المضيق المغربية تستضيف أحمد الشهاوي

الشاعر المصري يشارك في فعاليات الدورة السادسة من ملتقى المضيق الدولي للكتاب والمؤلف التي تستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري.
ما فائدة الشعر إن لم يحقق للشاعر سعادته وحريته المشتهاة، وللمتلقي متعته واندهاشه المنتظَر؟
لقاءات شعرية ونقدية في تطوان وطنجة ثم الرباط

المضيق (المغرب) ـ يشارك الشاعر المصري أحمد الشهاوي في فعاليات الدورة السادسة من ملتقى المضيق الدولي للكتاب والمؤلف التي تبدأ في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر حتى الثامن عشر من الشهر نفسه.
ويذكر بيان الملتقي أنه "في تواصل أدبي فريد مع المشرق العربي يلتقي جمهور الملتقى هذه السنة مع الشاعر المصري أحمد الشهاوي، في جلسة شعرية ونقدية يشارك فيها  الأكاديمي المغربي الدكتور عبدالرحمان طنكول الرئيس السابق لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والعميد الأسبق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة فاس، والشاعر والباحث الأكاديمي الدكتور أحمد هاشم الريسوني، والكاتب عبدالعزيز البومسهولي الباحث في الفكر الفلسفي المعاصر ورئيس مركز الأبحاث الفلسفية بمراكش والرئيس السابق لفرع اتحاد كتاب الغرب بمراكش، وتقديم الشاعرة المغربية إكرام عبدي". 
والمضيق مدينة ساحلية تقع في أقصى شمال المغرب، ويطلق عليها اسم رينكون (بالإسبانية: Rincón  وثغماث باللغة الأمازيغية، وتعني "الزاوية أو الركن"، وتقع في جهة طنجة تطوان، ويُسمى سكانها مضيقيون، وتقع على بعد 7 كيلومترات من مدينة تطوان، و25 كيلومترا  من من مدينة سبتة المحتلة، ويحدها من الشمال بلدية الفنيدق،ومن الجنوب بلدية الملاليين، غربا بلدية عليين وشرقا بالبحر الأبيض المتوسط.
كما يشارك الشاعر الشهاوي بعد هذه الجلسة في لقاءات شعرية ونقدية في تطوان وطنجة ثم الرباط.
يذكر أن الشهاوي عمل في مجال الصحافة في مجلة "نصف الدنيا" الأسبوعية، ثم نائبًا لرئيس التحرير، وهو من المؤسسين لها، وفي سبتمبر/أيلول 1991، شارك في برنامج الكتَّاب الدوليين بالولايات المتحدة الأميركية لمدة ثلاثة أشهر، وتم منحه شهادة الزمالة في الأدب من جامعة أيوا في 12 من ديسمبر/أيلول 1991. وفي سبتمبر/أيلول 1994 حاز على دبلوم خاص في الثقافة والعلوم من المركز الأيوني Ionic Center، باليونان، وترجمت قصائده إلى لغات عدة.
حاز على جائزة اليونسكو في الآداب عام 1995، وشارك في برنامج مؤسسة جيراسي الإبداعية، حاز على جائزة كفافيس في الشعر مايو 1998، كان عضوا لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة – القاهرة أكتوبر 2001.
وقد صدر مؤخرا ديوانه جديد للشاعر أحمد الشهاوي حمل عنوان "لا أراني" وفيه يُولّد الشاعر لغة خاصة به، لا ينازعه أحد فيها، مثلما يدعو إلى حرية القول والإبداع، مستهجنًا أي فعل أو تصرّف يُحدّ منها أو يُقيدها.
يقول: "كثمرة مانجو حار سقراط في وصفها"
ويعلق الشاعر والناقد عاطف محمد عبدالمجيد قائلا: في "لا أراني" نلتقي شاعرًا متمردًا على ما حوله من واقع كسيح وبائس، رغم كونه يميل إلى العزلة:
"«رغم أن اليسار
طريقك منذ الولادة"
كما نجد شاعرًا يشعر أحيانًا أنه أضاع حياته بلا طائل: 

"أضعت حياتكَ
في الكذب على الشمس
وفي لغة لم تكن أمًّا رؤومًا
وفي الكذب على قمر لم تكنْه".
كذلك يلعب الشاعر في ديوانه هذا على وتر المفارقة كثـيرًا باغــيًا تقريب الحالة الشعرية إلى ذهن المتلقي مانحًا إياه دهشة كبيرة ومتعة لا يحس بها إلا متذوقو الشعر/ الشعر:
"لا حبر في القلم
وعليّ أن أكمل هذي القصيدة
لأروي عطش هدهدي اليتيم".
هنا أيضًا يلفت انتباهنا إلى أن مفردة الوحدة أخذت حيزًا لا بأس به مما يوحي بأن الشاعر غير منسجم مع عالمه المحيط:
"أحب كثيرًا أن أغلّق أي باب عليّ
رغم أن الوحدة تشاركني المبيت".
أحمد الشهاوي الذي منح اسمه لقب حامل الغيمات، المغسول بالذهب، الزاهد في الظل، والبادئ من الصفر، يزوره اليأس أحيانًا مكدِّرًا عليه صفو حياته، إبداعيًّا وإنسانيًّا:
"حين تمشي
إمنع عن القدمين الأمل
كي لا تسافر في رمال
لا تؤدي إلى حلم يراوغ…"
ومثله مثل معظم الشعراء الكبار فقد أصابته الخسائر نتيجة لمواقفه من الحياة والإبداع وقضاياهما التي يدافع عنها مهما كلفه هذا، هنا يعلن عن خسائره التي لحقت به طوال مشواره:
"ما من لعبة كسبتها
حتى صرت ابنًا للخسائر
رحت في المتاهة
لم أبرأ من اللعب…"
في «لا أراني» أحمد الشهاوي الذي لا يدّعي أحقيته في شيء سوى اسمه وأشياء أخرى، يترك قلبه يسير طوال الليل وحده بلا بوصلة أو دليل، فقط ليبحث عن قصيدة يعتبرها وطنًا يحتمي به، وينام فيه بدون أن يصيبه يأس، أو يتخلى عنه أمل تعلق به ذات حين.
يكتب الشهاوي عن الزهور، وعن الحب وهو الذي:
"فقط كان شاعرًا يحبس اللغة في إنائها، 
ويمسح الأرض بالقصيدة، 
ولا يصدق أن الفيل في منديله نائم". 
في ديوانه الأحدث "لا أراني" الذي يضع فيه قصائده التفعيلية إلى جانب قصائده النثرية، تمتاز قصيدة الشهاوي بأنها ترتدي زي البساطة اللغوية والتصويرية، مبتعدًا عن الغموض النصي، مقتربًا، في مناطق كثيرة من الديوان، من اللغة العادية، غير أنه يحافظ على شَعرة تمنع تحوّل الشعر إلى كلام عادي ومجاني. 
كما تمتاز قصيدته بسلاستها وألقها الشعري الذي يجذب قارئها إليها، ويجعله يعيد قراءتها أكثر من مرة. وفي الأخير يود أحمد الشهاوي أن يقول هنا، عبر سطور قصائده ما فائدة الشعر إن لم يحقق للشاعر سعادته وحريته المشتهاة، وللمتلقي متعته واندهاشه المنتظَر؟