المعارضة المالية ترحب بالانقلاب وزعيمها يعتزل السياسة

ائتلاف المعارضة يعلن استعداده للعمل مع القادة العسكريين لتحقيق انتقال سياسي بعد يومين على إطاحة الرئيس بوبكر كيتا.

داكار - قال أمادو مايجا المتحدث باسم رجل الدين ذي النفوذ محمود ديكو الأربعاء إن ديكو، الشخصية الرئيسية في الحركة الاحتجاجية للمعارضة في مالي يعتزم اعتزال السياسة بعد اجتماعه مع العسكريين الذين أطاحوا برئيس البلاد في انقلاب عسكري الثلاثاء.
لكن المعارضة المالية رحّبت الأربعاء بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس ابراهيم بوبكر كيتا، معتبرة أنّ الانقلابيين "أنجزوا" معركتها ضدّ الأخير ومتعهّدة العمل معهم لإعداد خريطة طريق لتحقيق انتقال سياسي.
وقال مايجا في أعقاب الاجتماع الذي عقده ديكو مع قادة الانقلاب في وقت سابق من الاربعاء ان ديكو "يريد الانسحاب (من الساحة السياسية)".
وديكو شخصية سياسية نافذة اعتبر دعمه حاسما في فوز كيتا في انتخابات 2013 قبل أن ينقلب ديكو عليه.
وقال ائتلاف "5 حزيران/يونيو-تجمّع القوى الديموقراطية" في بيان إنّه "أخذ علماً بالتعهّد" الذي قطعته "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب" (المجلس العسكري الحاكم الذي شكّله الانقلابيون لإدارة البلاد) بشأن "بدء عملية انتقال سياسي مدني".
وأضاف الائتلاف أنّه "سيتّخذ كل المبادرات" من أجل "بلورة خارطة طريق سيتمّ الاتّفاق على محتواها مع اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب وجميع القوى الحيّة في البلاد".
وأتى موقف المعارضة بعيد دعوة وجّهها مجلس الأمن الدولي للانقلابيين إلى "العودة دون تأخير إلى ثكنتاهم" والإفراج "فوراً" عن كافة المسؤولين المعتقلين، وفي مقدّمهم الرئيس كيتا الذي اعتقله العسكريون الانقلابيون الثلاثاء وأجبروه على إعلان استقالته عبر التلفزيون.
وعلى صعيد متّصل أعلن مسؤول في الائتلاف أنّ المعارضة ستنظّم تجمّعات جماهيرية ضخمة الجمعة للاحتفال بالانقلاب.
وقال المسؤول في المعارضة تشوغيل مايغا للصحافيين "سننظّم أكبر تجمّع وطني يوم الجمعة" في العاصمة باماكو وعلى مستوى البلاد "للاحتفال بانتصار الشعب المالي".
وتكافح مالي لاستعادة الاستقرار منذ انتفاضة الطوارق في عام 2012 التي استغلها متشددون إسلاميون.
ووصل كيتا (75 عاما) إلى السلطة عام 2013 بعد انقلاب في باماكو، ووعد بإحلال السلام والاستقرار ومحاربة الفساد. وفاز بفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات في 2018.
وفي الفترة التي سبقت انقلاب الثلاثاء بعد أشهر من الاحتجاجات ضد الفساد المزعوم، قُتل 14 شخصا على الأقل في يوليو تموز في مظاهرات دعا إليها التحالف المناهض لكيتا.