المغرب يستعد لتعزيز بنيته التحتية للغاز الطبيعي بمحطة عائمة
الرباط - يعتزم المغرب طرح مناقصة خلال أشهر الصيف لبناء محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في ميناء الناظور غرب المتوسط بشمال شرق البلاد، في وقت تكثف فيه المملكة جهودها لتطوير بنيتها التحتية في هذا المجال بالتوازي مع تسارع أعمال التنقيب عن الغاز وسط تقديرات تشير إلى توفر احتياطيات هامة تضمن الاكتفاء الذاتي وتفتح الباب أمام التصدير.
وأكد عبدالغفور الحجوي المسؤول عن النفط والغاز في وزارة الطاقة المغربية أن "الوزارة تتوقع تحقيق الإغلاق المالي للمشروع خلال العام المقبل على أن تبدأ مرحلة الإنشاءات والتشغيل والعمليات التجارية في 2026".
وسيتم ربط محطة الغاز الطبيعي المسال بخط أنابيب موجود يساعد المغرب على استيراد 0.5 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويا من محطات إسبانية وهو ما يكفي لتشغيل محطتين صغيرتين لإنتاج الكهرباء.
ويخطط المغرب أيضا لربط نفس خط الأنابيب بحقول غاز يجري تطويرها شرق البلاد وغربها، في وقت تشير فيه تقديرات الوزارة إلى ارتفاع احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي إلى 8 مليارات متر مكعب في العام 2027.
والناظور غرب المتوسط هو ميناء مياه عميقة قيد الإنشاء ومن المتوقع أن تبلغ سعته 3.5 مليون حاوية وينتظر أن يمثل منصة لضمان إمداد المغرب بمنتجات الطاقة.
وكشف نزار بركة وزير التجهيز والماء في تصريح هذا الأسبوع أن "الميناء الناظور سيكون جاهزا خلال العام المقبل"، مشيرا إلى أنه سيشكل "قطبا تنمويا إستراتيجيا على غرار ميناء طنجة المتوسط"، وفق موقع "زنقة 20" المغربي.
وتشير تقديرات شركة "شاريوت" البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز إلى أن المغرب يقترب من تحقيق اكتفائه الذاتي من الغاز الطبيعي، مستندة إلى النتائج الأولية لأشغالها في المملكة.
وكثفت المملكة خلال العامين الماضيين جهودها لتطوير بنيتها التحتية للغاز الطبيعي، فيما وقعت وزارة الانتقال الطاقي المغربية والبنك الدولي العام الماضي بروتوكول تعاون يهدف إلى الرفع في الإنتاج.
وتهدف الاتفاقية إلى تزويد المملكة بعدة منافذ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى إنشاء بنية تحتية لتخزين ونقل الغاز الطبيعي.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في المملكة يقدر بحوالي مليار متر مكعب، يتم الحصول عليه من السوق الدولية من خلال تعاون مع الدول الشريكة وهي إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
وتجري شركات بريطانية أشغال تنقيب عن الغاز الطبيعي في المغرب، من بينها "شاريوت" و"ساوند إنرجي" التي أعلنت في وقت سابق عن اكتشافات هامة في حقل تندرارة الذي يعد أكبر الحقول في الممكلة، إذ تشير التقديرات إلى أن مخزونه يتراوح بين 15 و20 مليون متر مكعب، وفق موقع "الطاقة نات".
ويولي المغرب أهمية بالغة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي ووضع حدّ للاستيراد، بالتوزاي مع قطعه أشواطا هامة في خطته الطموحة التي تهدف إلى إنتاج 52 بالمئة من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.
وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية ليلى بنعلي قد كشفت عن إستراتيجية تهدف إلى الزيادة في إنتاج الغاز الطبيعي ليصل إلى 400 مليون متر مكعب خلال الأعوام المقبلة، متوقعة أن تغطي الاكتشافات احتياجات إنتاج الطاقة الكهربائية لمدة تصل إلى 20 عاما.