الملك سلمان يدعو أمير قطر لزيارة السعودية

دعوة العاهل السعودي تأتي ضمن تعزيز مسار المصالحة الخليجية وعلاقات التعاون الثنائي، في ظرف دقيق يحتاج لتحصين وحدة الصف الخليجي في مواجهة تهديدات إيرانية واعتداءات حوثية.
السعودية تسرع جهود تنفيذ بنود المصالحة الخليجية
الرياض والدوحة تبديان رغبة قوية في تعزيز العلاقات بعد سنوات من القطيعة
وزير الخارجية السعودي في ثاني زيارة للدوحة منذ اتفاق المصالحة الخليجية

الدوحة - تسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يدعوه فيها لزيارة المملكة، في خطوة تأتي ضمن مسار واسع لتعزيز المصالحة الخليجية التي أقرتها القمة الأخيرة بمدينة العلا بعد سنوات من القطيعة.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي وصل الاثنين إلى الدوحة في زيارة هي الثانية له منذ المصالحة الخليجية، قام بتسليم الرسالة خلال استقباله من قبل أمير قطر في مكتبه بقصر.

وبحسب المصدر ذاته حمّل أمير قطر الأمير فيصل بن فرحان تحياته للملك سلمان وتمنياته له بموفور الصحة والعافية وللشعب السعودي الشقيق بدوام التقدم والازدهار.

وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) قد ذكرت في وقت سابق أنه كان في استقبال الأمير فيصل والوفد المرافق له بمطار الدوحة الدولي كل من نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والقائم بأعمال سفارة الرياض في الدوحة علي بن سعد القحطاني. ولم تتطرق الوكالة السعودية إلى جدول أعمال الزيارة ولا مدتها.

وفي 8 مارس/آذار الماضي تلقى أمير قطر رسالة من الملك سلمان بن عبدالعزيز نقلها وزير الخارجية السعودي خلال زيارة كانت الأولى له إلى الدوحة، منذ إعلان المصالحة الخليجية.

وفي 5 يناير/كانون الثاني الماضي، جرى الإعلان في القمة الخليجية في دورتها الـ41 بالسعودية عن توقيع اتفاق للمصالحة ينهي مقاطعة قطر وإعادة كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الدوحة ودول المقاطعة سابقا: السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

ولاحقا جرى استئناف الرحلات التجارية وفتح المعابر البرية بين السعودية وقطر، بعد أزمة هي الأصعب منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981.

وتعمل المملكة منذ القمة الخليجية على ترجمة ما تم التوصل إليه على أرض الواقع وذلك بتوطيد العلاقات مع قطر، فيما يقول محللون إن الكرة تبقى الآن في الملعب القطري وعلى الدوحة أن تظهر تحركا عمليا باتجاه تعزيز المصالحة.

وفي 28 فبراير/شباط الماضي، جرى أول اتصال هاتفي بين أمير قطر والعاهل السعودي، منذ إعلان المصالحة الخليجية بمدينة العلا السعودية.

ويرى مراقبون أن الرياض تقوم بما عليها لإعادة قطر إلى الصف الخليجي وأن على الدوحة أن ترد على الجهود السعودية بالقيام ببعض الخطوات الايجابية خاصة في ما يتعلق بالوقوف إلى جانب الرياض إزاء الخطر الإيراني.

وتدعو قطر إلى فتح حوار مع إيران لتسوية الخلافات العالقة. وقد عقد وفدان سعودي وإيراني مؤخرا أول مباحثات على طريق تهدئة التوتر، فيما ينتظر أن يعقدا جولة محادثات ثانية قريبا.

وكان مسؤولون قطريون قد تحدثوا عن علاقة بلادهم بإيران العدوة الأولى للسعودية عقب المصالحة، مؤكدين أن تلك العلاقات ستستمر.

وقد تعرضت السعودية إلى هجمات متتالية بطائرات مسيرة وصواريخ من قبل الحوثيين حلفاء طهران استهدفت منشات نفطية لارامكو في الظهران وميناء راس تنورة لكن التحالف العربي تمكن من إحباط تلك الهجمات.

ونددت الدوحة مؤخرا بهجمات الحوثيين على المملكة، فيما كانت تحجم قبل المصالحة الخليجية عن ذلك.