المنطقة وخطوة للأمام

لا يمكن تفسير تحاشي الأنظمة العربية إقامة علاقات مع المعارضة الإيرانية، في حين تمعن طهران في الاستثمار في الحركات المعارضة في المنطقة.

مع إن الاجراءات الاميركية المتخذة بحق الجمهورية الاسلامية الايرانية، قد أثلجت صدور شعوب وبلدان المنطقة وعوضتها الى حد كبير عن المواقف السلبية لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما والتي كانت معظمها تميل لصالح طهران خصوصا بعد أن غضت النظر عن تدخلاتها الفاضحة في بلدان المنطقة والتي تجاوزت الحدود المألوفة، لكنها مع ذلك تبقى خطوات وإجراءات متخذة من جانب واشنطن ولم يكن لبلدان المنطقة من أي دور فيها بل إنها كانت كعادتها تنتظر الاحداث والتطورات وتنأى بنفسها عن الاقدام على إتخاذ أية مبادرة خاصة بها ضد الدور الايراني المقلق.

طهران وواشنطن، تتميزان دائما بأنهما تتقدمان على بلدان المنطقة بخطوات، لايبدو من إن بقاء بلدان المنطقة على سابق موقفها سيكون مفيدا لها خصوصا وإن الاحداث والتطورات تجري بخطى متسارعة وقد تنجم عنها الكثير من المستجدات التي لم تكن لا على بال وخاطر بلدان المنطقة، ولذلك فمن الضروري جدا أن تتحرك بلدان المنطقة فيما يتعلق بالقضية الايرانية ولو بخطوة ولكن هامة ومٶثرة للأمام وأن تكف عن نهجها التقليدي المتبع بالانتظار السلبي!

كيف تمكنت طهران من إمساك بلدان المنطقة من مواضع الالم؟ هل كانت تتمكن من ذلك لو لم تكن لها أذرع فيها؟ أذرع قامت هي بإنشائها وتربيتها وتوجيهها تحت أنظار بلدان المنطقة وعلمها، في حين بقيت بلدان المنطقة تقف على مسافة من المعارضة الايرانية لطهران بناء على توجيهات صادرة منها، هذه المعارضة التي تتجسد أبرزها دورا وفعالية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، والتي حرصت وتحرص دائما على إبداء حسن نواياها تجاه شعوب وبلدان المنطقة بصورة عملية خصوصا من حيث فضح تدخلات الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدان المنطقة وما شكلته وتشكله من خطر وتهديد على أمنه وإستقرارها.

أكثر شيء يلفت النظر كثيرا هو إن السلطات الايرانية وفي الوقت الذي توحي من خلال مصادرها بأن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ليس له أي دور في داخل إيران ولا يشكل أي خطر أو تهديد عليه، فإنها وفي نفس الوقت تعرب عن الخوف والقلق من دورها وتحركاتها في داخل إيران وتحذر الشعب الايراني من ذلك بل وحتى إن نشاطات الاجهزة الامنية الايرانية وقوات الحرس الثوري والباسيج في المناطق المنكوبة قد تحددت في مطاردة وتعقب أفراد معاقل الانتفاضة التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، هذا الى جانب إن هناك تصريحات ومواقف من جانب شخصيات سياسية أميركية تٶكد على ضرورة الالتفات الى هذا المجلس والتعاون معه بإعتباره يمثل أقوى وأهم معارضة إيرانية ضد النظام. السٶال هو؛ لماذا لا تبادر بلدان المنطقة للتقدم بخطوة على الاميركيين بإعترافها بهذا المجلس وتفعيل دوره أكثر خصوصا وإنها تمتلك الحق لذلك لأن إيران بنفسها قد أقدمت على ما هو أسوأ من ذلك، إذ قامت بتنظيم وتأسيس جماعات وميليشيات تابعة لها في حين إن بلدان المنطقة تقوم بالاعتراف والتعاون مع معارضة كانت موجودة وتعبر عن صوت وإرادة الشعب الايراني؟