المغرب يتجه نحو الريادة العالمية في مجال صناعة السيارات

شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو ستزيد الإنتاج في مصنعها بالدار البيضاء إلى المثلين ليصل إلى 160 ألف سيارة سنويا بحلول عام 2022.
قطاع صناعة السيارات بالمغرب يشهد دينامكية متواصلة تؤهله لاحتلال الريادة عالميا

الرباط - قالت وكالة المغرب العربي للأنباء إن شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو ستزيد الإنتاج في مصنعها بالدار البيضاء إلى المثلين ليصل إلى 160 ألف سيارة سنويا بحلول عام 2022.

وأشارت الوكالة إلى أن رئيس مجلس إدارة رينو ورئيسها التنفيذي كارلوس غصن أعلن هذا الرقم للإنتاج المستهدف خلال اجتماع مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش.

وستساعد زيادة الإنتاج في مصنع صوماكا بالدار البيضاء رينو على تصنيع 500 ألف سيارة سنويا في المغرب، بما في ذلك 340 ألف سيارة من مصنع طنجة الأكبر حجما.

وكانت شركة بيجو الفرنسية قالت الشهر الماضي إنها ستبدأ العام المقبل الإنتاج في موقعها بالقرب من مدينة القنيطرة الساحلية بإنتاج مستهدف يصل إلى 200 ألف سيارة سنويا بحلول 2020.

وبنموه المطرد الذي فاق كل التوقعات، يشهد قطاع صناعة السيارات بالمغرب دينامية متواصلة تؤهله لاحتلال الريادة عالميا خلال السنوات المقبلة، حيث يتواصل توافد استثمارات مجموعة من الفاعلين الدوليين في المجال، ما سيجعل المملكة منصة إنتاج وتصدير قوية ومتنوعة قادرة على المنافسة على الصعيد الدولي.

وبالفعل، فقد أكدت الصحيفة الأميركية المتخصصة في المال والأعمال "وول ستريت جورنال" أن المغرب تفوق على جنوب إفريقيا كمركز لصناعة السيارات في القارة الإفريقية .

وأضافت الصحيفة، التي تعد مرجعا كبيرا في المجال بالنسبة لصناع القرار والمستثمرين، أن المملكة في طريقها لتصبح موردا رئيسيا لمصانع السيارات الأوروبية، مبرزة أن المغرب خلال السنوات الأخيرة استطاع استقطاب الفاعلين الفرنسيين "رينو" و"بيجو" لتوسيع نشاطهما.

ويتمتع المغرب، بالتأكيد، بإطار مستقر وآمن، ليشكل بالتالي منصة لصناعة السيارات، تتميز بجاذبيتها وتنافسيتها وموقعها على أبواب أوروبا، كما تمنح رؤية واضحة للفاعلين، وتلبي انتظاراتهم، بفضل توفرها على شبكة من البنيات التحتية بمعايير عالمية.

وبعد أن أصبحت مركزا عالميا لصناعة السيارات، تطمح المملكة إلى جعل القطاع فاعلا حقيقيا للتنمية، من خلال الارتكاز على النتائج الطموحة المحققة وضمان استمرار الدينامية الراهنة.

صناعة السيارات في المغرب
نجاح مغربي كبير

وتبدو النتائج التي حققها قطاع صناعة السيارات أكبر من الأهداف المسطرة في مخطط التسريع الصناعي في البداية، إذ صار المغرب يراهن على تحقيق 200 مليار درهم من رقم معاملات التصدير في أفق 2025، بقدرة إنتاجية تبلغ مليون عربة، مقابل 100 مليار درهم في أفق 2020.

بعد إقناع المجموعتين الفرنسيتين والشركة الصينية "بي واي دي أوطو إنداستري" واليابانية "جي تي إي كا تي" بالاستقرار في المغرب، تواصلت الاستثمارات الخارجية في قطاع السيارات طيلة السنة الجارية.

ويتعلق الأمر بشركات متخصصة في صناعة أجزاء السيارات قادمة من إيطاليا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، والتي وجدت في المغرب المناخ الملائم للاستثمار، والبنيات التحتية والموارد البشرية الكفيلة بضمان توسيع أنشطتها بالقارة الإفريقية وتموين شركات تصنيع السيارات بأوروبا.

وهكذا وجدت الشركة الإيطالية "ماغنيتي ماريلي" في مدينة طنجة كل مميزات الاستثمار الآمن والمربح في قطاع السيارات، حيث أطلقت بمدينة صناعة معدات السيارات "أوتوموتيف سيتي" أشغال تشييد مصنع لإنتاج نوابض السيارات والعربات التجارية بغلاف استثماري يبلغ 405 مليون درهم، سيمكن من إحداث 500 فرصة عمل مباشرة، بقدرة إنتاج سنوية تصل إلى ستة ملايين قطعة، لتموين زبائنها بكل من المغرب وإسبانيا وإيطاليا وتركيا، في أفق افتتاح مصنع ثان متخصص في تركيب أنظمة الإنارة والقيادة الالكترونية والدواسات الخاصة بالعربات باستثمار يناهز 312 مليون درهم سيسمح بإحداث 200 منصب عمل إضافي.

كما أعلنت الشركة الألمانية "بريطل" المتخصصة في صناعة أجزاء السيارات، بداية العام الجاري، عن استثمار بقيمة 8 ملايين أورو لبناء وحدة صناعية بمنطقة "أوتوموتيف سيتي"، والتي ينتظر أن تبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 30 مليون قطعة على الأمد البعيد، كما ستوفر حوالي 80 منصب شغل.

أما بمدينة القنيطرة، فقد أعلنت مجموعة "نوڤاريس" الفرنسية، المورد العالمي للحلول البلاستيكية للسيارات، عن بناء أول موقع إنتاجي لها بشمال إفريقيا، باستثمار يناهز 25 مليون أورو، لبناء مصنع يمتد على مساحة 10 آلاف و700 متر مربع، متخصص في إنتاج أنظمة وأجزاء المحركات من قبيل مصافي الهواء وأغطية المحركات الصوتية، وكذا الأجزاء الخارجية مثل الأعمدة، وواقيات الطين، وقضبان الأسقف وأغطية وقاية أسفل المحركات، وأجزاء داخلية مثل لوحات أجهزة القياس.

ومن كوريا الجنوبية، حلت ب "أوتوموتيف سيتي" شركة "هاندس كوربورايشن" باستمثار يصل إلى 4,33 مليار درهم لبناء مصنع متخصص في إنتاج عجلات الألومنيوم للسيارات، بينما استثمرت الشركة الإسبانية "بريمو" بالمنطقة الحرة للتصدير بطنجة 22 مليون أورو لتشييد معمل لصناعة بعض الأجزاء الإلكترونية التي تدخل في عدد من المجالات، من بينها صناعة السيارات.

أما من اليابان، فتستثمر شركة "ميتسوي كينزوكو آكت" ، المتخصصة في صناعة مفاتيح السيارات، 12.5 مليون أورو بمنطقة معدات السيارات بطنجة على مساحة 20 ألف متر مربع، لتموين مصنع "رونو" بطنجة وعدد من المصنعين المستقرين بأوروبا.