المغناطيس يزيد فعالية العلاج الجيني

برلين - نجح العلماء في ألمانيا في زيادة فعالية العلاج الجيني من خلال استخدامهم للقوى المغناطيسية التي لم تعمل كعامل مرشد لهذا العلاج في التجارب الحيوانية فقط, بل قللت من آثاره السلبية أيضا.
وأوضح الباحثون في جامعة مونخن للتكنولوجيا, أن بالإمكان استهداف المورث الجيني المطلوب بدقة من خلال تسليط مجال مغناطيسي خارجي عبر التقنية التي تعرف بالمغنطة وبالتالي تحسين فعالية العلاج الجيني مع تقليل الآثار الجانبية المحتملة.
ويرى الخبراء أن التطبيق العملي الفعلي لهذه التقنية يحتاج إلى تطوير أجهزة أفضل تسمح بتركيز مجالات مغناطيسية أقوى على الأجزاء الداخلية للجسم, وسيصبح بالإمكان رصد الجينات والأدوية أيضا ومراقبة وصولها إلى الأعضاء الهدف, الأمر الذي سيقلل بدوره الجرعة اللازمة لتحقيق الأثر العلاجي المطلوب وتقليل الآثار السلبية والمخاطر الناتجة عنها.
وأشار العلماء إلى أن أحد أهداف العلاج الدوائي يتمثل في زيادة فعالية الدواء قدر الإمكان مع تقليل أعراضه السلبية , وسيكون هذا الأثر مفيدا خصوصا لعقاقير العلاج الكيماوي المخصصة للسرطان التي تسبب آثار جانبية شديدة لأنها تعمل على كامل خلايا الجسم وليس على الخلايا الخبيثة فقط.
وقد استخدم الباحثون مؤخرا مبادئ المجال المغناطيسي وتطبيقاته لتحسين فعالية عقاقير السرطان وتركيزها في مناطق الإصابة فقط, وذلك من خلال ربط الأدوية بجسيمات صغيرة تسمى "الدقائق المغناطيسية الصغيرة" التي تنجذب نحو المجال المغناطيسي.
وأوضح هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة "العلاج الجيني", أنه في حال دخول هذه العقاقير إلى الأوعية الدموية التي تغذي الورم , يتم استخدام مجال مغناطيسي قوي لجذب الدقائق الصغيرة والأدوية المرتبطة بها إلى منطقة الورم.
ويرى الباحثون أن ما ينطبق على الأدوية ينطبق أيضا على العلاج الجيني , ولكن جزيئات المادة الوراثية "دي إن إيه" المستخدمة في هذا العلاج أكبر كثيرا من جزيئات الدواء, مما قد يجعل نقلها إلى الخلايا والأعضاء المستهدفة أمرا صعبا.
وقد تمكن فريق البحث الألماني من تحسين العلاج الجيني في عينات الخلايا التجريبية وفي الفئران أيضا, باستخدام المغناطيس, حيث قاموا بمضاعفة نواقل الجينات , وهي عبارة عن فيروسات غير مؤذية تستخدم لنقل الحمض النووي "دي إن إيه" إلى الخلايا, وربطها مع "الدقائق المغناطيسية الصغيرة", ثم تسليط مجال مغناطيسي على الجسم, فلوحظ انتقال المادة الوراثية بتراكيز عالية إلى الخلايا الهدف خلال دقائق معدودة.
ولفت الباحثون إلى أن هذه الطريقة تحسن فعالية عملية النقل الجيني لأكثر من ألف ضعف, وتسرّعها , كما تقلل الحاجة إلى الجرعات الكبيرة من نواقل الجينات, وتسهّل الوصول إلى الأعضاء أو الخلايا التي يصعب الوصول إليها بالعلاج الجيني التقليدي. (ق.ب.)