الموسوعة الكويتية الشعرية في مدح خير البرية

إيمان الشمري تؤكد بأن التراث العربي زاخر بالدر والجمان، وقد حوت أصنافه دوحة من الفوائد العميمة والعوائد الجسيمة.
ما جادت به قرائح الناظمين في مدح سيد الأولين والآخرين
الكتاب يجمع بين الحسنيين: مدح المصطفى الهادي وتوثيق مسيرة الأدب الكويتي

الكويت ـ صدرت حديثًا "الموسوعة الكويتية الشعرية في مدح خير البرية" للكاتبة والشاعرة الكويتية الدكتورة إيمان طعمة صفعق الشمري.
في بداية الموسوعة تؤكد إيمان الشمري بأن التراث العربي زاخر بالدر والجمان، وقد حوت أصنافه دوحة من الفوائد العميمة والعوائد الجسيمة، فلما نظرت لما فيها آثرت أن أختار من أطايب ثمارها مما جادت به قرائح الناظمين في مدح سيد الأولين والآخرين، فجيلا بعد جيل تنافس الشعراء بأجود القريض، ولكن تلك المدائح ليست بدعة جديدة، فالمديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم والثناء عليه، بدا من لحظة ميلاده، ونما وترعرع مع رسالته. 
وتطور مديح الصحابة ليشمل مواقفه ومعاركه وبسالته، وكذلك بسالة المسلمين، وسار في رحلهم التابعون مدحًا لرسول الله وثناء عليه، ولا يكاد يخلو عصر ولا مصر من شاعر يتغنى في حب رسول الله، ولقد تفاوتت تلك المدائح بتفاوت الأزمان والجغرافيات لتتخطى عائق اللغات، فظهرت المدائح النبوية بكل اللغات من فارسية وأوردية وتركية وإيطالية وإنجليزية، ولم تكن كذلك حكرًا على المسلمين فكثير من القصائد كتبها غير المسلمين. 
إن الشعر الديني في المجمل والمدائح النبوية بشكل خاص تلج بالروح لحدائق غناء من الصفاء في عالم مليء بالماديات والمغريات الدنيوية، لقد فتحت المدائح النبوية ميادين للتنافس بين الشعراء في انتقاء أحسن الكلام في مدح يخلو من التكسب والتملق لذوي النفوذ ويمتلئ بالصدق والإخلاص، وكذلك ساهمت المدائح في ظهور أنماط شعرية جديدة، فمثلا هيأت لولادة البديعيات، على يد رائدها صفي الدين الحلي، وهي قصائد مخصصة للمدح النبوي على البحر البسيط، وعلى روي الميم المكسورة. 
إن هذا الكتاب أيضًا هو رحلة في بحور الشعر الكويتي في المديح النبوي، الكويت الدولة التي امتزجت فيها واستوطنتها حضارات وأعراق مختلفة، وإن كانت في أغلبها عربية صرفة، جمعتها بعد أن خلت المكتبة العربية من الأعمال التوثيقية التي ترصد تلك الأشعار، وإن كانت هناك محاولات خجولة لرصدها، ولكنها تجاهلت الشعر النبطي تماما، بل واكتفت بحقبة معينة متجاهلة الشعراء المعاصرين.  
ورغم أن معارك بين مؤيدي ومعارضي انتشار الشعر الشعبي تدور رحاها، لكن الشعر الشعبي لا يقل أهمية عن الشعر الفصيح، بل وتتضاعف أهميته بقدرته على تمثيل بيئته وقربه من الشارع العام؛ لذا حرصت كل الحرص ألا أهمل توثيقه، لقد فقدنا الكثير من تراثنا الشعري بانشغالنا عن التوثيق، وتجمدت الأقلام عند جيل معين فقتلته بحثا ونقدا ونشرا، مهملة أجيالا متعاقبة بعضها يفوق سابقيه فصاحة وبلاغة.
ويرمي هذا الكتاب إلى الجمع بين الحسنيين، وهما مدح المصطفى الهادي وتوثيق مسيرة الأدب الكويتي؛ وقد أوردت في هذا الكتاب ما يفوق سبعين قصيدة لأكثر من خمسين شاعرًا كويتيًّا تلاقت إبداعاتهم على حب سيد الخلق، وصدحت أقلامهم بمدحه.