المغرب على خطى الامارات والبحرين في اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل

العاهل المغربي يتمسك بمبدأ حل الدولتين لإرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
الإمارات ترحب بقرار المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل
السيسي يثمّن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل
الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء يعمق عزلة البوليساريو
أمريكا تقترب من بيع أربع طائرات مسيرة متطورة إم.كيو-9 للمغرب

واشنطن - أعلن المغرب الخميس استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال ووصف قرار واشنطن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها بالموقف التاريخي.

وجاء الاتفاق بوساطة الولايات المتحدة، فيما أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس التزام بلاده بمبدأ حل الدولتين لإرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال الديوان الملكي المغربي إن الملك محمد السادس أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي الخميس بأن الرباط ملتزمة بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ويجعل الاتفاق المغرب سادس دولة عربية تعلن السلام مع إسرائيل بعد كل من مصر عام 1979 والأردن عام 1994 والامارات والبحرين والسودان في 2020.

وكانت الامارات والبحرين قد وقعتا في سبتمبر/أيلول اتفاقي سلام مع اسرائيل بوساطة ورعاية أميركية، ثم أعلن الرئيس الأميركي المنتهية دونالد ترامب ولايته لاحقا في شهر أكتوبر/تشرين الأول أن السودان أيضا توصلت لاتفاق سلام مع تل أبيب.

وسجل ترامب نجاحا دبلوماسيا جديدا بعد إعلانه أن المغرب سيطبّع علاقاته مع إسرائيل، بعد ثلاث دول عربية أخرى، وأن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة "تقدم تاريخي آخر اليوم"، مضيفاً "وافقت إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في اختراق هائل في سبيل السلام في الشرق الأوسط".

وتطرق الملك محمد السادس أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي إلى "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال" مع إسرائيل، وفق ما جاء في بيان صادر عن الديوان الملكي.

وفي سياق متصل قالت ثلاثة مصادر أميركية مطلعة إن الولايات المتحدة تتفاوض على بيع طائرات مسيرة كبيرة ومتطورة من طراز إم.كيو-9بي، وعددها أربعة على الأقل، إلى المغرب وإن التشاور مع الكونغرس بشأن الصفقة المحتملة يتوقع أن يجري خلال الأيام المقبلة.

ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً باتفاق "تاريخي" مع المغرب مشيرا إلى تسيير "رحلات مباشرة" قريبا بين البلدين.

بدوره رحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في تغريدة على تويتر بقرار المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع إسرائيل.

وقال الشيخ محمد بن زايد "نرحب بإعلان الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب الشقيق على الصحراء المغربية، وبقرار الرباط استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل.. خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة".

من جانبه ثمّن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس إعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل معتبرا إياه "خطوة هامة" للمنطقة.

وكتب السيسي في تغريدة "تابعت باهتمام بالغ التطور المهم بشأن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما برعاية أميركية"، مضيفا "أثمن هذه الخطوة الهامة باعتبارها تحقق مزيدا من الاستقرار والتعاون الإقليمي في منطقتنا".

في المقابل اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهتها أن قرار تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل "خطيئة سياسية، لا تخدم القضية الفلسطينية".

وكان المغرب وإسرائيل أقاما مكتبي ارتباط في التسعينات في الرباط وتل أبيب، لكنهما أغلقا في مطلع الألفية.

وأعلن مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الخميس أن اعتراف السعودية بإسرائيل "هو أمر حتمي".

ويبدي المغرب حتى الآن موقفاً ثابتاً في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة "عاصمتها القدس الشرقية"، في إطار حل الدولتين، مديناً في الوقت نفسه سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويرأس العاهل المغربي "لجنة القدس"، التي أنشأتها منظمة المؤتمر الإسلامي للحفاظ على التراث الديني والثقافي والمعماري للمدينة المقدسة.

وأكد الملك محمد السادس أثناء استقباله البابا فرنسيس في مارس/آذار 2019 رغبته في "الحفاظ" على القدس "كمكان للتلاقي ورمز للتعايش السلمي".

تقدم تاريخي نحو السلام بين إسرئيل المغرب
تقدم تاريخي نحو السلام بين إسرئيل المغرب

برز الحديث عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى الواجهة في فبراير/شباط الماضي، بمناسبة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرباط.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك عن احتمال أن يكون المغرب مستعداً للتطبيع مع إسرائيل في مقابل دعم أميركي لموقف الرباط في قضية الصحراء الغربية، وهي المستعمرة الاسبانية سابقا التي يتنازع عليها المغرب وجبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر.

في الوقت نفسه أعلن ترامب الذي يغادر البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني، على تويتر أنه وقع الخميس إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

وكتب "اقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لضمان السلام والازدهار".

وأضاف "المغرب اعترف بالولايات المتحدة العام 1777. لذلك من المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية".

ورحّب الملك محمد السادس من جهته، بـ"الموقف التاريخي" الذي اتخذته الولايات المتحدة في قضية الصحراء الغربية.

ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني ويسيطر على 80 بالمئة من أراضيها التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، ويقترح منحها حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو منذ سنوات بإجراء استفتاء تقرير مصير بموجب اتفاق أُبرم عام 1991.

والمباحثات التي تُجرى بين المغرب وجبهة بوليساريو وتشارك فيها الجزائر وموريتانيا برعاية الأمم المتحدة متوقفة منذ مارس/آذار 2019.

ويشهد الوضع في الصحراء الغربية توتراً شديداً منذ أن خرق الانفصاليون وقف إطلاق النار المعلن منذ 1991، إثر عملية عسكرية أطلقها المغرب بشكل مفاجئ في منطقة منزوعة السلاح في أقصى جنوب الصحراء الغربية.

وأعلنت الأمم المتحدة التي تنشر بعثة سلام في الصحراء الغربية، أن القرار الأميركي لا يغيّر موقفها، مشيرةً إلى أنه "لا يزال بالإمكان التوصل إلى حل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي".