المغرب ينتظر دعما أوروبيا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء

وزير الخارجية المغربي يقول في مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي الزائر، ان الوقت حان لتخرج الدول الأوروبية عن صمتها وتدعم الحكم الذاتي لإنهاء النزاع في الصحراء، وهو مقترح تدعمه واشنطن ومدريد ودول افريقية وعربية.
هل يبحث بلينكن في الجزائر مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء؟
الدول الأوروبية على قناعة بأن مبادرة المغرب للحكم الذاتي دعامة للاستقرار

الرباط  - دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اليوم الثلاثاء، الدول الأوروبية إلى دعم مقترح بلاده للحكم الذاتي في إقليم الصحراء على غرار ما فعلت اسبانيا التي كانت تقول إنها تلتزم الحياد في هذا النزاع قبل أن تعلن وبشكل واضح عن تغيير موقفها والإقرار بأن المبادرة المغربية هي الحل الواقعي والمنطقي والقابل للتطبيق.

ويتوقع أن تحذو دول أوروبية حذو اسبانيا لإنهاء النزاع الطويل في الصحراء المغربية من جهة ولإدراكها لأهمية تسوية سلمية بين الرباط وجبهة البوليساريو الانفصالية لما في ذلك من أهمية في دعم الاستقرار بالمنطقة ومكافحة الهجرة السرية والإرهاب والجريمة المنظمة.

ولا تخلف الدول الأوروبية في أهمية الدور الذي يلعبه المغرب على مستوى مكافحة هذه الظواهر التي لا تهدد المملكة المغربية بقدر ما يشكل تمددها في المنطقة خطرا على أمن أوروبا.

وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل الرباط قادما من إسرائيل بعد قمة خماسية مع نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر وإسرائيل، قال بوريطة إن الحكم الذاتي في إقليم الصحراء هو الحل الوحيد الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية والإفريقية، ومؤخرا إسبانيا وألمانيا.

وتقول دول أوروبية عديدة إنها تدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي في النزاع حول إقليم الصحراء ‎بين الرباط وجبهة البوليساريو.

وتابع بوريطة "موقف واشنطن من الحكم الذاتي ثابت واستمعنا له أيضا اليوم"، دعيا الدول الأوروبية إلى الانخراط في هذا التوجه القاضي بدعم الحكم الذاتي، معتبرا في الوقت ذاته أنه حان الوقت لتخرج الدول الأوروبية عن صمتها وتدعم الحكم الذاتي، فالحل يجب أن يكون ضمن سيادة المغرب.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي أقامت مخيمات للصحراويين في تندوف وغالبيتهم يعانون تحت حراب البوليساريو وكثير منهم يدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لكن الخوف من بطش الانفصاليين يُلجم ألسنتهم.

ومن المقرر أن ينتقل بلينكن بعد مباحثات في المغرب إلى الجزائر وليس واضحا ما إذا كان سيناقش مع المسؤولين الجزائريين حل النزاع في الصحراء وفق الطرح المغربي الذي تؤكد واشنطن ودول أوروبية وافريقية أنه طرح عقلاني.

ومساء الاثنين، وصل بلينكن إلى المغرب في زيارة تستمر يومين لإجراء مباحثات، ضمن جولة إقليمية تشمل أيضا فلسطين وإسرائيل والجزائر.

واعتبر بوريطة أن الاتفاق الثلاثي أدى إلى توفير دينامية مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة شملت جوانب متعددة.

وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، وقّع المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة "إعلانا مشتركا" بشأن العلاقات، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أميركي للرباط.

وأعرب بوريطة عن ثقة بلاده بأن "العلاقات مع واشنطن قوية وتسير في الاتجاه الصحيح"، مضيفا "لدينا ثقة أن كل الجوانب المتوصل إليها في هذا الاتفاق ستتحقق في إطار تفاهمات وفي إطار التوقيت الذي تراه (واشنطن) مناسبا"، فيما قال نظيره الأميركي خلال المؤتمر، إن بلاده تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي جاد وذو مصداقية وواقعي، وهو مقاربة محتملة لتلبية تطلعات سكان المنطقة.

‎وأعلن المغرب وإسرائيل في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000. وفي اليوم نفسه، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء وفتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الإقليم.