المغرب يدين الإمعان في نشر الرسوم المسيئة للرسول

وزارة الخارجية المغربية تصف استمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد بالعمل الاستفزازي موضحة أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم.
احزاب وفعاليات شعبية ترفض الاصرار على نشر الرسوم المسيئة للرسول
المواقف الرسمية متماهية مع المشاعر الشعبية الرافضة لنشر الرسوم المسيئة

الرباط - قالت وزارة الخارجية المغربية الأحد إن استمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية "المسيئة" للنبي محمد عمل استفزازي.
ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية هذه الرسوم والتي تم عرضها أيضا على بعض المباني بعد أن قطع إسلامي متشدد رأس أستاذ فرنسي في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن " المملكة المغربية تدين بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وتستنكر هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم".
وأضاف البيان "بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي".
وواجهت فرنسا رد فعل عنيف من قبل عدد من الدول الإسلامية بسبب تلك الرسوم تضمن مقاطعة المنتجات الفرنسية.
ويأتي الموقف الرسمي المغربي في تماه مع المواقف الشعبية الرافضة لنشر الرسوم المسيئة للرسول.

وتواصلت دعوات نشطاء مغاربة لمقاطعة المنتجات الفرنسية عقب نشر الرسوم حيث تصدر وسم (هاشتاغ) "مقاطعة المنتجات الفرنسية" قائمة الترند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المغرب، منذ الجمعة، وتفاعل معه الآلاف، بينهم مثقفون ومفكرون وأكاديميون.
كما غير الآلاف من النشطاء صورهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها اسم "محمد رسول الله"، في تعبير عن رفض الإساءة للنبي محمد والدين الإسلامي.
وكتب الأستاذ في تاريخ الفكر الإسلامي محمد جبرون، على فيسبوك: "ما يجري في فرنسا، هو اضطهاد رمزي ومعنوي لأقلية دينية (بفرنسا) ولا يمكن تبرير هذا الاضطهاد والتغطية عليه بشعارات حرية التعبير والعلمانية".
وأضاف جبرون، أن "الدولة الفرنسية مسؤولة عن حماية جزء من مواطنيها من حملات الإساءة التي تستهدف خصوصياتهم ومقدساتهم كما هو الحال في كل الدول المتحضرة".
من جانبه، اعتبر الكاتب والباحث بلال التليدي، عبر فيسبوك، التطورات الأخيرة تظهر "محدودية وعدم قدرة" النموذج العلماني الفرنسي على التعاطي مع مشكلات التعايش الديني والثقافي.
كما عبرت أحزاب مغربية رئيسية عن إدانتها الشديدة للإساءة للإسلام في فرنسا سواء عبر نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، أو تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي أكد فيها على تمسكه بهذه الرسوم.
وشددت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي)، على أن محاولات الإساءة المتكررة في فرنسا للدين الإسلامي، "مرفوضة".
وقالت الحركة، في بيان، إنها تستنكر وترفض هذه الإساءة وكافة التعبيرات التي من شأنها الإساءة للأديان وازدراء رموزها.
وفي السياق، قال بيان لحزب "الاستقلال" (ثاني أكبر أحزاب المعارضة): "الحزب يتابع بقلق شديد التطورات الأخيرة التي تشهدها فرنسا، والمنحى الخطير التي اتخذته ردود الفعل ضد الإسلام والمسلمين وتصاعد موجة الإسلاموفوبيا".
وأضاف البيان "الحزب يعبر عن الاستياء العميق للإمعان المتكرر في نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وللتصريحات الموصمة للإسلام".
ودعا إلى "فتح حوار حقيقي حول القضايا المرتبطة بالتطرف والإسلاموفوبيا، من أجل إيجاد الحلول التي توفر للجميع مقومات العيش المشترك".