المعارضة تضيق الخناق على حزب أردوغان

داود أوغلو يعلن استعداد حزبه الجديد الدخول في تحالفات سياسية مع أحزاب المعارضة لمنافسة العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة والحد من هيمنته على الحكم في تركيا.
داود أوغلو يحمل أردوغان ما آلت إليه تركيا من أزمات متناثرة
فشل أردوغان في إدارة البلاد يستدعي استنفار المعارضة لإنقاذ تركيا
المعارضة تحشد لإزاحة العدالة والتنمية من حكم تركيا بعد فشله في إدارة أزمات البلاد

أنقرة -  أعلن رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، استعداد حزبه الدخول في تحالفات سياسية مع أحزاب المعارضة، لمنافسة العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة والحد من هيمنته على الحكم في تركيا، فيما يسعى حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاهدا لاستعادة شعبيته المتآكلة.

وقال داود أوغلو الذي يعد سابقا أبرز حلفاء أردوغان قبل أن يعلن انشقاقه لعدم رضاه عن سياسات الرئيس التركي، "عندما يكون الأمر متعلقا بسعادة أمتنا ومستقبل بلدنا فإننا مستعدون للتحالف مع جميع الأحزاب وليس حزب واحد فقط".

وأضاف في تصريحات أوردتها صحيفة زمان التركية الأحد، إن "النظام السياسي الحاكم اليوم لا يستطيع خلق رؤية ولا حتى إدارة الأزمات اليومية"، مستشهدا بـ"التخبط" الذي تعيش فيه حكومة أردوغان في إدارة أزمة فيروس كورونا.

النظام السياسي الحاكم اليوم لا يستطيع خلق رؤية ولا حتى إدارة الأزمات اليومية

وتابع "الدليل على ذلك أن وزير الداخلية سليمان صويلو أفصح عن تطبيق حظر التجوال في نهاية الأسبوع، وذلك بعد أن أعلن وزير الصحة فخر الدين كوجا عدم تطبيق حظر التجوال مجددا. أما رئيس الجمهورية فيقول قررت إلغاء حظر التجوال في نهاية الأسبوع بناءً على طلب المواطنين. وهو ما لا يمكن القبول به".

وأكد داود أوغلو انفتاح حزبه على بقية الأحزاب الأخرى في ضوء التحالف لبحث سياسات جديدة تتعلق بمستقبل الدولة، قائلا "تركيا لا يمكنها تحمل سياسة خلقت فيها الجدران والحواجز بين الأحزاب".

وأسس داود أوغلو حزبه الجديد نهاية العام الماضي بعد انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية وتبعه والمسؤول السابق عن تنسيق الشؤون الاقتصادية في الحكومة ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، الذي أسس مطلع 2020 حزب الديمقراطية والتقدم، ما شكل ضربة قاسية لحزب أردوغان الذي خسر في السنوات الأخيرة أبرز مناصريه.

وحمل داود أوغلو المسؤولية لحزب أردوغان عن  جميع الأزمات التي تواجهها تركيا بسبب سوء إدارة البلاد، قائلا "نحن نواصل أعمالنا بدون توقف من أجل فتح الطريق أمام السياسات التركية الضيقة ولخلق رؤية جديدة لتركيا بعيدًا عن الجدل القائم حاليًا"، مضيفا "سأقوم بنشر برنامج اقتصادي جديد للرأي العام في 15 يونيو/حزيران ".

وحول استعداد حزبه لخوض انتخابات مبكرة علق داوود أوغلو بالقول، "بالنسبة لنا المشهد واضح للغاية ونحن عازمون على خوض الانتخابات بقوتنا الذاتية في أي وقت مهما كانت الشروط والظروف، لذلك فنحن عازمون على استكمال أفرع الحزب خلال شهر أغسطس/آب المقبل".

في المقابل يخطط أردوغان للدفع مع حلفائه القوميين، بإجراءات من شأنها أن تؤثر على طريقة خوض المجموعات السياسية للانتخابات، ويمكن أن تقف حجر عثرة أمام مشاركة حزبي داود أوغلو وعلي باباجان في أي انتخابات مبكرة.

سياسة أردوغان حولت حلفاء الأمس إلى معارضين
سياسة أردوغان حولت حلفاء الأمس إلى معارضين

ويسعى أردوغان في ظل تراجع الدعم للحزب الحاكم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، لإنقاذ شعبيته المتآكلة عبر تحجيم أصوات المعارضة عن طريق قانون يقلص مشاركتهم بالانتخابات فضلا عن ممارسات القمع ضد كل من يشكلون خطرا على هيمنة حزبه في الانتخابات القادمة.

وتأتي مساعي أردوغان إلى قمع صوت الأحزاب المعارضة الجديدة ومنعهم من المشاركة في الانتخابات القادمة، في وقت أعلن فيه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجيدار أوغلو تقديم المساعدة لحزبي داود أوغلو وعلي باباجان في البرلمان حال عقد انتخابات مبكرة.

وأكد كليجيدار أوغلو التحالف مع الحزبين الجديدين لتشكيل كتلة برلمانية منافسة بقوة لتحالفات أردوغان، الأمر الذي أزعج الحزب الحاكم وحلفائه، ودفعهم للمطالبة بتعديل قانون الأحزاب بما يمنع انتقال البرلماني لحزب آخر قبل مرور عام على بدء الدورة التشريعية.

وتشير تحليلات السياسيين إلى أن الحزبين الجديدين بقيادة باباجان وداوود أوغلو، سيمتصان حتما معظم الأصوات من قاعدة حزب العدالة والتنمية الذي يعيش منذ أشهر على وقع استقالات مدوية لأكبر أعضائه وعزوفا كبيرا لمناصريه.

وقبل نحو أسبوعين كشف وزير العدل التركي السابق يشار أوكويان استنادا إلى مصادر مقربة من الحكومة التركية أن 63 نائبا من حزب العدالة والتنمية يستعدون للانتقال إلى حزب علي باباجان.

وفي سياق متصل سلط قبل أيام استطلاع رأي حول شعبية الأحزاب السياسية في تركيا الضوء عن تراجع شعبية حزب العدالة والتنيمة 10 بالمئة، حيث بات نحو 25 بالمئة من المصوتين له غير مؤيدين له ولسياسيته زعمائه، وفق ما أفادت به صحيفة زمان التركية نقلا عن مؤسسة 'MAK' للدراسات المجتمعية واستطلاعات الرأي.