المفاوضات النووية تدخل متاهة التأجيل بين روما ومسقط

عباس عراقجي يؤكد أن المفاوضات، التي جرت في مقر إقامة السفير العماني بروما، دارت في 'أجواء بناءة'.

روما - اتفقت إيران والولايات المتحدة في ختام ثاني من جولة من المفاوضات النووية احتضنتها روما اليوم السبت على العودة إلى طاولة التفاوض الأسبوع المقبل في مسقط التي شهدت انطلاقتها، فيما يبدو أن الخلاف لا يزال قائما بين الجانبين، خاصة مع تمسك طهران بما تعتبره حقها في تخصيب اليورانيوم بالإضافة إلى اشتراطها ضمانات قبل إبرام أي اتفاق نووي جديد.

وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عبر منصة "إكس" في وقت سابق انتهاء الجولة الثانية من المحادثات النووية غير المباشرة، مؤكدة أن جولة ثالثة ستعقد الأسبوع المقبل، بينما نقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله إن المفاوضات دارت في أجواء بناءة، معلنا أن مسقط ستستضيف المحادثات المقبلة.

وانطلقت ظهر اليوم السبت المباحثات بين طهران وواشنطن في مقر إقامة السفير العماني بروما، حيث مثّل الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، مهندس الاتفاق النووي لعام 2015، فيما ترأس الوفد الأميركي مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وتواصل ويتكوف وعراقجي لفترة وجيزة في نهاية الجولة الأولى الأسبوع الماضي، ولم يعقد المسؤولون من البلدين أي مفاوضات مباشرة منذ عام 2015 خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

وقال وزير الخارجية الإيراني في اجتماع مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني قبيل المحادثات إن بلاده التزمت دوما بالدبلوماسية، ودعا "جميع الأطراف المشاركة في المحادثات إلى اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معقول ومنطقي".

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن عراقجي قوله "ينبغي أن يحترم هذا الاتفاق حقوق إيران المشروعة وأن يؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة المفروضة عليها مع معالجة أي شكوك حول أنشطتها النووية".

وقال في موسكو الجمعة إن إيران تعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية.

وكتب تاياني على إكس "روما أصبحت عاصمة السلام والحوار. شجعت عراقجي على اتباع مسار التفاوض حول الأسلحة النووية. وتأمل الحكومة الإيطالية في أن يتوصل الجميع معا إلى حل إيجابي للشرق الأوسط".

ومع ذلك، تسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريبا. وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأسبوع الماضي إنه "ليس متفائلا ولا متشائما بشكل مفرط".

من جهته قال ترامب للصحفيين الجمعة "أنا مع منع طهران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لايمكنها لا ذلك. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".

وفي غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.

وكان ترامب انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران. واستأنف سياسة "أقصى الضغوط" على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني.

وتريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تعتقد أن الهدف منه هو صنع قنبلة ذرية.

ودأبت طهران على التأكيد على سلمية برنامجها النووي، وتقول إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع عن التزاماتها مرة أخرى.

وانتهكت إيران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 لتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الخطوط الحمراء لإيران تعني أنها لن توافق أبدا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماما أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.

وترفض إيران أيضا التفاوض على القدرات الدفاعية مثل برنامجها للصواريخ الباليستية والمدى الذي يمكن أن تصل إليه الصواريخ الإيرانية محلية الصنع.

وعرضت روسيا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المساعدة والتوسط والاضطلاع بأي دور "يعود بالنفع على إيران والولايات المتحدة".