"المنطقة المحاصرة" تدور أحداثه بعد انتهاء الحرب في البلقان

كاميرا غوران رادوفانوفيتش ترصد تداعيات تلك الحرب على عائلة صربية مسيحية تعيش في حي صربي معزول في قلب كوسوفو التي يسودها المسلمون الألبان.
الطفل نيناد يذهب يومياً إلى المدرسة بواسطة مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام
غرفة صفية فيها طالب واحد وهو نيناد - الطفل الوحيد في المدرسة - يقرأ بصوت عالٍ واجبه المدرسي بعنوان "أعز أصدقائي" على مسمع معلمته

إعداد: رانية حداد  
عمّان ـ في العام 2004، بعد مرور خمسة أعوام على انتهاء الحرب في أقليم البلقان، تدور أحداث الفيلم الصربي "المنطقة المحاصرة" إنتاج عام 2015، حيث ترصد كاميرا المخرج غوران رادوفانوفيتش تداعيات تلك الحرب على عائلة صربية مسيحية تعيش في حي صربي معزول في قلب كوسوفو التي يسودها المسلمون الألبان، وحيث ما تزال الفوضى والتوتر يخيمان على كامل الأقليم، تعاني العائلة من حالة من التعصب تجاهها من قِبل الألبان مما يؤدي لانتقال العائلة إلى بلغراد.
العائلة الصربية تتكون من الطفل نيناد - البالغ 10 أعوام - ووالده الأرمل المكتئب ومدمن الكحول، وكذلك جده المريض على حافة الموت، والمفارقة أن الطفل نيناد يذهب يومياً إلى المدرسة بواسطة مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام. 
يشترك فيلم "المنطقة المحاصرة" مع عدد كبير من الأفلام التي أنتجت عن هذه الحرب، في طرح موضوع أزمة الأقلية الصربية المسيحية في منطقة كوسوفو، واستكشاف الماضي والصراعات العرقية الصادمة من خلال عيون الأطفال. 
يفتتح المشهد الأول في الفيلم على غرفة صفية فيها طالب واحد وهو نيناد - الطفل الوحيد في المدرسة - يقرأ بصوت عالٍ واجبه المدرسي بعنوان "أعز أصدقائي" على مسمع معلمته، لكنّ العزلة التي يعيشها في قرية ذات أغلبية ألبانية تجعل من جده المحتضر الصديق الوحيد المتوفر، والحال هنا أن الطفل نيناد عازم رغم التوترات على خلق جو مناسب لجده المريض، وعلى خلق صداقات مع الأغلبية الألبانية في كوسوفو التي مزقتها الحرب عميقاً.

ما تزال الفوضى والتوتر يخيمان على كامل الأقليم
نال تقديراً دولياً

المخرج رادوفانوفيتش لم يرغب بأن يثقل القصة بالتفاصيل المتعلقة بالصراعات في كوسوفو، وإنما رغب بالتركيز على إكتشاف محنة الشخصيات، ورسم أوجه التشابه بسهولة بما يتعلق بأزمة المهاجرين الحالية التي تثير تحديا ديمغرافياً على مستقبل القارة الأوروبية.
الأداء المميز للممثلين يساهم في نسج جو مقنع ويحدث صدى عاطفيا لدى المشاهدين. ويذكر أن "المنطقة المحاصرة" نال تقديراً دولياً وحاز على جائزة الجمهور في مهرجان موسكو الدولي للسينما، وتم ترشيحه من قبل صربيا للمشاركة في جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية.
الفيلم ستعرضه لجنة السينما بمؤسسة عبدالحميد شومان مساء الثلاثاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.