المقداد يبحث في إيران تنفيس أزمة دمشق

زيارة وزير الخارجية السوري إلى إيران تأتي في إطار تعميق العلاقات بين طهران ونظام الأسد وبحث الترتيبات المستقبلية على ضوء المستجدات الأخيرة بالبيت الأبيض بعد قدوم بايدن.
زيارة المقداد ترتيب لمرحلة ما بعد الرفع المحتمل للعقوبات
فيصل المقداد في طهران لتعزيز المصالح الإيرانية السورية

طهران - يبحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في أول زيارة له إلى طهران على ضوء المستجدات القادمة بالبيت الأبيض، تنفيس أزمة بلاده المتفاقمة في ظل ضغوط واشنطن على إيران وسوريا والتي ضيقت الخناق على الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين، فيما يرجح أن يميل الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لسياسية الدبلوماسية بدل التصعيد ويخفف العقوبات على النظامين.

واستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإثنين نظيره السوري في طهران، في أول زيارة رسمية للوزير السوري للخارج.

وتفرض إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على كل من طهران ودمشق عقوبات قاسية، تسببت في أزمة خانقة لكلا الطرفين وضيقت عليهما الخناق اقتصاديا.

ويسعى وزير الخارجية السوري من خلال الزيارة رفقة نظيره الإيراني لترتيب الأوراق لمرحلة ما بعد الرفع المحتمل للعقوبات الأميركية أو تخفيفها على طهران، بما يمكن طهران من استئناف إرسال شحنات الوقود إلى دمشق ما يخفف أزمة النظام السوري الخانقة.

وأوقفت العقوبات الأميركية في إطار غلق منافذ طهران التجارية وتعميق عزلتها، وصول شحنات الوقود الإيراني إلى دمشق وهو ما عمق مشاكل النظام السوري وأشعل أزمة نقص في المحروقات وطوابير لشهور طويلة في مناطق سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت البحرية البريطانية قد احتجزت في يوليو/تموز 2019 في مضيق جبل طارق ناقلة نفط عملاقة تحمل 300 ألف طن من النّفط الإيراني إلى ميناء بانياس السوري، وذلك في إطار الضغوط الأميركية وتطبيقا لعقوبات يفرضها الاتّحاد الأوروبي على سوريا منذ عام 2011 تشمل النفط، وردت طهران حينها باحتجاز السفينة البريطانية ستينا امبيرو.

ويذكر إيران كانت منذ انتفاضة السوريين على نظام الأسد عام 2011، سندا عسكريا وماليا لدمشق، حيث جنبت النظام السوري اتساع كثير من المشكلات.

كما تأتي زيارة المقداد في إطار تعميق العلاقات بين طهران ودمشق، فيما تسعى طهران بدورها لتعزيز نفوذها في سوريا والمنطقة، حيث يعمل النظام الإيراني في الشرق الأوسط بمنطق المصالح، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية تعيش حاليا عزلة عميقة بسبب القيود الأميركية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن المسؤولين ناقشا خلال اللقاء "القضايا الثنائية والإقليمية والدولية فضلا عن الحرب المشتركة ضد الإرهاب".

وشدّد ظريف على "ضرورة اليقظة والتشاور" بين إيران وسوريا بسبب "التطورات الإقليمية الأخيرة".

ووصل المقداد إلى طهران مساء الأحد، ومن المتوقع أن يلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين في الأيام القليلة المقبلة، بحسب الوزارة.

وخلف المقداد وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد وفاة الدبلوماسي المخضرم بعدة أيام.

وتعد إيران من أشد مؤيدي نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد المتهم بارتكاب جرائم في الحرب التي تعصف ببلاده منذ عام 2011 والتي أودت بحياة مئات الآلاف.

وتسبب النزاع الدامي بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف سكان سوريا سواء داخل البلاد او خارجها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على تويتر إنّ "إيران تقف إلى جانب شعب وحكومة سوريا في الحرب ضد الإرهاب"، مضيفا إن "الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن لإنهاء الازمة الحالية".

ومن المتوقع أن تُعلن في ختام زيارة وزيرة الخارجية السوري مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية، في إطار تعزيز للمصالح المشتركة بين طهران ودمشق.