الموسيقى الحزينة تعالج الاكتئاب خلافا لما يعتقده الكثيرون

دراسة أميركية جديدة تفيد أن الأغاني والألحان ذات الوقع الهادئ والبطيء والأقل حيوية تساعد في تحسين الحالة النفسية لمرضى الاكتئاب.
الموسيقى الحزينة تحول الاكتئاب إلى مشاعر إيجابية
مرضى الاكتئاب لديهم شغف باللحن الحزين

واشنطن - توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الموسيقى والأغاني الحزينة تترك أثرا إيجابيا على مرضى الاكتئاب، مخالفة لأبحاث سابقة خرجت بعكس هذه النتيجة.
أجرى باحثون من جامعة فلوريدا الأميركية تجارب على مجموعة من النساء المصابات بالاكتئاب لتقصي مشاعرهن ومعرفة تأثير الموسيقى الحزينة على حالتهن المزاجية.
وقسم الباحثون المشاركات وفقا لأعراض الاكتئاب وطلبوا منهن اختيار الموسيقى أو الأغنية سبق وأن استمتعن بها، وفي مرحلة أخرى طلب منهن اختيار ما أعجبهن أكثر من اغنيتين واحدة حزينة وأخرى مفرحة.
وتبين من نتائج التجربة أن المشاركات اللواتي تم تشخيصهن كمريضات بالاكتئاب وفقا للأعراض، اخترن أغاني وموسيقى حزينة، وشرحن سبب ترشيحهن لمثل هذه النوعية، بأنها حسنت من مزاجهن وحالتهن النفسية وخففت من قلقهن.
وقال الباحثون إن الموسيقى البطيئة والأقل حيوية وصخبا تعمل عمل المهدئ، وتدعم هذه النتيجة دراسات سابقة قالت إن من يعانون من الاكتئاب لديهم شغف بالأغاني الحزينة.

الأغاني الحزينة تساعد الفرد على استرجاع اللحظات الرومانسية في حياته أو في الأفلام

وفسر فريق من الباحثين بجامعة طوكيو في بحث سابق أن سبب ذلك يعود إلى أن الأغاني الحزينة تساعد الفرد على استذكار اللحظات الرومانسية في حياته أو في الأفلام، وبالتالي يتحول من حالات الاكتئاب إلى السعادة.
وعلى النقيض من نتائج هذه الدراسة، أظهرت دراسة سابقة لباحثين من بريطانيا وفنلندا نشرت في العام 2016 أن ميل الأشخاص إلى الاستماع إلى الموسيقى الحزينة مرتبط بالقلق والتعاطف بالدرجة الأولى.
وتوصل الباحثون إلى نتائج الدراسة من خلال إعطاء المشتركين في التجربة موسيقى حزينة غير معروفة بغية الاستماع إليها.
ورصدت النتائج ردود الفعل العاطفية على الموسيقى والتي أظهرتها الدراسة وصنفتها ضمن الحزن الذي قد يكون مرتبطا بالاسترخاء والتعاطف والقلق.
وبين الأشخاص الذين يعانون من القلق والحزن في آن واحد عواطف أكثر سلبية، من أولئك الذين شعروا بالحزن والشفقة.
وأشارت الدراسة إلى أن أولئك الذين شعروا بالحزن والشفقة في آن واحد يستمتعون بالموسيقى الحزينة أكثر من غيرهم، وقد أطلق الباحثون على أعضاء هذه المجموعة لقب عشاق الحزن.