الموجة الثالثة من كورونا لم تمنع تونس من استقبال السياح

تونس تباشر استقبال السياح رغم تدهور الوضع الصحي واكتظاظ المستشفيات الحكومية وبلوغ أقسام الانعاش والأكسجين الطاقة القصوى، وتفرض الحجر الاجباري على الوافدين من الخارج.

تونس - بدأت تونس باستقبال السيّاح في رحلات تشارتر، على ما أفاد الجمعة مسؤول في وزارة السياحة بالرغم من ارتفاع مؤشرات تدهور الوضع الصحي في البلاد بسبب تفشي وباء كوفيد-19 ما دفع السلطات الى فرض حجر اجباري على الوافدين من الخارج.
وقال المدير الوطني للسياحة في تونس معز بالحسين الجمعة إن بلاده بدأت تستقطب رحلات تشارتر السياحية.
ووصلت الخميس طائرتان تقلاّن المئات من السياح الروس، وتصل الجمعة طائرة أخرى من بلاروسيا في انتظار رحلات مقررة من تشيكيا، وفقا للمسؤول الذي اضاف "أردنا توجيه رسالة ايجابية، نحن على أتم الاستعداد لاستقبال السياح".
ويخضع السياح لبروتوكول صحي مشدد منذ الوصول الى المطار مع ضرورة إبرازهم فحوصا سلبية لفيروس كورونا والبقاء في الفندق ضمن المجموعة المرافقة لهم.
وأنهكت جائحة كوفيد-19 قطاع السياحة الذي كان يساهم بـ14 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي للاقتصاد التونسي، وأصابته بشلل وتراجع عدد الوافدين بنسبة 80 في المئة والعائدات السياحية بـ64 في المئة.
وأقرت السلطات حجرا صحيا اجباريا لأسبوع داخل فنادق لكل الوافدين من الخارج وخصوصا السياح اعتبارا من الاثنين وعلى امتداد أسبوعين.
يأتي ذلك في ظل ارتفاع حصيلة الفيروس منذ بداية الشهر في البلد الذي يعد نحو 12 مليون نسمة، لتبلغ عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يوميا. ووصلت الحصيلة الإجمالية إلى 10,641 وفاة وأكثر من 300 ألف إصابة.
وتشهد مستشفيات حكومية في المحافظات الكبرى اكتظاظا، وبلغت أقسام الانعاش والأكسجين في بعضها الطاقة القصوى.
وتم نقل مرضى من مستشفى الى آخر في مدينة صفاقس (شرق) نتيجة نقص في الأكسجين.
وقال وزير الصحة فوزي المهدي في مداخلة في البرلمان الثلاثاء "تجاوزنا النقص الكبير في الأكسجين بفضل الجزائر التي مكنتنا من التوريد".
ويتواصل تطبيق إجراءات مشددة في البلاد لمكافحة الوباء وتم غلق المدارس والمعاهد والكليات حتى حدود منتصف أيار/مايو، كما فرض حظر تجول ليلي. 
وقال وزير السياحة التونسي الحبيب عمار "نحن نشهد أصعب عام للسياحة على الإطلاق. لن نتوقع أرقاما كبيرة لموسم 2021".
واضاف  "نجاح الموسم السياحي مرتبط بتطور الوضع الوبائي في العالم والأسواق التقليدية وفي تونس. الوضع الآن حساس ونحن في الموجة الثالثة. نأمل أن ننجح في الحد من تفشي الفيروس من أجل الانطلاق في أحسن الظروف".
وانهار الموسم السياحي في 2020 مع تراجع حاد في عدد الوافدين إلى نسبة قاربت 80% مقارنة بـ2019.
وتسببت الأزمة في إغلاق العشرات من النزل وتسريح عمال ولكن تأمل الوزارة في انتعاش للقطاع في الصيف مع بدء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا في العالم وفي تونس.