المفاوضات النووية والتعاون يتصدران لقاء القمة بين سلطان عمان وبوتين

بوتين يناقش برنامج إيران النووي مع سلطان عُمان، فيما دعا الرئيس الروسي إلى عقد قمة بين الجامعة العربية وبلاده.

موسكو - توج لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي بدأ أمس أول زيارة يؤديها إلى موسكو، عدة اتفاقيات تعاون في مختلف مجالات، كما بحث الزعيمان مستجدات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، في وقت تلعب فيه مسقط التي احتضنت أول جولة من المباحثات، دور وسيط لتسوية أزمة الملف النووي، معتمدة على الخبرة التي راكمتها في فض عدة نزاعات إقليمية.

ونقلت وكالة ''إنترفاكس'' الروسية للأنباء عن مسؤول في الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش برنامج إيران النووي اليوم الثلاثاء في محادثات مع سلطان عُمان الذي يزور روسيا.

وتقوم عُمان بوساطة بين إيران والولايات المتحدة مع سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإبرام اتفاق يحد من برنامج طهران النووي الذي ترى واشنطن أنه مخصص لتطوير سلاح نووي.

وساعدت سلطنة عمان في جهود وساطة خلال محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2013 أدت إلى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بعد ذلك بعامين، كما عززت مسقط مكانتها كوسيط إقليمي ودولي على أكثر من جبهة وملف من بينها الأزمة اليمنية والقطيعة بين إيران والسعودية التي طويت في العام 2023 إثر الاتفاق الذي أعاد العلاقات بين القوتين الإقليميتين المتنافستين.

كما قادت مسقط مفاوضات أفضت إلى تبادل سجناء بين طهران والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، معتمدة على علاقاتها الوثيقة مع إيران.

وأفادت الوكالة نقلا عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية قوله "ناقشنا ما أحرزته المفاوضات بين الممثلين الإيرانيين والأميركيين من تقدم"، مضيفا "سنرى ماذا ستكون النتائج. نُبقي على اتصال وثيق مع زملائنا الإيرانيين. وسنقدم المساعدة قدر الإمكان".

وهدد ترامب بقصف إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي. ووقَعت روسيا معاهدة شراكة استراتيجية مع إيران في يناير/كانون الثاني، وتسعى أيضا إلى تحسين العلاقات مع إدارة ترامب.

ولعبت موسكو دورا في المحادثات النووية مع طهران، وكانت أحد الأطراف الموقعة على اتفاق نووي سابق انسحب منه ترامب عام 2018 خلال ولايته الأولى. وقالت روسيا إن أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران سيكون غير قانوني.

وأعلن بوتين أن قمة روسية عربية ستعقد هذا العام، على خلفية التوتر غير المسبوق مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا.

وتجري روسيا تحولا جذريا تجاه شركائها الآسيويين والأفارقة والعرب منذ بدأت هجومها الكبير على أوكرانيا في العام 2022 وتعرضت لعقوبات غربية شديدة أثرت على اقتصادها.

وأكد الرئيس الروسي أن "الكثير من أصدقائنا في العالم العربي يؤيدون هذه الفكرة" داعيا سلطان عمان إلى قمة بين الجامعة العربية وروسيا لم يحدد مكانها أو زمانها بعد.

وقال بوتين للسلطان هيثم في تصريحات بثها التلفزيون إن شركات الطاقة الروسية مهتمة بتطوير العلاقات مع عُمان.

وهذه ثاني مرة في أقل من أسبوع يلتقي فيها بوتين وجها لوجه مع زعيم من الشرق الأوسط بعد زيارة قام بها أمير قطر في 17 أبريل/نيسان. وزار وزير الخارجية الإيراني روسيا الأسبوع الماضي.

ووقعت روسيا وسلطنة عمان اتفاقيات تعاون في عدة مجالات من بينها الاقتصاد والتجارة والنقل والزراعة والثروة السمكية والتعليم والإعلام والدبلوماسية إلى جانب اتفاقية لإلغاء التأشيرة بين البلدين. وأشار سلطان عمان إلى رغبة بلاده في التعاون مع موسكو في مجالات عديدة، أبرزها الطاقة والزراعة والتجارة.

وقال بوتين مستهلا اللقاء خلال الجزء المفتوح للإعلام، إن موسكو ومسقط تحتفلان هذا العام بالذكرى السنوية الـ40 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، بحسب البيان، مؤكدا على إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مثل التجارة والاقتصاد والنقل والاستثمار والزراعة.