المعارضة السورية تستنكر استئناف العلاقات مع الأسد

الحريري يدعو الدول العربية لمراجعة قرارها بشأن استئناف العلاقات مع دمشق ويحثها على العدول عنه.

الرياض - عبر نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية الأحد عن استغرابه من قرار بعض الدول استئناف العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحثها على العدول عن ذلك.

وقال الحريري، في مؤتمر صحفي في الرياض الأحد "نحن أمام لحظة تاريخية، ونأمل أن لا يبتعد الزعماء العرب عن السوريين، وأن تعيد هذه الدول النظر في قرارها بشأن العلاقات مع سوريا".

وقال الحريري "التهديد الإيراني ضد الدول العربية يمر عبر سوريا".

وأضاف "لا يزال يحدونا الأمل بأن هناك إمكانية أن تعيد هذه الدول قراءة قراراتها التي قامت بها وينبغي أن تدرك أن العلاقة الحقيقية والمتينة والرصينة والقوية تكون مع اشقائهم من الشعب السوري وليس مع هذا النظام الذي ارتكب كل هذه الجرائم".

وتابع قائلا "نظام الحكم في سوريا نظام إجرامي حربي بكل معنى الكلمة. بشار الأسد سيبقى مجرم حرب لو صافحه ألف زعيم".

بعد نحو ثماني سنوات من نزاع مدمر، تقترب دمشق اليوم أكثر من أي وقت مضى من إحكام قبضتها على الصعيد الميداني مع بدء تعاونها مع الأكراد شمالاً، ومن كسر جليد عزلتها مع عودة السفارات العربية إليها تباعاً.

وسُجّلت مؤخراً مؤشرات عدة الى بدء موجة انفتاح عربي نحو سوريا، بعد قطيعة منذ سنوات، تجلت في زيارة مفاجئة للرئيس السوداني عمر البشير، هي الأولى لرئيس عربي الى دمشق منذ اندلاع النزاع. تلاها افتتاح الإمارات والبحرين لسفارتيهما في دمشق مع تأكيد حرصهما على "تفعيل الدور العربي" فيها.

سفارة الإمارات
عودة بعض الدول العربية لدمشق

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011، علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا وفرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية. وبعد ثلاثة أشهر، طلبت دول مجلس التعاون الخليجي من سفرائها مغادرة دمشق.

ورغم خفض تمثيلها الدبلوماسي في دمشق، حافظت القاهرة على تنسيق أمني وثيق معها. وزار رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك القاهرة الشهر الحالي في ثاني زيارة معلنة إليها.

بعدما قدمت دول خليجية عدة أبرزها السعودية وقطر، دعماً كبيراً للمعارضة السياسية منها والمقاتلة بعد اندلاع النزاع، تتطلع غالبيتها اليوم للعودة الى دمشق، وفق محللين.

وتشكل القمة العربية في تونس نهاية آذار/مارس محطة رئيسية لإعادة تطبيع العلاقة مع الأسد. ويشكل رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية محور اتصالات راهنة على مستويات عدة. ويُتوقع أن تثار في القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت الشهر المقبل، على أن تُحسم في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لقمة تونس.

وقدّرت الأمم المتحدة كلفة الدمار جراء الحرب بـ400 مليار دولار. وسبق لموسكو حليفة دمشق أن دعت المجتمع الدولي للمساهمة في تمويل إعادة الإعمار.