المواجهات في غوجارات تحصد 260 قتيلا
السبت 2002/03/02

احمد اباد (الهند) - انتشر الجيش الهندي الجمعة في ولاية غوجارات (غرب) حيث قتل نحو 260 شخصا في اعنف مواجهات طائفية شهدتها الهند خلال عشر سنوات.
وظهر امل في التوصل الى تهدئة الوضع بعد ان اعلنت مجموعة متطرفة هندوسية ارجاء مشروع بناء معبد على موقع مسجد نسفه المتطرفون الهندوس في ايوديا (ولاية اوتار براديش) وكان من اهم الاسباب التي ادت الى اندلاع المواجهات بين الهندوس والاقلية المسلمة.
وبدأ الجيش الجمعة دورياته في شوارع احمد اباد، عاصمة غوجارات الاقتصادية حيث سقطت ضحايا جديدة في اليوم الثالث من الاضطرابات.
واندلعت المواجهات الاربعاء اثر قيام مسلمين باضرام النار في قطار على متنه مجموعات من الهندوس كانوا عائدين من ايوديا مما ادى الى مقتل 58 شخصا معظمهم من النساء والاطفال.
وفيما بعد، قتل 188 شخصا على الاقل في ولاية غوجارات منهم 138 في احمد اباد بحسب الشرطة.
وقبل قليل اعلن مسؤول محلي ان 30 مسلما على الاقل احرقوا احياء اليوم الجمعة في ولاية غوجارات.
وتعتبر هذه المواجهات الاسوأ بين المسلمين والهندوس منذ عام 1992 في بلد حيث العلاقات بين الطائفتين الدينيتين لا تزال متشجنة رغم الطابع العلماني للدولة رسميا.
وفي بادرة تهدئة، اعلن المجلس الهندوسي العالمي (يميني) عن عزمه ارجاء بناء المعبد على الموقع الذي كان يرتفع فيه مسجد بابري العائد للقرن ال 16 ودمره متطرفون عام 1992.
وكان هذا المجلس هدد ببدء الاعمال لبناء المعبد في غضون ثلاثة اشهر رغم خطر اثارة نزاع ادى في الماضي الى سقوط 2000 قتيل.
ولكن المنظمة وضعت عدة شروط لتأخير مشروعها منها السماح لها ببناء المعبد في موقع قريب من المسجد القديم في غضون ثلاثة اشهر.
ورغم حظر التجول الذي اعلن اثر الهجوم على القطار، لم تتمكن الشرطة من منع اعمال انتقامية في احمد اباد وفي اماكن اخرى حيث تعرضت متاجر ومطاعم ومنازل مسلمين ومساجد للتخريب الخميس.
وشارك في المواجهات الجديدة اليوم الجمعة اكثر من 2000 شخص استخدموا خلالها قضبان الحديد والعصي والاسلحة البيضاء.
وقال احد الشهود "انه امر مخيف. وثمة نساء مسلحات". وكان قتل شرطي صباح اليوم الجمعة مواجهات بين الطائفتين.
وتدخل الجيش لمساعدة رجال الشرطة الذين لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع واتهموا احيانا بالتواطؤ مع الهندوس.
وقال رئيس الشرطة المفوض بي سي باندي "قد تم نشر تسع فرق عسكرية في احمد اباد واشرف وزير الدفاع جورج فرناندس بنفسه على هذه العملية.
وكان من المفترض ايضا ان يقوم جنود آخرون بدوريات في المدن الثلاث الاخرى في ولاية غوجارات هي بارودا وغودرا وراجكوت.
وتخشى السلطات اتساع رقعة اعمال العنف بين المسلمين والهندوس بعد ان دعا المجلس الهندوسي العالمي الى اضراب عام الجمعة احتجاجا على مجزرة ركاب القطار الذي كان ينقل ناشطين ينتمون له من ايوديا.
ووضعت قوات الامن في البلاد في حال تأهب ويبدو ان النزاع اقتصر على ولاية غوجارات ولم يسجل سقوط اي ضحية في الاماكن الاخرى رغم حوادث متقطعة في اماكن مختلفة من البلاد.
وفي بومباي، قالت الشرطة ان ناشطين يوقفون القطارات في المدينة بعد الدعوة الى الاضراب التي وجهها المجلس الهندوسي العالمي.
وقال مسؤول الشرطة في بومباي المفوض د.ن. يداف "اننا نسيطر على الوضع في الوقت الحالي واوقفنا 245 شخصا احتياطيا للحؤول دون وقوع اضطرابات".
وفي ايوديا، تظاهر آلاف المتطرفين مطالبين باقامة معبدهم ولكن الشرطة قطعت الطرق ومنعت وصول ناشطين جدد.
وفي باكستان، عززت الشرطة قواتها حول معابد هندوسية في كراتشي (جنوب) تحسبا لوقوع اضطرابات بعد صلاة الجمعة ردا على اعمال العنف في غوجارات المجاورة.
وارجأ رئيس الوزراء الهندي اتال بهاري فاجبايي زيارة لاستراليا مقررة نهاية الاسبوع الحالي لحضور قمة الكومنولث. ويتعرض فاجبايي وهو هندوسي لضغوط لوقف الحملة الاستفزازية لبناء المعبد.