المعلومات الخاطئة في صلب أول قمّة عالمية حول التلقيح

باحثون يركزون على أهمية التواصل للجم انتشار المعلومات الخاطئة في مواقع التواصل بشأن اللقاحات، وفيسبوك تسارع باطلاق 'وحدات تثقيفية' بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
فيسبوك تعتمد آليات لدحض المعلومات غير الدقيقة

بروكسل – في أول "قمّة عالمية حول التلقيح" نظّمت في بروكسل الخميس، ركّز المشاركون على أهمية التواصل للجم انتشار المعلومات الخاطئة بشأن اللقاحات لكن مع ضرورة إفساح المجال للغير للتعبير عن رأيه.
ولد إيثن ليندنبرغر في كنف عائلة أميركية "تشيطن" التلقيح وهو قرّر الخضوع للتحصين في الثامنة عشرة من العمر خلافا لرأي والدته بعدما أجرى أبحاثا حول هذا الموضوع. وأدلى الشاب بشهادته أمام الكونغرس الأميركي وحضر الخميس مؤتمر بروكسل ليروي قصته.

لقاح
معلومات متداولة حول اللقاحات تثير الشكوك

وقال "لن تغيّر أمي على الأرجح رأيها أبدا. وأنا أدرك أهمية استشارة مصادر طبية، لكن والدتي لا تثق بهذا النوع من المصادر وتستند إلى تجارب شخصية ومواقع إلكترونية للاستحصال على معلومات لم تكن فعلا محطّ ثقة".
في قاعة تغصّ بالحضور، هزّ المفوّض الأوروبي المعني بشؤون الصحة فيتينيس أندريوكايتيس مشاعر الجمهور. وقال المفوّض الذي هو طبيب في الأصل في مقدّمة مداخلته، "اعذروني على شدّة تأثّري"، فدحض المعلومات الزائفة بشأن اللقاحات هو حصان معركته.
وتثير الأرقام المتوفّرة قلق المعنيين بشؤون الصحة، فقد ازدادت حالات الحصبة في العالم بمقدار ثلاث مرات تقريبا في الربع الأول من العام2019 مقارنة بالعام 2018 بكامله. وفي أوروبا، يعتقد 38% من المواطنين أن اللقاحات تؤدي إلى الأمراض التي من المفترض أن تحمي منها، بحسب تقرير نشرته المفوضية الأوروبية.
خيّم الصمت على القاعة عندما اعتلى فيرغال برينان المنصة في فترة لاحقة من النهار. فهذا الشاب هو شقيق لورا برينان، وهي إيرلندية شابة في السادسة والعشرين من العمر توفيت في آذار/مارس جراء إصابتها بسرطان في عنق الرحم بعد التقاطها فيروس الورم الحليمي البشري.

لقاح
التحفّظات بشأن اللقاحات ليست بالظاهرة الجديدة

ولم تكن الشابة قد خضعت للتلقيح وهي أصبحت في الأشهر القليلة التي تلت وفاتها الوجه الأبرز لحملة التحصين في بلدها.
وبفضل هذه الحملة، ارتفعت نسبة التلقيح ضدّ هذا الفيروس في إيرلندا من 50 إلى 70% في خلال بضعة أشهر.
وقال فيرغال إن "قصة لور غيّرت المعادلة".
وأردف "الكلّ يعلم أن مواقع التواصل الاجتماعي هي بؤرة تتركّز فيها معلومات خاطئة بشأن اللقاحات، لكنها أيضا دعامة أساسية في الحملة المروّجة للتلقيح التي تنفّذها السلطات الصحية الإيرلندية".
وصحيح أنّ التحفّظات بشأن اللقاحات ليست بالظاهرة الجديدة وهي تبقى محصورة بعدد قليل من الأشخاص، لكنها تنتشر بسرعة عبر الانترنت.
وتثير المعلومات المتداولة على الانترنت "الشكوك في النفوس وتدفع إلى التردّد"، لكنها ليست مخالفة للقانون، بحسب هايدي لارسون من "فاكسين كونفيدانس بروجيكت".
وترى الخبيرة أنه ينبغي عدم التركيز فقط على المعلومات الخاطئة التي تتداخل فيها مسائل حرية التعبير المعقدة.
وشارك في هذه القمة خبراء صحة ومسؤولون سياسيون وأيضا ممثلون عن مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال جايسون هيرش المسؤول عن السياسات العامة في فيسبوك إن "الأشخاص المترددين لديهم الحقّ في طرح أسئلتهم".
وقد اعتمدت "فيسبوك" آليات لدحض المعلومات غير الدقيقة وهي تطوّر نظاما "لتسليط الضوء على المحتويات المتأتية من مصادر مرجعية".
وأطلق العملاق الأميركي الأسبوع الماضي "وحدات تثقيفية" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأميركية.