المفوضية الأوروبية ترفض تمويل بناء الجدران على حدود الاتحاد

وزراء داخلية 12 دولة كتبوا في رسالة إلى المفوضية الأوروبية في 7 أكتوبر لمطالبة الاتحاد الأوروبي بتمويل بناء سياجات، وسط انقسامات أوروبية حول ملف الهجرة.
ملف الهجرة يعتبر من بين أكثر الملفات الخلافية في الاتحاد الأوروبي
دول أوروبية باشرت ببناء جدران وأسلاك شائكة على الحدود لكبح الهجرة

بروكسل - أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة أن الاتحاد الأوروبي لن يمول "أسلاكا شائكة وجدرانا" على حدوده لمنع دخول المهاجرين، وفق ما تطالب به 12 دولة بينها ليتوانيا والنمسا.

ويأتي إعلان فون دير لايين بينما يمثل ملف الهجرة محور خلاف بين الدول الأعضاء في الاتحاد خاصة بين غرب وشرق أوروبا منذ العام 2015 السنة التي شهدت فيها طفرة في موجات الهجرة غير الشرعية.

ولا يزال هذا الملف يرخي بظلال ثقيلة على العلاقات بين دول الاتحاد فيما تتواصل الجهود لردم هوة الخلافات ومحاولة الوصول إلى حلّ وسط وقد توصلت بروكسل في العام 2016 إلى اتفاق مع تركيا لكبح الهجرة غير الشرعية وساهم الاتفاق إلى حدّ ما في تقليل موجات الهجرة لكنه لم ينهها، بينما استخدمت أنقرة مرارا تلك الورقة لابتزاز الشركاء الأوروبيين.

وقالت فون دير لاين في ختام قمة للدول الـ27 في بروكسل تم بحث المسألة خلالها "كنت في غاية الوضوح حول أن هناك منذ زمن طويل موقفا مشتركا للمفوضية والبرلمان الأوروبي حول عدم تخصيص تمويل لأسلاك شائكة وجدران".

ونصبت ليتوانيا سياجا من الأسلاك الشائكة على طول حدودها مع بيلاروس لوقف تدفق المهاجرين الذي يتهم نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بتدبيره.

وأعلن رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا الجمعة في بروكسل أن مثل هذه التدابير "ذات ضرورة قصوى على المدى القريب للتعامل مع هذه الأزمة".

وقال المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبرغ "إذا كانت ليتوانيا تشيّد سياجا... فيجدر أن يكون بإمكانها الاعتماد على تضامننا. لا يعود للمكلّفين الليتوانيين أن يمولوا ذلك بمفردهم".

وكان وزراء داخلية 12 دولة هي النمسا وبلغاريا وقبرص والدنمارك وإستونيا واليونان والمجر وليتوانيا ولاتفيا وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا، كتبوا في رسالة إلى المفوضية الأوروبية في 7 أكتوبر/تشرين الأول لمطالبة الاتحاد الأوروبي بتمويل بناء سياجات.

وجاء في الرسالة "إن حاجزا ماديا يبدو أشبه بإجراء فعال لحماية الحدود، يخدم مصالح مجمل الاتحاد الأوروبي وليس فقط الدول الأعضاء في الخط الأمامي".

وردت المفوضة للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون في ذلك الحين أن الدول لديها "الإمكانية والحق في بناء سياجات"، مضيفة باقتضاب "أما بالنسبة لمعرفة ما إذا كان يجدر بنا استخدام الأموال الأوروبية المحدودة لتمويل بناء سياجات بدل أمور أخرى على قدر مماثل من الأهمية، فهذه مسألة مختلفة".

وباشرت بولندا على غرار ليتوانيا بناء سياج من الأسلاك الشائكة على قسم من حدودها مع بيلاروس. أما المجر، فأقامت حاجزا مماثلا على حدودها مع صربيا وكرواتيا خلال أزمة الهجرة عام 2015. وهو ما قامت به أيضا صربيا مع كرواتيا.