن نعمل بأقل الإمكانيات

ثم شارك الكاتب محمد الحجري وتحدث بمرارة عن الوضع المسرحي بمحافظة إب التي تسمى اللواء الأخضر وكانت نشطة جدا فنيا وقال: قاعة المسرح في محافظة إب تعرضت لتفجير إرهابي وتم إعادة ترميم المبني وحتى الآن لا يوجد صوتيات ولا يوجد إضاءة ولا يوجد حتى كهرباء، مشكلتنا صار عندنا إحباط نتيجة الأوضاع الأمنيه ومع هذا نحن عازمون على إقامة المهرجان الثقافي الاول للمواهب والمبدعين بمختلف المجالات الفنيه والمسرحيه والفنون التشكيليه وإقامة مسابقات ثقافيه في الشعر والقصه والروايه والتأليف والتمثيل والإخراج والتصوير، نحاول ألا نموت حزنا وجمودا وكل نشاطنا شبابي ونتمنى أن نجد الدعم لتعود بهجة وروعة النشاطات الفنية لهذه المدينة التي لها تاريخها الفني وتزخر بعشرات الإبداعات الفنية المتشوقة للعمل ولو بأبسط الإمكانيات.
ثم شارك المخرج منصور عبدالغني الذي أيّد ما تم طرحه وبحسب وجهة نظره أن المسرح اليمني لم يكن بخيرا أبدا وكانت وزارة الثقافة تدعم بخجل بعض الأعمال وبمبالغ قليلة جدا، لكنه يرى أن الفنانين والفنانات أيضا يتحملون المسؤولية عن ما وصل إليه الحال من شلل تام، ولم يحدث أن فكر أهل المسرح بمشاريع وتكوين مؤسسات وهيئات تجمعهم ولو ظل الحال هكذا سنظل على حالنا لسنوات قادمة نمد أيادينا ويعطونا الفتات، واليوم لدينا من يسمعنا ويناقشنا وأخص حميد عقبي ـ المقيم في فرنسا وكذلك يوسف هبه المقيم بالجزائر، ومعنا هنا نرجس عباد في صنعاء، أي يلزم أن نفوض المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بطرح قضيتنا وأن يوصل صوتنا للمنظمات العربية الداعمة للفن المسرحي والسينمائي لتفعيل برامج تنقذ المسرح اليمني من الموت.
عقب حميد عقبي، مبديا استعداد المنتدى أن يخطط ويقترح بعض البرامج لتطوير المسرح اليمني وأن يعرض بعضها على الهيئة العربية للمسرح وخاصة أن الهيئة وضعت في برنامجها دعم المسرح للدول التي لا تمتلك إمكانيات، وسبق أن دعمت مهرجان المسرح اليمني في العام الماضي، وأن الهيئة حققت نجاحات بعدة دول عربية وأنعشت الحلم المسرحي، وهي تعتبر دعم المسرح من واجباتها وسيكون جيدا لو تم عقد ملتقى مسرحي يمني ولو بشكل مصغر بحيث يتم طرح أفكار ومشاريع ممكنة التنفيذ.
تعددت النقاشات حول هذه النقطة حيث استعرض البعض قسوة الوضع والصعوبات المالية في ظل انعدام صرف الرواتب منذ سنوات، لكن الغالبية وافقت على المقترح وأن يكون الملتقى في صنعاء ولمن يقدر الحضور لمن هم في صنعاء وتم اختيار الفنانة المسرحية نرجس عباد ــ منسقة المنتدى في اليمن، وأن تعد وتدعو لإقامة هذا الملتقى في شهر يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط 2020.

الهيئة العربية للمسرح
حاجة ماسة لتطوير رغبة الهواة

شارك حمدي الشعراني وتطرق إلى ضرورة التفكير بإقامة ورش تدريب في مجال الكتابة المسرحية والتمثيل والإخراج وكون هناك حاجة ماسة لتطوير رغبة الهواة وحتى بعض من درس هنا هم بحاجة لتطوير مهاراتهم، وضرورة وجود التحفيز المادي والمعنوي.
وتحدثت الفنانة نرجس عباد، وعبرت عن ألمها حيث وصفت معاناة الفنان اليمني تراجيدية وغير طبيعية فاقت الخيال التراجيدي، فالبقاء أحياء ووجود بعض الأمل والحلم يعد منجزا جيدا وأن المسرح لم يمت وإن كان يتألم وهو حيا في نفس وروح كل فنانة وفنان يمني وأن المطلوب لبعث الحياة لمسرحنا القليل من الدعم حيث تعودنا أن نعمل بأقل الإمكانيات ولم يعش أحدنا حياة رفاهية، ولم يشهد المسرح اليمني إمكانيات جيدة ولم يكن هنالك أي ترف أو بذخ بأي مهرجان يمني ومطالبنا معقولة وممكنة.
تحدثت عباد عن مهرجان المسرح اليمني بالعام الماضي الذي دعمته الهيئة العربية للمسرح معتبرة أنه بعث الكثير من الأمل وتأخر هذا العام بسبب ظروف البلد الأمنية متمنية أن تضع الهيئة العربية للمسرح في اعتبارها الإبداع المسرحي وأن كل الفنانين والفنانات في اليمن يتشوقون لهذا المهرجان وأن يكونوا أيضا جزءا من تفكير الهيئئة حيث قست الظروف ويصعب إنتاج أعمال، مع ذلك فهناك من يضحي بلقمة العيش ويحاول أن ينجز أعمال مسرحية وتظل هذه الأعمال حبيسة لا تشارك في المهرجانات العربية.
كما شكرت عباد، أعضاء المنتدى وأصدقائه في اليمن وثقة رئيس المنتدى، معتبرة أن تكليفها مهمة وواجبا صعبا وستعمل أن تكون في حسن الظن وسيبدأ التواصل مع فنانين وفنانات لعقد لقاء حي متمنية تجاوز العقبات المادية المعقدة.