المغرب يتأهل قاريا وتونس تتعثر من جديد

منتخب 'أسود الأطلس' يحقق فوزه الثاني في البطولة الإفريقية على حساب 'فيلة' ساحل العاج، و'نسور قرطاج' يكتفي بنقطة واحدة أمام نظيره المالي.

القاهرة - تأهل المغرب الى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، بتحقيقه الجمعة فوزه الثاني في المجموعة الرابعة الأصعب، وذلك على حساب ساحل العاج، في حين اكتفت تونس بتعادل ثانٍ في المجموعة الخامسة أمام مالي.

وفي المجموعة الرابعة التي تعرف بـ"مجموعة الموت"، تمكن المغرب بهدف يوسف النصيري من تحقيق فوز على منافسه الأبرز منتخب ساحل العاج، وتصدر برصيد ست نقاط، بفارق ثلاث عن الأخير، ومثلها عن جنوب إفريقيا التي أحيت آمالها بفوز بهدف نظيف على ناميبيا.

وفي المجموعة الخامسة، فشل المنتخب التونسي في تعويض تعادله المخيب في الجولة الأولى مع أنغولا 1-1، فكرر النتيجة ذاتها مع مالي الجمعة في السويس. وحافظت مالي على صدارة المجموعة مع 4 نقاط، بفارق نقطتين عن تونس، وثلاث نقاط عن أنغولا وأربع عن موريتانيا.

في المباراة الأولى على ستاد السلام بالقاهرة، انتزع أسود الأطلس أول بطاقة تأهل عن المجموعة الرابعة بفضل هدف للنصيري اثر تمريرة على طبق من ذهب من نور الدين أمرابط (23)، أفضل لاعب في المباراة.

وكرر المنتخب المغربي نتيجة فوزه على ناميبيا في الجولة الأولى، وانضم الى منتخبات مصر (المجموعة الأولى) ونيجيريا (الثانية) والجزائر (الثالثة) في بلوغ ثمن النهائي.

وحقق المغرب الفوز الثاني تواليا على ساحل العاج في بطولة الأمم، بعد تفوقه في دور المجموعات لنسخة 2017 في بنتيجة مماثلة. ومنح لاعبو المغرب مدربهم الفرنسي هيرفيه رونار فوزه الثاني أيضا في البطولة على المنتخب العاجي الذي سبق له أن قاده الى لقب نسخة 2015.

وقال أمرابط "كانت مباراة صعبة، ساحل العاج فريق جيد جدا"، مضيفا "ست نقاط في مباراتين، هذا هو الأهم (...) ماذا نريد أكثر من ذلك؟".

وشدد رونار الذي يبحث عن تتويج إفريقي ثالث (بعد زامبيا 2012 وساحل العاج 2015)، على أن المنتخب لن يكتفي بالتأهل بل يريد إنهاء المجموعة في الصدارة لتلافي مواجهة صعبة في الدور المقبل.

وأوضح "أعتقد أننا نحتاج الى البقاء مركزين على المركز الأول، هذا كان الهدف (...) نلعب المباراة المقبلة الإثنين (ضد جنوب إفريقيا)، علينا التعافي وكما قلت سابقا أن نكون مركزين على المنافسة على المركز الأول لأن من المهم الانهاء في الصدارة".

واحتفظ رونار بمعظم لاعبيه الذين بدأوا المباراة الأولى، باستثناء مشاركة يونس بلهندة الذي كان يتعافى من إصابة ولم يتمكن من خوض لقاء ناميبيا، ودخول كريم الأحمدي كأساسي، في مقابل بقاء مهدي بوربيعة ويوسف آيت بن ناصر بين البدلاء.

لاعبو ساحل العاج بحاجة الى التعلم

في المقابل، اعتمد مدرب ساحل العاج إبراهيما كامارا على التشكيلة ذاتها التي فازت على جنوب إفريقيا 1-صفر في الجولة الأولى، مع نجوم من قبيل نيكولا بيبي وماكس ألان غراديل وجوناثان كودجيا مسجل الهدف اللقاء السابق، والقائد سيرج أورييه الذي خرج مصابا في الشوط الثاني، وأبدى اعتقاده بعد المباراة أن البطولة "انتهت" بالنسبة إليه.

وعلى رغم تمتع التشكيلة العاجية بأسماء بارزة، اعتبر كامارا أن على لاعبيه المحترفين في أندية إنكليزية وفرنسية وهولندية "أن يتعلموا أن بطولة إفريقيا هي أمر مختلف (...) هي أصعب بكثير مما يعتقدون".

وحفل الشوط الأول بالضغط المتبادل والفرص من الطرفين، وكان جرس إنذاره بدءا من الدقيقة الأولى برأسية للعاجي جوناثان كودجيا من مسافة قريبة، أنقذها قلب الدفاع المغربي غانم سايس من على خط المرمى.

وتدريجا، أصبح النصيري الخطر الأكبر على المرمى العاجي، فهز الشباك الخارجية (19)، قبل أن يسجل الهدف الأول بعد أربع دقائق من تسديدة أرضية قريبة بعد مجهود فردي وتمريرة متقنة من أمرابط.

وهدأ إيقاع المنتخبين في الشوط الثاني، وكانت من فرصه تسديدة لزياش (60) علت العارضة قبل نحو ربع ساعة من خروجه لصالح سفيان بوفال. وتلا خروج زياش استبدال أمرابط لاعب نادي النصر السعودي للإصابة، ودخل بدلا منه نصير مزراوي. وأوضح أمرابط بشأن إصابته "تعرضت لالتواء على مستوى الكاحل (...) آمل في ألا يكون سيئا".

وأتيحت للمغرب سلسلة فرص، أبرزها لمزراوي بمتابعة قريبة لتمريرة مبارك بوصوفة في داخل المنطقة، لترتد محاولته من العارضة (90).

جنوب إفريقيا تحيي آمالها

وأحيت جنوب افريقيا آمالها بالتأهل بتغلبها على ناميبيا 1-صفر ضمن المجموعة ذاتها، بهدف بونغاني زونغو في الدقيقة 68.

وتقاسمت جنوب إفريقيا وساحل العاج المركز الثاني في المجموعة بثلاث نقاط لكل منهما، خلف المغرب، فيما تحتل ناميبيا المركز الأخير من دون نقاط بعد تلقيها الخسارة الثانية عقب الاولى أمام المغرب.

وتختتم منافسات المجموعة الاثنين المقبل حيث تلعب جنوب افريقيا مع المغرب، وناميبيا مع ساحل العاج.

ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الدور ثمن النهائي إلى جانب أفضل أربع منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست للبطولة.

تونس كانت "تستحق النقاط الثلاث"

وواصل منتخب نسور قرطاج نتائجه المخيبة بسقوطه في فخ التعادل أمام نظيره المالي 1-1 الجمعة في السويس ضمن المجموعة الخامسة.

وكانت مالي البادئة بالتسجيل عبر ديادي ساماسيكو في الدقيقة 60، وردت تونس بعد عشر دقائق بواسطة وهبي الخزري.

وقال الأخير "قدمنا مباراة أفضل من المباراة الأولى، بذلنا جهودا أكبر. أعتقد أننا كنا نستحق النقاط الثلاث. المباراة لعبت على التفاصيل الصغيرة، الأمر مؤسف لكن أعتقد أنه في حال قدمنا المباراة ذاتها أمام موريتانيا (في الجولة الثالثة في 2 تموز/يوليو) سنتأهل" لثمن النهائي.

وهو التعادل الثاني تواليا لتونس بعد الأول أمام أنغولا بالنتيجة ذاتها، فيما عززت مالي صدارتها برصيد 4 نقاط بعد فوزها على موريتانيا 4-1.

وخلافا لمباراته الأولى أمام أنغولا، ظهر المنتخب التونسي بمستوى أفضل أمام مالي وكان يستحق النقاط الثلاث لأنه كان الأفضل والأكثر خلقا للفرص الحقيقية للتسجيل، فيما اكتفى المنتخب المالي بالدفاع ولم يبادر إلى الهجوم إلا نادرا.

ودفع المنتخب التونسي ثمن الفرص المهدرة في الشوط الأول واستقبلت شباكه هدفا بخطأ فادح للحارس معز حسن الذي أشركه المدرب الفرنسي ألان جيريس أساسيا بعدما استبعد فاروق بن مصطفى الذي كان ارتكب بدوره خطأ فادحا في المباراة الأولى تسبب من خلاله في هدف التعادل للمنتخب الأنغولي.

لكن تونس نجحت في إدراك التعادل بعد 10 دقائق عبر الخزري من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالحائط البشري وخدعت الحارس دجيغوي ديارا.

وأجرى جيريس ثلاث تبديلات على تشكيلة المباراة الأولى، فدفع بطه ياسين الخنيسي وأنيس البدري ومعز حسن، بدلا من يوسف المساكني المصاب ورامي البدوي وبن مصطفى على التوالي.