المسيرات الإيرانية..قدرات محدودة كشفتها الساحة الأوكرانية

تقرير أميركي يؤكد أن الطائرات المسيرة الإيرانية لم تحقق أهدافا إستراتيجية في أوكرانيا ولم تساعد روسيا على تغيير مجرى الحرب بل أوقعت الكثير من الضحايا المدنيين ودمرت البنية التحتية المدنية.
الجيش الروسي تمسك بالمسيرات الايرانية الرخيصة لاستنزاف الدفاعات الغربية
لا يمكن مقارنة المسيرات الايرانية بنظيرتها التركية المتقدمة
الظروف الجيوسياسية وحالة العزلة فرضت على الروس شراء الطائرات المسيرة الايرانية

واشنطن - تثير الطائرات المسيرة الإيرانية الكثير من الجدل إقليميا ودوليا خاصة وان طهران زودت هذه التقنية لعدد من الدول وفي مقدمتها روسيا التي استعملتها بكثافة في الساحة الأوكرانية لكن تقارير تؤكد انه تم تضخيم هذه القدرات مع فشل المسيرات في تدمير أهدافها وإلحاق أضرار بالمدنيين.
وتناولت دراسة أجراها "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" الأميركي القيمة الإستراتيجية للمسيرات الإيرانية التي تم استخدامها في الساحة الأوكرانية رغم إصرار طهران على نفي تورطها في دعم الجيش الروسي في عملية اجتياح اوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وأشار التقرير الأميركي لحجم التعاون العسكري بين موسكو وطهران في ملف الطائرات المسيرة رغم النفي الإيراني حيث تحدث عن " معلومات استخبارات أميركية مسنودة بصور من الأقمار الصناعية تكشف زيارة مسؤولين عسكريين روس لمطار كاشان الإيراني مرتين على الأقل خلال الصيف الماضي من أجل فحص المسيرات الإيرانية".
وقال أن إيران زودت الجيش الروسي بثلاث أنواع من المسيرات هي "شاهد -131" و "شاهد-136" و"مهاجر-6" لكن هذه الانواع لم تتمكن من تحطيم الأهداف في أوكرانيا بل قتلت عددا كبيرا من المدنيين.
وتحدث عن مفارقة سببها الخضوع للدعاية الإيرانية المكثفة حول هذه المسيرات حيث "أن من يؤيد الحكومة الإيرانية ومن يعارضها، يميلون سوية الى المبالغة في تقدير قيمة وأهمية الطائرات المسيرة الإيرانية وانها حققت التوازن العسكري".

وكانت ايران قامت بدعاية غير مسبوقة لاسطولها من الطائرات المسيرة وعرضت قبل اشهر ترسانة كاملة تحت الارض وهو نهج دائما ما تستخدمه السلطات الايرانية في مواجهة اعدائها.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات مشددة على إيران بسبب تزويد روسيا بالمسيرات فيما تم استعمال هذه التقنية في الشرق الأوسط وكذلك في الحرب في أثيوبيا من قبل الجيش الاثيوبي ضد جبهة تحرير تيغراي ما يهدد الأمن العالمي.
وأكد التقرير أن هنالك مصالح روسية إيرانية مشتركة من وراء صفقة المسيرات من ذلك تعزيز مجموعة من المصالح العسكرية والاقتصادية والسياسية والعمل على تخطي عزلة الدولتين على المستوى الدولي فيما تحولت الساحة الأوكرانية الى ساحة اختبار لتلك التقنية فيما تطمح إيران الى فتح الأبواب أمام استيراد الأسلحة الروسية المتطورة.
وقال ان إيران سعت من خلال الملف الى الهاء واشنطن عن تهديداتها في منطقة الشرق الاوسط وتعزيز حضورها في ساحات مثل العراق واذربيجان وسط توقعات بان تكون السلطات الإيرانية انتزعت التزامات روسية بشان الملف النووي.
في المقابل تسعى روسيا الى استخدام تقنيات اقل كلفة في الحرب واستبدال صواريخ كروز عالية التكلفة بهدف تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية ورفع مستوى العنف بطريقة تكسر ارادة المقاومة عن الاوكرانيين.
لكن التقرير يشدد على ان كفاءة الطائرات المسيرة الإيرانية اقل بكثير من نظيرتها التركية رغم الدعاية المفرطة فتلك المسيرات لم تحقق اية نجاحات بخلاف استهداف منشات نفطية في المملكة العربية السعودية في 2019 بعد استخدامها من قبل الحوثيين في اليمن.
وأشار الى ان المسيرات الإيرانية لم تحقق أهدافا إستراتيجية في أوكرانيا ولم تساعد روسيا على تغيير مجرى الحرب بل اوقعت الكثير من الضحايا المدنيين ودمرت البنية التحتية المدنية فيما شهد الجيش الروسي تراجعا دراماتيكا في عدد من المواقع لكن ذلك لن يمنع موسكو من مزيد من استعمال المسيرات الإيرانية بهدف استنزاف الأسلحة الغربية الباهظ لأوكرانيا.
ويأتي هذا التعويل الكبير على الطائرات المسيرة الايرانية وفق التقرير بعد إصرار تركيا على عدم بيع مسيراتها المتطورة مهما كانت المبالغ التي ستدفع من الجانب الروسي.
وقارن التقرير بين التطور في مجال تصنيع الطائرات المسيرة بين انقرة وطهران قائلا " انه برغم ان إيران بدأت برنامج تصنيع الطائرات المسيرة قبل ان تبدأ تركيا، وأتيحت لها بالتالي الفرصة لكي تدمج بشكل أكبر المكونات الغربية في طائراتها هذه، اكثر من أنقرة، إلا أن المسيرات الإيرانية، لا تزال بعيدة عن قدرات المسيرات التركية".