المعارضة التركية تتحدى أردوغان بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة

إسطنبول - دعا زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا يوم الأحد إلى إجراء انتخابات عامة "في موعد أقصاه نوفمبر (تشرين الثاني)"، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أوسع اضطرابات تشهدها منذ عقد من الزمان.

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، مخاطبا الرئيس رجب طيب أردوغان "في نوفمبر (تشرين الثاني) على أبعد تقدير، ستأتي لمواجهة مرشحنا"، في إشارة إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي أثار اعتقاله الشهر الماضي احتجاجات حاشدة، مضيفا "سنتحداكم. نريد مرشحنا إلى جانبنا. ندعوكم مرة أخرى إلى مناشدة إرادة الشعب".

ووصف المظاهرات بأنها "أكبر حركة استنكار في التاريخ"، فيما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في إسطنبول ومدن أخرى دعما لإمام أوغلو الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المنافس السياسي الرئيسي لأردوغان بعد اعتقاله في 19 مارس/آذار الماضي واعتقاله لاحقا بتهم الفساد التي ينفيها. وردت السلطات بحملة قمع واسعة النطاق، حيث اعتقلت ما يقرب من 2000 شخص، بما في ذلك الطلاب والصحفيين وغيرهم من المتظاهرين الشباب.

وجاء ذلك بينما عقد حزب الشعب الجمهوري مؤتمرا طارئا في ظل الضغوط التي يواجهها من حكومة أردوغان في أعقاب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول وهي خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لحماية نفسه من التدخل المحتمل من قبل الحكومة.

ويأتي القرار في ظل تحقيق في مخالفات مزعومة في مؤتمر الحزب الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 والذي أطاح فيه أوزغور أوزيل بالزعيم القديم كمال كليجدار أوغلو.

ويقوم مكتب المدعي العام الرئيسي في إسطنبول بالتحقيق في مزاعم تفيد بأن بعض المندوبين تلقوا رشوة، مما يثير المخاوف من إمكانية استخدام أمين معين من قبل المحكمة للسيطرة على الحزب.

وقد استخدمت حكومة أردوغان تكتيكات مماثلة في الماضي خاصة ضد رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد، من خلال استبدال المسؤولين المنتخبين بأمناء تحت ذريعة الإجراءات القانونية. ووصف أوزيل المؤتمر الاستثنائي بأنه محاولة لتأكيد زعامته وحماية التفويض الديمقراطي للحزب قبل أي تدخل خارجي.

وكان إمام أوغلو الذي فاز في إسطنبول عام 2019 وأعيد انتخابه في عام 2024، يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه مرشح رئاسي محتمل في المستقبل وتم ترشيحه رسميا كمرشح رئاسي لحزب الشعب الجمهوري في 23 مارس/اذار، وهو اليوم الذي سُجن فيه.

ورد أوزيل بالإعلان عن مظاهرات أسبوعية تحت عنوان "الحرية لإمام أوغلو"، تبدأ هذا الأسبوع، بهدف الاحتجاج على ما وصفه بالاعتداء على الديمقراطية.

وأثار اعتقال رئيس البلدية انتقادات حادة من جانب جماعات حقوق الإنسان والمراقبين الدوليين الذين يتهمون إدارة أردوغان باستخدام القضاء للقضاء على المعارضين.

وأعلن أوميت أويسال الشخصية البارزة في حزب الشعب الجمهوري، ورئيس بلدية منطقة مراد باشا في أنطاليا، ترشحه لمنصب زعيم الحزب.

وفي هذه الأثناء، دعا زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري علي ماهر باشاري علنا إلى إجراء انتخابات مبكرة، قائلا إن الأزمة السياسية في البلاد لم يعد من الممكن احتواؤها.

ولقد كان حزب الشعب الجمهوري، حزب الأب المؤسس للجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، يدافع تقليديا عن العلمانية والديمقراطية البرلمانية، لكنه واجه صعوبة في إزاحة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان والذي تولى السلطة منذ عام 2002.