المغرب يسجل قفزة في صادرات قطاع الطيران والفوسفات
الرباط – ارتفعت صادرات قطاع الطيران في المغرب لتسجل ما تتجاوز قيمته مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، بزيادة 14 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين وصلت صادرات الفوسفات ومشتقاته إلى نحو 3 مليارات دولار، ما يعزز موقع المغرب في السوق الدولية في قطاعات شديدة الأهمية.
وأورد مكتب الصرف المغربي في نشرته المتعلقة بالمؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية لشهر أبريل/نيسان 2025، أن صادرات قطاع الطيران فاقت ما يعادل 9.5 مليار درهم (1.03 مليار دولار) خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025، وأوضح أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع مبيعات فئة التجميع بزيادة 15.3 في المئة إلى 6.2 مليار درهم، وكذلك مبيعات نظام توصيل الأسلاك الكهربائية المعرفة بزيادة 11.8 في المئة إلى 3.3 مليار درهم.
وتأتي هذه الزيادة كثمرة لخطة الحكومية في تطوير هذه الصناعة فقد تم العمل على إنشاء 6 منظومات متكاملة لصناعة الطيران عالية الأداء، تتوزع بين التجميع، والهندسة، والصيانة، ونظام الأسلاك الكهربائية، والمحرك ومكوناته. إضافة إلى نظامين متكاملين للتوريد، يضمان اثنين من رواد صناعة الطيران العالمي، وهما بوينغ، وكولينس.
قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في تصريحات سابقة إن بلاده تخطط لدخول الصناعات متزايدة التعقيد في قطاع الطيران، مع التركيز بشكل خاص على تقنيات الصناعة الرقمية المتقدمة والابتكار والبحث والتطوير.
ولفت إلى أن تحقيق نجاحات في هذا القطاع مكن المغرب من أن تتحول إلى منصة دولية رائدة في صناعة الطيران بشراكة مع كبريات الشركات العالمية. كما أصبحت المصدر الرئيسي لإمدادات قطع الغيار وأجزاء الطائرات على مستوى القارة الإفريقية.
ومنذ عام 2000، شرع المغرب في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بصناعة الطيران، ليصبح فاعل دولي بارز في النسيج الصناعي للطيران، وكوجهة مفضلة لقطاع المناولة في هذا المجال.
وأكد أخنوش أن المغرب أصبح منصة إقليمية رائدة في صناعة الطيران في إفريقيا، وهو ما يعكسه الانتقال من المركز 36 عالميا سنة 2012، إلى المركز 26 سنة 2023، إضافة إلى تمكن هذا القطاع الاستراتيجي في البلاد من جذب أكثر من 150 شركة عالمية على غرار بوينغ، وإيرباص، وسافران وغيرها من الشركات العالمية الكبرى، التي اختارت المغرب لتوسيع استثماراتها.
وقال أخنوش "هذا التطور المتسارع لصناعة الطيران ببلادنا، مكن القطاع من المساهمة في رفع حجم الصادرات الوطنية، حيث بلغ حجم صادرات القطاع خلال العام 2023 أكثر من 23 مليار درهم، علما أن قيمته تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2013 و2023. كما حقق خلال العام الماضي، أكبر نمو في الصادرات بنسبة 21 بالمئة بنهاية أغسطس 2024".
أما قطاع الفوسفات ومشتقاته، فقد ارتفعت صادراته بنسبة 12.3 في المائة إلى 27.66 مليار درهم حوالي 3 مليارات دولار، مستفيدة من ارتفاع فئة الفوسفاط بزيادة 48.5 في المائة إلى 2.75 مليار درهم، والحمض الفوسفوري بـ 13.7 في المائة إلى 4.59 مليار درهم، والأسمدة الطبيعية بزيادة 8.4 في المائة إلى 20.31 مليار درهم.
وشهد قطاع الفوسفات في المغرب خلال عام 2024 انتعاشًا ملحوظًا، وفقًا للبيانات الصادرة عن مديرية الدراسات والتوقعات المالية.
يعود هذا الانتعاش إلى ارتفاع الطلب العالمي على الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، إلى جانب زيادة الاستثمارات في القطاع، والجهود المبذولة لتعزيز سلسلة الإنتاج والتصدير، ما يعزز الآفاق الإيجابية للصناعة خلال السنوات المقبلة.
وتختزن أرض المغرب 70 بالمئة من المخزون العالمي من الفوسفات، ما يجعل منه لاعباً حاسماً في السياسة الزراعية في العالم، عبر الأسمدة المتنوعة التي يسعى إلى توفيرها كي توافق نوعية التربة. ويتأكد الدور الحاسم الذي يقوم به المكتب الشريف للفوسفات في الاستثمار العمومي.
كما كشف المكتب عن نمو صادرات الاستخراجات المعدنية الأخرى بزيادة 15.7 في المائة إلى 1.72 مليار درهم، والصناعات الأخرى 15.9 في المائة إلى 10.21 مليار درهم، وفي المقابل، تراجعت صادرات السيارات والكهرباء والإلكترونيك بنسب بلغت على حدة 7 في المائة، إلى 49 مليار درهم و5.67 مليار درهم تواليا.