المغرب واليابان يوقعان مذكرة هامة للتعاون الاقتصادي

طوكيو - وقع المغرب واليابان، الجمعة، مذكرة تحدد أولويات التعاون المستقبلي بين البلدين، بما يشمل قطاعات التجارة والاقتصاد والبحث العلمي حيث مثلت المملكة نموذجا يحتذى به في مجال التعاون الدولي خاصة بما تملكه من قدرات وكفاءات وأهمية الرباط الكبيرة على المستوى القاري ما جعلها محط اهتمام العديد من القوى الاقتصادية العالمية مثل اليابان فيما شددت طوكيو على دعم مبادرة الحكم الذاتي للمغرب في تسوية النزاع المفتعل في الصحراء.
ووفق بيان لوزارة الخارجية المغربية، وقع المذكرة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته اليابانية يوكو كاميكا، عقب مباحثات عقداها في طوكيو.

وأوضح البيان أن المذكرة تهدف إلى "تقوية الشراكة بين المغرب واليابان"، و"تحدد المحاور الرئيسية للتعاون المستقبلي بينهما" مضيفا أن المذكرة حددت "محاور تعاون ذات أولوية، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والغذائية والبحرية والثقافية والبحث العلمي والتقني والفضائي، وكذا في مجالات مكافحة تأثيرات التغيرات المناخية وتدبير الموارد المائية".
وبهدف تفعيل محاور التعاون ذات الأولوية هذه، نصت المذكرة، وفق البيان ذاته، على "الانعقاد المنتظم للجان مختلطة من البلدين تجمع مشاركين من كافة القطاعات المعنية، فضلا عن اجتماعات تنسيقية بين السلطات المغربية المختصة وممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية".
ولفت إلى أن البلدين "جددا، كذلك، التأكيد على التزامهما بالعمل سويا من أجل الحفاظ على السلم والنظام الدولي، القائم على مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وكذا على مبادئ احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية".
بدورها قالت وزيرة الشؤون الخارجية اليابانية أن اليابان ترغب في استكشاف سبل توطيد علاقاتها الاقتصادية مع المغرب مشددة على أن "المغرب باعتباره بوابة نحو السوق الإفريقية وحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا، يزخر بمؤهلات كبيرة في العديد من المجالات، لاسيما في قطاعي الاستثمار والأعمال". وثمنت الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير مجالات الاستثمار لديه قائلة "أن الرباط عملت خلال السنوات الأخيرة على جذب الاستثمارات".
وقالت أن العديد من المقاولات اليابانية ترغب في الاستقرار بالمغرب باعتباره منصة لتطوير استثماراتها في إفريقيا.
وباتت طوكيو مقتنعة بأن دفع الاستثمار في افريقيا وخاصة في منطقة الساحل والصحراء لا يمكن ان يمر الا عبر البوابة المغربية ناهيك عما تتمتع به الرباط من فرص استثمارية كبيرة.
وتدعم اليابان جهود المغرب في ملف الصحراء من خلال مبادرة الحكم الذاتي لانهاء النزاع المفتعل حيث قالت الخارجية اليابانية "ان هذا الموقف عبرت عنه كاميكاوا خلال المباحثات مع بوريطة".

وأبرزت وزيرة الخارجية اليابانية الجهود “الجادة وذات المصداقية للمغرب من أجل الدفع قدما بعملية تسوية هذه القضية".
وتحدثت عن الروابط التاريخية التي تجمع البلدين قائلة "أن المغرب واليابان تربطهما علاقات ودية منذ أمد طويل، قائمة على روابط الصداقة التي تجمع العائلة الملكية والعائلة الإمبراطورية".
وأكدت على ان زيارة وزير الخارجية المغربي تمثل فرصة لدعم وتعزيز التعاون بين البلدين مشددة على اجرا مباحثات سريحة بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها الحرب في قطاع غزة.
والجمعة، بدأ بوريطة، زيارة إلى اليابان غير محددة المدة، يلتقي خلالها عدد من الوزراء والمسؤولين.