المصري محمد سمير ندا يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية

منى بيكر: 'صلاة القلق' نجحت في تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية، يتردد صداها في نفس القارئ.

أبوظبي - فاز المصري محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة عشرة، الخميس، عن روايته "صلاة القلق" الصادرة عن منشورات ميسكلياني.

وجرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمية والباحثة المصرية منى بيكر، وعضوية كل من بلال الأرفه لي أكاديمي وباحث لبناني، وسامبسا بلتونن مترجم فنلندي، وسعيد بنكراد أكاديمي وناقد مغربي، ومريم الهاشمي ناقدة وأكاديمية إماراتية.

واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين مئة وأربع وعشرين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل روايات نُشرت بين يوليو/تموز 2023 ويونيو/حزيران 2024، وقدّمت الجائزة للكاتب الفائز الدكتورة أسماء صدّيق المطوّع، مؤسسة صالون الملتقى الأدبي.

وقال سمير ندا في كلمة مسجلة قبل إعلان النتيجة "'صلاة القلق' هي روايتي الثالثة، وهي تتحدث عن فكرة اختطاف العقول، وفكرة تشكيل الوعي الجمعي لمجموعة من البشر بطريقة مغايرة للتاريخ".

وأضاف "هؤلاء الأشخاص، وكأنما سُرق منهم الزمن الحقيقي وعاشوا في زمن مواز.. هل كان هذا لمصلحة هذه المجموعة من الناس أم خلاف ذلك؟ هذا ما تكشف عنه الرواية وشخصياتها".

وترشحت للجائزة هذا العام 124 رواية من 20 دولة وصلت 16 منها للقائمة الطويلة في يناير/كانون الثاني. واختيرت ست روايات للقائمة القصيرة في فبراير/شباط حصلت كل منها على مكافأة مالية قدرها 10 آلاف دولار.

ووصلت إلى القائمة القصيرة لدورة عام 2025، بالإضافة إلى رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا، روايات لأحمد فال الدين من موريتانيا، وأزهر جرجيس من العراق، وتيسير خلف من سوريا، وحنين الصايغ من لبنان، ونادية النجار من الإمارات.

ولفتت الأكاديمية المصرية منى بيكر رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذه الدورة إلى أن رواية صلاة القلق فازت بالجائزة بعد أن نجحت في تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية، يتردد صداها في نفس القارئ وتوقظه على أسئلة وجودية ملحّة، مؤكدة أن الرواية "تمزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت والحقيقة مع الوهم".

وأضافت "رواية لها أبعاد تتخطى الجغرافيا وتلامس الإنسانية والمشترك، رواية اختارها جميع أعضاء وعضوات لجنة التحكيم بالإجماع"، مشيرة إلى أن محمد سمير ندا نجح في المزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة، تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت، والحقيقة مع الوهم.

وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية إن صلاة القلق رواية بديعة في بنيتها، جاذبة في أسلوبها، أخاذة في شاعرية لغتها، وآسرة في مضامينها المفتوحة التي تؤهلها، مجتمعة، لأن تصبح رواية مكرّسة من روايات الأدب العربي في المستقبل.

وجاء الإعلان عن الفائز هذا العام خلال حفل أقيم في الإمارات قبل يوم واحد من افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.

والكاتب محمد سمير ندا دخل في قوائم الجائزة لأول مرة، وهي أيضًا المرة الأولى التي يفوز فيها كاتب مصري بالجائزة منذ عام 2009.

وتبلغ القيمة المالية للجائزة التي يرعاها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 50 ألف دولار.

وتهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة والطويلة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.